-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أحقاد في الود

الشروق أونلاين
  • 2799
  • 0
أحقاد  في  الود

جزمنا منذ الثامن عشر من نوفمبر الماضي أن لعبة كرة القدم التي صارت الرياضة الأكثر شعبية في المعمورة أصبحت تشبه كرة ثلج مصنوعة من الأحقاد بعد الذي فعله بعض المصريين على مدار عدة أشهر، وجزمنا بأن معادلة الهزيمة في هته المباراة أو الفوز فيها سيان مادمنا قد عشنا الأحقاد في الحالتين، وصرنا نمنّي أنفسنا أن نعيش بلا مباراة كرة بين منتخبي الجزائر ومصر حتى نرتاح من هته الأحقاد التي نافست كل الأعمال الدرامية التي عرفتها مصر منذ عقود وبرز فيها إعلاميون أشبه بالكوميديين في نفسهم الفني الطويل جدا..

وإذا كانت بطولة إفريقيا لكرة اليد قد أكدت أن الشرخ أوسع مما نتصوره فإننا مع ذلك بقينا متشبثين ببعض الأمل لبعض الوقت أن يكون الزمن وحده كفيلا بأن يذوّب هذا البالون الثلجي الضخم الذي كلما تدحرجت كرة قدم أو كرة يد جزائرية أو مصرية إلا وزاد حجمه.. وظننا أن اهتمام الجزائر بمباراة ودية أمام بلد لا علاقة له بمصر، واهتمام مصر بمباراة ودية أمام بلد لا علاقة له بالجزائر، سيجعلنا نعيش الود مثل إسم هاته المباريات التي يسميها عشاق الكرة بالمواجهات الحبيّة، ولكننا لم نتصور أبدا أن تصل الأحقاد إلى درجة أن يطير المصريون إلى البلد الذي استعمرهم أنجلترا وليس في مخيلتهم سوى الفوز أو تحقيق أي نتيجة إيجابية من أجل أن يقولوا للعالم بأنهم هم الأجدر بالتأهل لكأس العالم وبأن ما حدث لهم من كبوة إنما بفعل »البلطجية الجزائريين«، وصار اهتمامهم منصبا أيضا على مباراة الجزائر أمام صربيا وهم يمنّون  أنفسهم  بإخفاق  الجزائريين  ليؤكدوا  تهيئاتهم  الوقحة  في  معادلة  بالتأكيد  لا  يمكن  أن  يفهمها عاقل  لبلد  منشغل  بمشوار  منتخب  آخر،  ومنشغل  بكأس  العالم  أكثر  من  الدول  التي  ستشارك  فيه .

إن ما يحدث وما نحن متأكدون أنه سيتواصل أوصلنا الآن إلى مرحلة اليأس من إمكانية أن يكون هناك أمل من أن تهدأ هاته العاصفة منذ أن تبخر حلم المصريين في بلوغ المونديال الإفريقي وأيضا تحقيق هدف التوريث السياسي وإسكات الجبهة الاجتماعية التي تحاصرها قارورات الغاز من  جهة  ورغيف  العيش  من  الجهة  المقابلة ..

ويؤسفنا  أن  تكون  الأنظار  متجهة  صوب  الجزائر  وإنجلترا  سهرة  اليوم  في  مبارتين  يقال  عنهما أنهما  وديتين  ولكنهما  للأسف  لا  ود  فيهما  بالنسبة  للجانب  المصري .

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!