-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لم تعد حكرا على المتسربين من المدارس.. دورة التسجيل تكشف:

أطباء وجامعيون في “التكوين المهني”

بلقاسم حوام
  • 13679
  • 6
أطباء وجامعيون في “التكوين المهني”

لم تعد مراكز التكوين والتمهين ملاذا للفاشلين في الدراسة والعاطلين عن العمل، بل تحولت إلى مقصد لأصحاب الشهادات العليا من الأطباء والجامعيين والموظفين وحتى المتقاعدين، لتعزيز فرص العمل وولوج تخصصات تجارية باتت أكثر طلبا، وتمكين أصحابها من إقامة مشاريع والحصول على قروض تفتح لهم آفاقا جديدة بعيدة عن التوظيف التقليدي، وهو ما وقفت عليه “الشروق” من خلال مرافقتها للمقبلين على التسجيلات الخاصة بدورة فيفري في مراكز التكوين والتي تمتد إلى غاية 19 من الشهر الجاري .

تشهد مراكز التكوين والتمهين هذه الأيام إقبالا كبيرا للمواطنين من مختلف الشرائح والأعمار، تحضيرا للدخول المقبل يوم 27 فيفري الجاري، خاصة بعد إدراج العديد من التخصصات الجديدة المطلوبة بكثرة في سوق العمل والتي تتعلق عادة بمجالات الميكانيك والإلكترونيات الدقيقة والإعلام الآلي والأشغال العمومية والمناجمنت والمحاسبة والجمركة.

مديرة مركز: إقبال كبير على تخصصات جديدة بحثا عن القروض والمشاريع

وبذلك لم يعد الإقبال على التكوين من أجل تعلم حرف بسيطة فقط، بل من أجل ولوج تخصصات تمكن أصحابها من فتح ورشات وإقامة مشاريع والحصول على قروض تفتح لهم آفاقا جديدة ليتحولوا من موظفين إلى أرباب عمل، يساهمون في خلق الثروة وتوفير اليد العاملة، وهو ما وقفنا عليه من خلال إقبال الكثير من أصحاب الشهادات العليا على التسجيل في مختلف تخصصات التكوين التي تتيح لهم فرصا إضافية في سوق العمل بعد تحصلهم على شهادات في مجالات مطلوبة بكثرة في مختلف المؤسسات الخاصة والعامة.

شهادات التكوين تتغلب على “ديبلومات” الجامعة في سوق العمل

بعد تقليص الحكومة للتوظيف في العديد من القطاعات بسبب مخلفات الجائحة، ومعاناة الكثير من المؤسسات العمومية والخاصة من صعوبات مالية أدت إلى تسريح العمال والموظفين، بات البحث عن فرص جديدة للتشغيل مطلب الشباب والجامعيين، خاصة مع توفير مراكز التكوين لعدد كبير من التخصصات المطلوبة بكثرة في سوق العمل، وهو ما وقفنا عليه من خلال جولتنا في مراكز التكوين المتواجدة في كل من حي البدر والقبة بالعاصمة مثلا، أين كان المواطنون يسألون عن التخصصات التي توفر لهم فرصا سريعة للعمل.

وبالنسبة لأكثر التكوينات التي شهدت إقبالا من طرف الراغبين في التسجيل في دورة فيفري، تأتي التخصصات الخاصة بالميكانيك والإلكترونيات الدقيقة والإعلام الآلي والتبريد الصناعي بالإضافة إلى الكثير من التخصصات الجديدة الخاصة بالمعلوماتية وميكرونيك السيارات والكهروتقني والصيانة الصناعية ولإلكترونيك الصناعية بالإضافة إلى صيانة المنظومات المعلوماتية والاتصال والصناعات المطبعية ورسام مسقط في الهندسة المعمارية.

كما استقطبت التكوينات التقليدية الخاصة بالمحاسبة والهندسة المعمارية ووكالات السفر وتسيير الموارد البشرية وتركيب وصيانة أجهزة التبريد والإلكترونيات الدقيقة الخاصة بالهواتف الذكية والعبور والجمركة وأمين مخزن ونجارة الألمنيوم والتأمينات وتسيير دور الحضانة والحدادة إقبالا كبيرا للراغبين في تكوين مشاريع تجارية خاصة وهو ما أكده لنا العديد من خريجي الجامعات الذين لم يتحصلوا على فرص عمل، حيث صرح لنا أحد الحاملين لشهادة في التاريخ أنه يبحث عن عمل في تخصصه منذ خمس سنوات، وقرر أخيرا فتح ورشة نجارة في الألمنيوم، وهذا ما دفعه للبحث عن التكوين في هذا المجال، في حين قال لنا جامعي آخر يحمل شهادة في الفلسفة أنه قرر خوض مجال التبريد الصناعي وإصلاح وتركيب مكيفات الهواء الذي يكثر عليه الإقبال بكثرة، خاصة في فصل الصيف، مؤكد أنه “يملك صديقا يعمل في هذا المجال يزيد مدخوله في الصيف عن 150 مليون من هذه الحرفة بينما هو اليوم بشهادة جامعية عاطل عن العمل..”

متقاعدون ينافسون الشباب وطبيبات يتعلمن صناعة الحلويات والخياطة

وأثناء جولتنا في مراكز التكوين، استقبلتنا مديرة مركز التكوين والتعليم المهنيين “الربوة البيضاء”،  بحي البدر، وحيدة وهاب، التي شرحت لنا بالتفصيل أسباب الإقبال المتزايد للمواطنين على مراكز التكوين التي باتت توفر فرص عمل كبيرة ما جعلها مقصد أصحاب المؤسسات والورشات الباحثين عن عمال في مختلف التخصصات.

