-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يستهلك عشوائيا ودون الخضوع لتحاليل

أخطاء قاتلة في استهلاك فيتامين “د”

نادية سليماني
  • 2310
  • 0
أخطاء قاتلة في استهلاك فيتامين “د”
أرشيف

ارتفع استهلاك الفيتامين “د” في أوساط الجزائريين حيث قفز بسبب الاستهلاك العشوائي إلى نفس مرتبة “الباراسيتمول”، فكلما أحس شخص بالآلام في عظامه أ دوار وتعب وإرهاق، يشتري أمبولة فيتامين “د”، وهو لا يدري بأنّ المنتج الصيدلاني قد يتسبب في تسمم دمه، في حال تعدّت نسبته في الدم نسبة معينة، وهي الظاهرة التي يحذّر منها الأطباء مؤخرا، مُشددين على ضرورة خضوع المريض لتحاليل طبية قبل تناوله.
يُقبل الجزائريون على استهلاك بعض الأدوية بصفة عشوائية، ودون وصفات طبية، ولعل من أهمها خلال السنوات الأخيرة الإفراط في استهلاك أمبولات فيتامين “د” لمنح الجسم بعض القوة.
ويتواجد فيتامين “د” بنسبة تتراوح بين 30 إلى 100 نانوغرام في دم الإنسان، وهو أحد العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم لبناء عظام صحية والحفاظ عليها، وأجسامنا لا يمكنها امتصاص الكالسيوم، الذي يعتبر المُكوِّن الرئيسي للعظام، إلا بوجود فيتامين “د” الذي ينظم الكثير من الوظائف الأخرى، فهو مضاد للالتهابات وللأكسدة، ويعزز صحّة الأعصاب والجهاز المناعي، ووظائف العضلات ونشاط خلايا الدماغ، وهو مفيد للمصابين بالاكتئاب.. وهذا ما يجعل الأطباء يصفونه بشكل دوري لبعض المرضى.

مراهقون وشباب يتناولون فيتامين د دون وصفة طبية
وتعوّد كثير من الجزائريين على استهلاك هذا الفيتامين بطريقة عشوائية، معتبرين إياه بمثابة “مُقوّ عام”، ومكمّل غذائي، لدرجة أصبح ينفذ سريعا من الصيدليات، بل بات تأمينه تحت الطلب أحيانا.
وفي هذا الصد، تؤكد أمال وهي بائعة بصيدلية ببلدية برج الكيفان، بأن الطلب على أمبولات فيتامين “د” بالخصوص، بات كبيرا خلال السنوات الأخيرة، والجديد هو أن جميع فئات المجتمع باتت تستهلكه من أطفال ومراهقين وكهول ومسنين، ويباع غالبا بدون وصفة طبية.
وتؤكد المتحدثة، بأنّ الطلب كان كبيرا عليه، خلال جائحة كورونا، لزيادة مناعة الأجسام “ويبدو أن الجزائرييّن تعودوا على استهلاكه، فلم يتوقفوا عنه حتى بعد انحسار الجائحة، رغم أن فئات معينة من المرضى فقط من تحتاج لتناوله، بصفة دورية” على حد قولها.

مرضى يتفاجؤون بارتفاع نسبته في دمهم
ولأن الظاهرة باتت لافتة جدا، يحذّر المختص في الغدد وأمراض السكري، الدكتور بونقطة الجزائريين، مما اعتبره استهلاكا عشوائيا للفيتامين “د”، مؤكدا أن هذه الظاهرة خطيرة جدا على الصحة.
وأشار المختص، بأن كثيرا من مرضاه الذين طلب منهم تحاليل دم روتينية، اكتشف لديهم ارتفاع كبير لنسبة فيتامين “د” في دمهم، ومنهم عجوز بلغت نسبته لديها 150 نانوغرام وهذا خطير، لأن نسبته الطبيعية في الدم لا يجب أن تتجاوز 100 نانوغرام وألا تقل عن 30 نانوغرام.
وتأسف بونقطة للاستهلاك العشوائي لفيتامين “د”، دون وصفات طبية، مُناشدا المرضى للخضوع للتحليل قبل تناوله.
وقال: “حتى لو كان لديك أعراض الوهن وألام العظام والمفاصل، فقد تكون نسبة فيتامين د في دمك طبيعية جدا، ولا تحتاج لتناول المزيد منه.. ومع ذلك تشتريه عشوائيا، وهو ما يعرضك لخطر تسمم الدم، وارتفاع نسبة الكالسيوم في الجسم بنسبة كبيرة جدا، قد تؤدي حتى إلى الوفاة”.

قلّة من الأطعمة تحتوي على فيتامين “د” طبيعيا
ومن جهتها، تؤكد المختصة في التغذية، ليلى بن عرقاب، بأن فيتامين “د” لا يوجد في الكثير من الأطعمة طبيعيًا، ومع ذلك يمكن الحصول عليه من الحليب المعزز بهذا الفيتامين، ومن حبوب الإفطار المدعمة بالعناصر الغذائية، الأسماك الدهنية، مثل السلمون والماكريل والسردين.
وقالت المختصة، بأن الجسم ينتج فيتامين د، عند التعرض مباشرة لأشعة الشمس، وهو ما يجعل الأشخاص القاطنين في أماكن لا تصلها أشعة الشمس، يعانون من نقصه.
وقالت أيضا: “إنتاج فيتامين د في الجسم يعتمد على العديد من العوامل، بما في ذلك الفصل والمكان ولون البشرة ونمط حياتك، إذ قد ينخفض إنتاجه أو ينعدم تمامًا خلال أشهر فصل الشتاء”.
ونصحت المختصة، الجزائريين، بالتعرض المباشرة بين فترة وأخرى، إلى أشعة الشمس، حتى ولو كان ذلك عبر الجلوس في الشرفة، خاصة لكبار السن والمرضى.
وكشفت بأن كريمات البشرة الواقية من الشمس، التي تضعها النساء بالخصوص عند الخروج، يمكن أن تقلل من إنتاج فيتامين د في الجسم.
وبدورها، تحذّر بن عرقاب، من استهلاك فيتامين “د” بدون الخضوع لتحاليل مسبقة، لأن زيادة نسبته في الدم بشكل مفرط، تتسبب لصاحبها في غثيان وقيء وضعف الشهية وفقدان الوزن، الإمساك، الوهن العام، الاضطراب والإحساس بالتيهان إلى جانب مشاكل عدم انتظام ضربات القلب، وحصوات الكُلَى وتلفها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!