-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ينتظرون 3 ساعات تحت الضغط في الطرقات

الاختناق المروري يحرق أعصاب الجزائريين!

وهيبة سليماني
  • 1921
  • 0
الاختناق المروري يحرق أعصاب الجزائريين!

أعصاب تحرق، وشجارات تنشب، وكلام بذيء يطلق وساعات من العمر تضيع في الطرقات.. هكذا يقضي جزائريون يومياتهم في الازدحام المروري الفظيع، في رحلة ذهاب وإياب يومية بين البين والعمل والدراسة، حيث بلغ الاختناق المروري في كبريات المدن الجزائرية، حدا لا يطاق ليتحول إلى كابوس يومي، وهاجس للموظفين والعمال والطلبة، ولم تعد الطرقات تستوعب عدد السيارات، بل زحف هذا الاختناق إلى مدن داخلية..

القلق والأمراض والمخاطر والحوادث، وساعات من الحياة تهدر في زحمة كان لها وقعها أيضا على المردودية في العمل والإنتاج والصناعة، والدراسة.

مسدور: ضياع الملايير بسبب تأخر 11 مليون عامل في الازدحام

وتشهد الجزائر العاصمة مؤخرا، اختناقا مروريا منقطع النظير، حيث تتوقف الحركة تماما في حدود التاسعة والعاشرة صباحا، وفي المساء تبلغ الزحمة ذروتها على الساعة الرابعة وتستمر إلى غاية الخامسة، في بعض الأحيان.

ولم تعد تسلم كل طرقات السيارات سواء داخل المناطق السكانية أو في المسالك المؤدية إليها، من الاختناق المروري، ففي الحراش، والكاليتوس، وباب الوادي والجزائر الوسطى، وغيرها من نواحي العاصمة، بات هاجس اكتظاظ السيارات وتزاحمها يؤرّق السائقين والراكبين على حد سواء.

منوار: حلول بسيطة في يد “الأميار” لحلّ المشكل

الخروج من الجزائر العاصمة، يحتاج هذه الأيام وخاصة أثناء أوقات الدخول والخروج من العمل، إلى كثير من الصبر، فحسب إحصائيات سابقة، للمديرية العامة للأمن الوطني، فإن العاصمة توجد بها 718 نقطة سوداء منها 427 نقطة تتكرر بها حوادث المرور.

الاختناق المروري يضيّع آلاف الملايير من إنتاج العمل

وحول هذا الموضوع، قال الخبير الاقتصادي، فارس مسدور، إن 11 مليون عامل في الجزائر يتأخرون يوميا بنحو ربع ساعة على الأقل في الالتحاق بالعمل، مؤكدا أن معدل الانتظار في زحمة المرور هو 3ساعات وهو ما يؤدي إلى هدر آلاف المليارات من إنتاج القطاع الخاص والعام.

وأكّد مسدور، على ضرورة إيجاد حلول في ظل تفاقم ظاهرة الازدحام المروري، وخاصة أن الأمر وصل حسبه، إلى توقف شبه تام للحركة المرورية، وتعطيل المصالح والواجبات، ووفاة أشخاص مرضى في الزحمة.

.. مطلوب “ميترو بيس”

ويرى الدكتور فارس مسدور، أن الحل الاستعجالي والضروري يتمثل في تخصيص رواق للعاملين والنقل الجماعي، مثلما هو موجود في تركيا حيث يترك الرواق الموجود وسط الطريق إلى وسائل نقل الموظفين، وهو ما يسمى بـ”الميترو بيس”.

وقال مسدور، إن هذه الوسيلة هي الحل خاصة في مدن مثل العاصمة ووهران، وعنابة وقسنطينة، حيث أصبحت زحمة السيارات تتسبب في كوارث صحية وبيئية وحوادث مميتة، وتأخر عن العمل.

وانتقد خبير الاقتصاد، الدكتور فارس مسدور، طريقة تهيئة سكة “الترامواي” في العاصمة التي كانت، حسبه، سببا في إزالة محلات ومنشآت اقتصادية وتجارية على مستوى شارع طرابلس بحسين داي، حيث أن هذه السكة لها تأثير على حركة المرور.

وقال مسدور، إن تهيئة سكك “الترامواي” في الجزائر، لها نسبة 40% من السلبيات خاصة وأنها لم تكن فوق جسور خاصة بها، فهي رغم تقديمها خدمة للنقل الجماعي، إلا أنها في المقابل لم تفك الخناق المروري. ودعا إلى انتهاج نموذج النقل في ماليزيا التي تعتمد الجسور لتهيئة سكك “الترامواي”.

الأميار الجدد أمام مهمة تخطيط عصري للنقل

وفي السياق، حذرت جمعية الأمان لحماية المستهلك الجزائري، من تفاقم مشكل الازدحام المروري، حيث قالت إن المواطن تحرق أعصابه يوميا في انتظار يصل إلى 3ساعات ويتعدى ذلك أحيانا.

وأكّد حسان منوار رئيس الجمعية، أن في 2016 تم إعداد تقرير فيما يخص زحمة المرور في الجزائر، وراسل الجهات المعنية لمعالجة الظاهرة، خاصة بعد أن غلب الاختناق المروري على العاصمة ووهران وقسنطينة، مشيرا إلى أن أهم مطالب جمعيته تتمثل في تنظيم أوقات العمل، وتقسيمها بين الإداريين والتجار وبعض النشاطات الأخرى، حيث تكون الساعة السادسة صباحا، للموظفين في الإدارة وخاصة في القطاع العمومي، والتاسعة صباحا للناشطين في التجارة والحرف.

وأبدى منوار تخوّفه من تهديد الزحمة المرورية للصحة العمومية بعد أن وصل الاختناق المروري إلى درجة التهديد الصحي والبيئي والاقتصادي، وقال إن سمعة الجزائر متعلقة بفك الخناق عن طرقات السيارات، حيث يرى أن الازدحام دليل تخلف البلدان، وأن كل الدول المتقدمة وجدت حلولا لهذا الاختناق.

ودعا حسان منوار، “الأميار” الجدد إلى ضرورة الالتفات لمخططات النقل في بلدياتهم، من خلال تأهيل الطرقات وتوسيع بعضها، ومنع التجارة الفوضوية واحتلال الأرصفة وحواف بعض الطرق الخاصة بالسيارات.

وطالبت جمعية الأمان لحماية المستهلك السلطات في الجزائر، بإعادة تأهيل الطرقات ومنع البيع على حواف طرق السيارات، وإعطاء الأولوية في الطريق للنقل العمومي، مع إخراج الهياكل الإدارية من المدن الكبرى كالعاصمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!