-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أنبوب الغاز المغربي النيجيري: المشروع الذي لن يرى النور

الشروق أونلاين
  • 13625
  • 0
أنبوب الغاز المغربي النيجيري: المشروع الذي لن يرى النور
ح.م
صورة تعبيرية.

مشروع خط نقل الغاز من نيجيريا إلى أوروبا مرورا بالمغرب، هو مشروع اقترحه الملك المغربي محمد السادس خلال زيارته للعاصمة النيجيرية أبوجا عام 2016. المشروع سيمتد على 6000 كيلومترا على طول ساحل غرب إفريقيا انطلاقا من نيجيريا مرورا عبر البنين والطوغو وغانا والكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا وصولا إلى المغرب. ليتم ربطه بعد ذلك بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي وشبكة الغاز الأوروبية.

المشروع لم ينطلق بعد، ولا تزال المملكة المغربية تروج له وذلك من أجل جذب المستثمرين العموميين والخواص. وكان الملك المغربي محمد السادس قد صرح شهر نوفمبر من العام الماضي “بالنظر للبعد القاري لأنبوب الغاز، فإننا نعتبره أيضا مشروعا مهيكلا يربط بين أفريقيا وأوروبا، كما نشيد بدعم المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، التي عبرت عن رغبتها في المساهمة الفعلية في إنجازه”.

التصور ضخم، لكن ما مدى إمكانية تحويل الفكرة وتجسيد هذا المشروع الذي لم ينطلق بعد على أرض الواقع؟ هنا، يجيب عديد الخبراء أن هذا الأنبوب بدون جدوى اقتصادية، كما أنه سيعرف عقبات سياسية. وقد قال خبير الصناعات الغازية في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك“، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، أن هذا المشروع “لن يرى النور”.

مشروع عقباته أكبر من جدواه

خبير “أوابك”، وائل حامد عبدالمعطي، ينظم بذلك إلى عديد الخبراء الذين قالوا قبله أنهم يرون صعوبة في تجسيد المشروع بل وحتى عارضوه.

وفي تعليق له على عزم الإمارات ضخ استثمارات في مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، خبير “أوابك” قال أمس، الخميس 6 ديسمبر، أن “هذا المشروع لن يرى النور” كما أكد أن “عقباته أكبر من جدواه”. خبير “الأوابك”، وائل حامد عبدالمعطي، عدد بعد ذلك عبر حسابه في منصة “إكس” أبرز المعوقات التي تواجه أنبوب الغاز النيجيري المغربي في ست نقاط :

  • 1- التمويل .. من من مؤسسات التمويل الدولية سيمول مشروع عملاق بهذا الحجم؟
  • 2- عقود شراء الغاز.. من سيشتري الغاز لمدة 20 سنة قادمة والمشروع يحتاج وحده ما لا يقل عن 5-10 سنوات للتنفيذ أولاً.
  • 3- صعوبة مسار الخط.. الخط يمر عبر عدة دول وهو يصعب فنيا تنفيذه وأمنياً حمايته.
  • 4- تنافسية الغاز المسال.. الاتجاه العالمي نحو مشاريع الغاز المسال وأمريكا تتصدر المشهد وتقلل الفرص على الجميع.
  • 5- صعوبة إيجاد الشركاء الدوليين… الشركات العالمية تركز جهودها على الطاقات الجديدة ومشاريع الغاز المسال وتبتعد عن خطوط الأنابيب.
  • 6- موارد الغاز.. نيجيريا تعاني من تراجع إنتاجها بشكل حاد.

هل ستقبل الدول الأوروبية غازا يمر بأراض متنازع عليها؟

ليؤكد في الأخير خبير الصناعات الغازية في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول “أوابك”، المهندس وائل حامد عبدالمعطي أن “فكرة الخط مطروحة وتتكرر كل فترة،، أما التنفيذ فأمر آخر”.

خبير “أوابك” ليس الوحيد الذي أثار المخاوف بشأن نقاط ضعف المشروع بناء على النقاط السابقة وأخرى.

