-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
طوابير طويلة حتى بعد رمضان أمام محل عمي العيد

زلابية عين مخلوف تستهوي صائمي الستة من شوال بقالمة

نادية طلحي  
  • 1111
  • 0
زلابية عين مخلوف تستهوي صائمي الستة من شوال بقالمة
ح.م

أصبح ومنذ سنوات عديدة اسم بلدية عين مخلوف مقر عاصمة الدائرة الواقعة على مسافة 54 كلم نحو أقصى الجهة الجنوبية الشرقية لإقليم ولاية قالمة، مرتبطا بالزلابية التي يتزايد عليها الطلب خلال شهر رمضان وحتى في شوال، حيث تتحول المنطقة الهادئة إلى قبلة لصائمي الصابرين الذين يقصدون المنطقة من داخل الولاية وحتى بعض الولايات المجاورة، لاقتناء حلوى الزلابية.

يكاد شهر رمضان لا ينتهي في بعض البيوت التي يحرص أصحابها على صوم 6 أيام من شوال، فتكون ذات الأطباق حاضرة وحتى قلب اللوز والزلابية أيضا موجودتان على طاولة السهرة، وفي ولاية قالمة إذا ذكرنا الزلابية فحتما ستكون تلك التي تتفنن في صناعتها أنامل عمي العيد مرزوقي رفقة أبنائه وباقي أفراد عائلته الذين توارثوا حرفة صناعة الحلويات التقليدية بالمنطقة، منذ زمن، فأبدعوا في صناعاتها حتى امتدت شهرتها إلى خارج البلدية وحتى إلى خارج حدود ولاية قالمة بل أكثر من ذلك ودون مبالغة حتى إلى خارج حدود الوطن.

ومع قدوم كل يوم جديد يحجٌ المواطنون من كل حدب وصوب من الولايات المجاورة خاصة منها قسنطينة، خنشلة، أم البواقي، عنابة وحتى سطيف إلى بلدية عين مخلوف بولاية قالمة، ويقفون لساعات عديدة في طوابير طويلة قصد الظفر بنوع من أنواع الزلابية التي يبدأ فريق عمي العيد مرزوقي في طهيٌها منذ ساعات الفجر الأولى من كل يوم. وأمام الإقبال المتزايد للمواطنين على اقتناء الزلابية وما يتسبب فيه ذلك من حركة غير عادية ببلدية عين مخلوف الهادئة، ما أنعش الحركة الاقتصادية والتجارية بها، ودفع بالسلطات العمومية إلى اتخاذ بعض الإجراءات الأمنية الخاصة، بالاتفاق مع صانع الزلابية عمي العيد مرزوقي، ودعوته للعمل خلال الفترة الصباحية فقط، حيث أصبح نشاطه محصورا من ساعات الفجر إلى غاية الساعة الحادية عشرة صباحا فقط، وذلك لتفادي الازدحام المروري وما قد ينجر عنه من مشاكل قد تؤثر على هدوء المنطقة ، وكذا تفاديا لحدوث طوابير أمام المحل قد تمتد إلى الشارع، بعد الظهر. عمي العيد الرجل الذي لا تضنيه حرارة الجو أو الحرارة الشديدة المنبعثة من المقلاتين الضخمتين المتواجدتين داخل المحل الضيق والذي يصطف أمامه يوميا المئات من الزبائن طالبي لذٌة الزلابية ذات الجودة العالية والنوعية المنقطعة النظير، لتميزها بالخفة أثناء الأكل وجفافها من زيت القلي، لا يكشف عن سرّ طرقة تحضير الزلابية وأرجع سرٌ الشهرة التي تتميز بها زلابية عين مخلوف إلى قدمه في المهنة التي يمارسه منذ نحو ربع قرن من الزمن، مضيفا أنه لم يفكر يوما في تغيير وصفة صناعتها التي تعتمد على الصدق والإتقان كما يعمل بها الآخرون أو يضيف لها أحد العقاقير أو التوابل الإضافية التي تجعلها أشهى وأخف لدى المستهلك.

عمي العيد الذي يحيط به أبناءه في صناعة ما يشتهيه المواطنون، يحمد الله على أن زبائنه يتضاعفون من سنة إلى أخرى، وأن أغلبهم ملتزمون مع محله حتى على مدار أيام السنة، بل أكثر من ذلك فإن زبائن زلابية عين مخلوف يزرون المنطقة من كل الولايات تقريبا، بعدما امتدت شهرة الزلابية حتى خارج حدود الوطن، حيث يطلبها بعض المغتربون من معارفهم الذين يشترون لهم منها ويبعثونها لهم على أولى الرحلات الجوية نحو الدول الأوربية انطلاقا من مطار قسنطينة.

وتبقى زلابية عين مخلوف بقالمة أحد ألذّ وأشهر الحلويات التقليدية التي تتفنن أيادي عائلة مرزوقي في صناعتها، وارتبط اسم عين مخلوف في السنوات الأخيرة باسم الزلابية الأحلى والألذ على الإطلاق بحسب المواطنين الذين التقيناهم في طابور الانتظار للظفر بقطع من الزلابية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!