-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مواطنون مستبشرون وفلاحون متذمرون

أسعار البطاطا “تتهاوى”

نادية سليماني
  • 4172
  • 0
أسعار البطاطا “تتهاوى”
أرشيف

 في وقت يرحّب المواطنون بتهاوي أسعار البطاطا خلال هذه الصائفة، يشتكي فلاحون من تكبدهم خسائر كبيرة بسبب هذا التهاوي. فالمستهلك يرى أسعار البطاطا منطقية جدا، بينما يجد فيها الفلاح ضياع مجهود سنة كاملة من الغرس والعناية وشراء المبيدات.
لم تتعد أسعار البطاطا عبر كثير من الولايات 50 دج، إذ بات الفلاح يعرضها بسعر 20 دج في أسواق الجملة. وهذه الأسعار “المتهاوية” لم ترض الفلاحين والمنتجين، الذين تعالت أصواتهم، مطالبين السلطات بحلول استعجالية، تضمن لهم تعويض التكاليف والجهود المبذولة في إنتاج البطاطا.

أين كنتم عندما بلغت البطاطا 150 دج للكلغ؟
واستنكر مواطنون، تذمر الفلاحين من انخفاض أسعار منتج البطاطا، إذ كتب “محمد” من الجزائر العاصمة، في تعليق له على “فيسبوك” قائلا: “تتكلمون عن الخسائر التي يتكبّدها الفلاح هذه الأيام، لأن سعر البطاطا أقلّ بكثير من تكاليف إنتاجها ولا يغطيها، ونسيتم الحديث عن الأرباح غير المعقولة التي يفرضها الفلاح والوسيط.. أيام الشح، حيث يدفع المستهلك ثمن تكلفة مائة كيلو ليحصل على زوج كيلو فقط”. وشاطره آخر الرأي، عندما ذكّر الفلاح، بأنهم لو رضوا بتقنين ثمن البطاطا وغيرها من طرف الدولة، ودون رفع فاضح للأسعار، لكان أحسن للجميع.
وتحدث كثير من المواطنين، عن رفض المنتجين عملية تقنين الأسعار، وتدخل الوسطاء، وتحكّمهم في الأسعار كما يشاؤون، متناسين أن الربح والخسارة على الجميع. وتساءل هؤلاء: “أين كان الفلاح عندما تجاوز سعر البطاطا 150دج؟”.

خسائرنا “كارثية”..
ومن جهتهم، يؤكد منتجو البطاطا أنّهم مسؤولون عن الغرس والجني، وتوفير الإنتاج، بينما الأسعار يتحكم فيها السماسرة والوسطاء، مركّزين على أنّ جميع المنتجات الفلاحية وفي حال كانت وفيرة، تخرج من الحقول بأسعار مناسبة جدا.
وذكر أحد منتجي البطاطا من ولاية عين الدفلى لـ” الشروق”، بأنهم يتكبدون خسائر “كارثية” بفعل الانهيار الكبير للأسعار لدى الفلاحين، التي لن تعوض كلفة الإنتاج.
وفسر الخبير في الفلاحة، فاروق سليماني، أسباب تراجع أسعار البطاطا لهذا الموسم، بدخول المنتج إلى الأسواق دفعة واحدة، وبحسبه “منتج البطاطا بولاية مستغانم، كان مقررا دخوله السوق من شهر أفريل إلى غاية شهر جوان، ولكن المنتج دخل بوفرة كبيرة في شهر ماي، ومثله منتج ولاية عين الدفلى ووادي سوف”.
وهذه الوفرة والكميات الكبيرة من البطاطا، التي دخلت الأسواق دفعة واحدة، كانت سببا في تهاوي الأسعار، التي وصلت إلى 30 دج للكلغ في بعض المناطق.
ودعا المتحدث إلى إيجاد حلول استعجالية، على رأسها امتصاص الفائض من منتج البطاطا، من طرف السلطات وبأسعار مناسبة من المنتجين، لغرض تخزينه استعدادا للأشهر المقبلة.

نناشد الدولة شراء الفائض وتخزينه
ومن جهته، ذكر رئيس الاتحاد الوطني للفلاحين، أحمد ديلمي لـ “الشروق” أن كثيرا من منتجي البطاطا تعرضوا لخسائر، بعدما أصبحوا يبيعون المنتج بـ20 دج للكلغ من الحقول، في وقت إن تكلفة نفس الكلغ بلغت 40 دج عند الغرس والاعتناء والجني.
وقال: “في كثير من الولايات، بات المستهلك يشتري 5 كلغ بطاطا بـ 200 دج، وإن كان الأمر يرضي المواطنين، إلاّ أنّه تسبب في أضرار كبيرة للفلاحين”، وهو ما جعله يناشد الدولة، التدخل وتخزين الفائض من المنتج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!