وحيث أكدت المديرة أن هذه المراكز لم تعد مطلب البطالين والذين لم يسعفهم الحظ في إكمال الدراسة بل تحولت إلى قبلة حتى للمتقاعدين الذين يرغبون في تعلم حرف جديدة بهدف ملء الفراغ وتحصيل فرص عمل جديدة بفتح مشاريع شخصية، قائلة “استقبلنا الكثير من المتقاعدين الذين يعدون أكثر المنضبطين في مقاعد التكوين وتجدهم يختارون تخصصات معينة يتعلمونها بحب وشغف كبيرين على غرار الحدادة والنجارة والميكانيك وحتى الإعلام الآلي والتخصصات الخاصة بالسياحة والفندقة..”.

وأضافت أنها استقبلت أيضا العديد من الطبيبات اللواتي قررن تعلم العديد من التخصصات على غرار صنع الحلويات والخياطة بعد قرار بعضهنّ المكوث في البيت وأخريات يبحثن عن الاستفادة من قروض وفتح مشاريع شخصية، كما استقبلت أيضا جامعيات وموظفات يرغبن في خوض غمار فتح دور الحضانة ووكالات السفر.

وأضافت المديرة أن التخصصات الجديدة باتت تستقطب مختلف الشرائح والأعمار بحثا عن فرص جيدة في الشغل، خاصة وأن العديد من مجالات التكوين غير مقرونة بسن معين وهناك من يدرس عندنا في سن الستين والسبعين، وباتت مراكز التكوين همزة وصل بين المؤسسات والحرفيين، حيث تستقطب أصحاب الشهادات العليا لتعلم مهن وحرف جديدة دون خجل أو عقدة، خاصة وأن الكثير منهم يفضلون التوجه لعالم التجارة بفتح ورشات وإقامة مشاريع تتطلب شهادة التكوين التي باتت تفتح آفاقا واعدة في سوق العمل، على حد تعبيرها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • طارق الجزائري

    كان عليهم اختصار الطريق من البداية والالتحاق بالتكوين المهني، لأنه يبدو أن الكثير في وطننا لم يفهم أن الجامعة مؤسسة أكاديمية، ولذلك يلتحق بها في الغرب طلاب مرتاحون ماليا رغبة منهم في الحصول على تعليم راقي أو الاشتغال في وظيفة أستاذ جامعي أو باحث، أما عندنا فأصبحت متاحة لكل الناس بسبب سياسة شعبوية اشتراكية، والنتيجة أمامنا كم هائل من الطلبة مستقبلهم البطالة لأنهم التحقوا بها رغبة في الحصول على عمل، ومن هنا أنصح كل حاصل على البكالوريا بأن يفكر جيدا قبل الالتحاق بالجامعة، فإن كان يريد علما وثقافة فبها ونعمت وإن كان يريد عملا فعليه بمؤسسات التكوين المهني،وشكرا.

  • معلق حر

    تناسق بين التعليم العالي و التكوين المهني. يجب الإنتباه لأن هناك من يريد الحصول على شهادة التكوين للتحصل على قروض دون الرغبة الحقيقية في بذل الجهود بعد التخرج لنجاح مشروعه. الأولوية في التكوين تكون لشباب التسرب المدرسي و فئة الرجال البطالين المتزوجين بأولاد و النساء بأبناء دون كفيل. رفع جودة التكوين، ما دام هناك أماكن شاغرة للكل جيد، لكن كل تخصص يجب تكون له معايير لإنتقاء المرشحين إذا كانت المقاعد لا تكفي، مثلا الفندقة و السياحة تتطلب من المرشح حب التفاعل الإجتماعي و البشاشة. التعليم العالي الأطباء، نجح مؤخرا 1200 طبيب جزائري في مسابقة وزارة الصحة الفرنسية سيغادرون. أليس الأحرى بالطبيبات العمل في مجالهن و لو بصفة الدوام الجزئي، كمرتين في الأسبوع. المعني بالأمر كثير من التفكير و العمل و التخطيط!!!! دراسة علم الطب، ربما فيه إمكانية بدل 7 سنوات تقلص لخمس سنوات كبلدان أخرى و جمع تخصصين بعدها، مع فتح معاهد طب في جامعات الجنوب و الهضاب العليا يوجد حاليا (بشار و ورقلة)، ليس ضروريا إتباع النموذج الفرنسي، ساعتها يكون أطباء أكثر من الحاجة، كبلد كوبا.

  • عجيب

    خاصة وأن الكثير منهم يفضلون التوجه لعالم التجارة بفتح ورشات وإقامة مشاريع تتطلب شهادة التكوين المهني التي باتت تفتح آفاقا واعدة في سوق العمل، على حد تعبيرها.

  • كاميليا

    انا مقيمة في كندا منذ أكثر من عشر سنوات و أؤكد لكم ان التكوين المهني هنا هو شهادة مهمة جدا (DEP) و تمنح لصاحبها فرص عمل ثمينة من ناحية الرواتب و من ناحية إمكانية العمل للحساب الخاص travailleur autonome و كنت دائمآ أضحك عندما أتذكر أن التكوين المهني في الجزائر ليس بهذه القيمة و المنزلة. و الله فرحت عندما قرأت هذا المقال الذي يدل على أن بلادنا باذن الله تسير في الطريق الأصح.

  • مصطفى

    لنحول الجامعة من النظري الى التطبيقي والعملي. بناء ورشات تقنية تابعة للجامعة تبحث في اسرار بعض الصناعات وتطويرها لإنتاجها في الجزائر. مثلا محرك السيارة او الثلاجة او... هكذا يستطيع المتخرج الالتحاق بالشركة المصنعة. والله اعلى واعلم

  • محمد رضا

    الشهادة لا تعني أبدا الكفاءة خصوصا في الجزاءر و العالم الذي يسير في الخلف.