فسبق للخبير في الشؤون الاقتصادية، بوبكر سلامي، أن توقع أن مشروع خط أبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب سيفقد قيمته الإقتصادية بمجرد مروره عبر 11 دولة. وأكد أن الدول الأوروبية سترفض غازا يمر عبر أراض الصحراء الغربية المتنازع عليها والتي تعتبرها الأمم المتحدة كإقليم لا يتمتع بالحكم الذاتي.

وللتذكير، فقد سبق لمحكمة العدل الأوروبية في 2021 وأن ألغت اتفاقيتين تجاريتين بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، وذلك بناء على دعوى قدمتها جبهة “البوليساريو”. حيث استندت المحكمة الأوروبية في قرارها إلى أن الاتفاقيتين وقعتا “دون موافقة شعب الصحراء الغربية”.

الصحراء الغربية، الأمم المتحدة.

“مشروع غير مستدام في الحاضر والمستقبل على المدى الطويل”

وقال سلامي في حديث مع موقع قناة الحرة الأمريكية أن علق على المشروع قائلا أن إنجازه “أمر صعب وشاق سواء على مستوى المفاوضات أو التكلفة، لأن كل دولة يمر على أرضها الأنبوب سيكون لها حق المرور، مما سيرفع تكلفة سعر تكلفة الإنتاج بالتالي ارتفاع سعر البيع، مما يجعل المشروع يفقد قيمته”.

مستشارة الطاقة في شركة “ثوايت إينرجي ليمتيد” ومقرها لاغوس، أديدولابو راجي، من جانبها اعتبرت وفي حديث مع المنصة الإخبارية حول تحول نحو الطاقة النظيفة لشركات النفط والغاز والبلدان على مستوى العالم، “غاز أوتلوك“، أن المشروع نقاط ضعف هائلة “بما في ذلك التحديات الأمنية والتمويل ونقص الجدول الزمني والمخاوف الدبلوماسية وعدم الاستقرار الإقليمي. كما أشارت إلى وجود عدد كبير جدًا من البلدان في مناطق أفريقية متعددة بما يكفي لانتقال سلس في تسليم المشروع.”

خبير الإستدامة، داميلولا أوغونتاد، وفي حديث مع ذات المنصة قال أن المشروع سيتسبب بأضرار بيئية كبيرة “بشكل عام، من الضروري تحقيق توازن دقيق بين الأهمية الاقتصادية والجيوسياسية المقدرة لهذا المشروع (واحتمال أن يفيد الناس بشكل مباشر أم لا) وتأثيره البيئي الحقيقي على المياه الإقليمية وسكان هذه المناطق الساحلية حيث يبدو أن هذا التاثير الأخير يفوق الأول” ليصف المشروع أنه “غير مستدام في الحاضر والمستقبل على المدى الطويل”.

مشروع سياسي وليس له قيمة اقتصادية

وحسب ما صرح به سابقا وزير الدولة النيجيري السابق للموارد البترولية، تيميبر سيلفا، فوفقًا للتوقعات المالية، سيكلف خط الأنابيب كلا البلدين 25 مليار دولار، وسيتم الإنتهاء منه بعد 25 سنة.

رأي الخبراء السابق ذكرهم حول عدم جدوى مشروع الغز النيجيري –المغربي هو نفس ما صرح به في عديد المرات، خبير تمويل الطاقة والمستشار الفني الأول السابق لوزير الموارد البترولية النيجيري، دان دي كونلي.

الخبير النيجيري، دان دي كونلي، وفي  حوار مع الصحيفة النيجيرية المختصة بالشؤون الإقتصادية “نايروميتريكس“، قال عن مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب أنه “مشروع سياسي وليس له أي قيمة اقتصادية في الظروف الحالية التي تمر بها صناعة الغاز النيجيرية اليوم.” ليؤكد أن هذا المشروع لم يخضع “للمعايرات الفنية والمالية والتقييمات والاعتبارات البيئية المناسبة”. وهو ما يجعل من خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب مشروعا غير قابل للتطبيق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!