-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مكاتب التطهير البلدية غائبة والعيادات تستقبل عشرات الحالات يوميا

بعُوض النّمر السّام يضرب بقوة ويهدّد الصحة العامة

نادية سليماني
  • 1892
  • 0
بعُوض النّمر السّام يضرب بقوة ويهدّد الصحة العامة

بن أشنهو: الاحتباس الحراري سيجلب حشرات سامة من إفريقيا وعلينا الحذر

عاد بعُوض النمر ليغزو كثيرا من الولايات، ما جعل المصابين بلسعاته الخطيرة يزاحمون المصابين بكورونا في مؤسسات الصحة العمومية، والظاهر ة تطرح عديد التساؤلات بشأن إهمال مكاتب التطهير والوقاية على مستوى البلديات ومؤسسات التطهير لمهمتها الأساسية في رشّ المبيدات، خاصّة وأن هذا البعوض يتكاثر مع بداية الخريف.

غزا بعوض النّمر السّام كثيرا من ولايات الوطن، مؤخرا، وهذا البعوض معروف بكثرة انتشاره خلال فترة بداية الخريف، وإن كان لم يختف يوما من بلادنا، فمنذ انتشاره ببلادنا قبل خمس سنوات، لا تزال لسعاته تسبب مشكلات صحية لكثير من المواطنين.

وتعرف بعض المناطق انتشارا كبيرا لهذا البعوض، الذي يتكاثر بالخصوص في المناطق التي تتواجد بها المياه الراكدة والحدائق والمسابح، ففي بلدية القبة بالجزائر العاصمة مثلا، اشتكت عائلات عديدة من انتشار هذا البعوض.

“آمال” إحدى السّاكنات بالقبة، أكدت لنا تعرضها للسعات خطيرة جدا برجليها بسبب البعوض السام، ووصفت لها الطبيبة مضادات حيوية لمدة 10 أيام، بعد انتفاخ رجليها بشكل رهيب، وتقيّح مكان اللسعة.

أمّا صاحب محل للمواد الغذائية، فكشف بأنهم يعانون من هذا الناموس الذي غزا المكان مؤخرا، رغم أنّ البلدية تعرف انتشارا كبيرا لهذا النوع من البعوض منذ دخوله الجزائر، حيث تخف حدّته أياما، ثم سرعان ما يعاود الانتشار.

وقال محدثنا “أصبحت أجهزة محاربة الناموس والمبيدات لا تفارق محلاتنا، رغم ما يشكله الأمر من ازعاج للزبائن”، ليناشد المواطن، السلطات المحلية التدخل ورشّ المبيد، لتخفيف الوضعية التي وصفها بـ”المزعجة جدا”. أمّا سيدة أخرى، فأكدت لنا بأنها صارت تتفادى فتح النوافذ كلية، “لم نعد نُهوّي منازلنا، لأننا نخاف من دخول البعوض”.

والوضعية نفسها يعيشها القاطنون ببلديات جسر قسنطينة ودرارية والشراقة، الكل يشكو من انتشار كبير لبعوض النمر، متسائلين عن دور مكاتب التطهير والوقاية عبر البلديات.

ومن الأعراض التي تسببها هذه الحشرات الطائرة السامة، حسب تصريحات مواطنين، انتفاخ مكان اللسعة، حكّة شديدة جدا، تقيّح، حمى وتعرق أحيانا، ولا تزول الأعراض إلا بتناول مضادات الحساسية، وإذا تفاقمت الأعراض يتمّ وصف المضادات الحيوية.

المصابون بلسعات البعوض ينافسون مرضى كورونا في العيادات

فيما أخبرتنا طبيبة بالعيادة متعددة الخدمات ببن عمر القبة، بأنّ المصابين بلسعات البعوض المتوافدين على العيادة، صاروا ينافسون مرضى كورونا من حيث العدد يوميا، وقالت “العشرات يقصدوننا يشكون من لسعات البعوض السامة، فنصف لهم غالبا دواء تلفاست 180 ملغ”. ونصحت محدثتنا المواطنين بتجنب حكّ مكان اللسعة، تفاديا لانتفاخها أكثر، والأفضل تمرير قطعة ثلج فوقها.

إلى ذلك، شدّد المختص في الصحة العمومية، فتحي بن أشنهو في تصريح لـ “الشروق”، على ضرورة أخذ موضوع انتشار مختلف أنواع البعوض والحشرات السامة، على محمل الجد من قبل السلطات المختصة في بلادنا، لأنّ الاحتباس الحراري في العالم، وما خلّفه من تغيرات مناخية وارتفاع في درجات الحرارة سيتسبب في ظهور مشكلات عديدة، ومنها قدوم حشرات استوائية خطيرة من وسط وأدغال إفريقيا الى منطقة شمال إفريقيا، وهو ما يجعل أمر اتخاذ احتياطات استباقية ضروريا جدا.

وحسبه، البشرية مهددة مستقبلا، بأخطار كبيرة، بسبب التغير المناخي، وعلى رأسها مشكلة الحشرات السامة والحاملة لمختلف أنواع الفيروسات. خاصة فيروس الملاريا أو الحمى البيضاء.

وبالتالي، “علينا أخذ موضوع انتشار مختلف أنواع البعوض بالجزائر، على محمل الجد، بل وتخصيص بحوث جامعية له أو ما يسمى علم أنتومولوجي، لدراسة كيفية مكافحة هذا البعوض، وأماكن تكاثره، انطلاقا من بيوضه” على حد قوله.

وقال المتحدث، بأن مكافحة البعوض بعد تكاثره وانتشاره، لا يجدي نفعا، وأردف “على العاملين بالمكاتب البلدية للنظافة وبالقطاع الصحي، امتلاك كفاءة عليا لتسيير وحماية المدينة من هذه الأخطار”.

ومن جهة أخرى، دعا بن أشنهو المواطنين، إلى الانتباه أثناء استعمال الوسائل المقاومة للبعوض من مختلف أنواع المبيدات الحشرية، لضررها البالغ على الأطفال والرضع والمصابون بأمراض الربو والحساسية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!