-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
طبيب أكد لـ"الشروق" استقباله عشرات الحالات

أولياء يعانون من ارتفاع السّكري والضغط بسبب ضغط الامتحانات

نادية سليماني
  • 292
  • 0
أولياء يعانون من ارتفاع السّكري والضغط بسبب ضغط الامتحانات
أرشيف

يؤكد المختصون في أمراض الغدد الصماء والسكري، استقبالهم العشرات من الأولياء في عياداتهم، خلال هذه الفترة، يعانون من ارتفاع ملحوظ في نسبة السكري بالدم وبارتفاع في الضغط الدموي، والسبب راجع إلى ضغوط الامتحانات النهائية، الـ”بيام” والـ”باك”. وهي ظاهرة غير صحية، قد تكون لها عواقب وخيمة على صحة الآباء والأمهات، ولابد من الانتباه إليها.
جميعنا يعلم بأن فترة امتحانات التلاميذ، تكون عصيبة جدا على الأولياء، وكأنهم هم من سيجتازها، لدرجة تتسبب لهم كثرة الضغوطات في ارتفاع نسبة السكري بالدم والضغط الدموي، وحتى لغير المصابين بأمراض مزمنة، وهنا لابد من دق ناقوس الخطر، إذ لا يمكن أن نجعل “امتحانا عاديا” يتحكم في صحّتنا، وقد يوصلنا للوفاة.
أكد المختص في الغدد الصّماء والسكري، عبد الرحيم بونقطة، أنه استقبل عشرات الحالات في عيادته مؤخرا، لأولياء يعانون من ارتفاع ملحوظ في نسبة السكري والضغط الدموي، ومنهم من نسي تناول دوائه خلال هذه الفترة. والسّبب بحسب تبريرهم للطبيب، أنهم يعيشون ضغوطا رهيبة بسبب امتحانات أبنائهم النهائية، وهذه الظاهرة لم تكن موجودة خلال الثمانينيات والتسعينيات.
وقال في تصريح لـ “الشروق”، بأن القلق يزيد من معدل السكري والضغط الدموي، وذلك برفع مستوى هرمونات الكورتيزون والأدرينالين وبعض الهرمونات الأخرى.
الظّاهرة ولخطورتها، جعلت المختص وبحكم دراسته في اختصاصه الطبي للجانب النفسي لعلاج مرضى السكري والضغط، يوجه جملة نصائح للأولياء، حول كيف التعامل مع القلق خلال فترة الامتحانات، تجنّبا لمضاعفات صحية قد تكون مُهلكة.

أخطاء تربوية في التعامل مع الممتحنين
يقول المُختص بأن غالبية أصحاب الأمراض المزمنة الذين يأتون للفحص خلال أيام الامتحانات، يكونون في حالة توتر وضغط رهيبين، وبحسبه، كثير من الأولياء يعتبرون أبناءهم “استثمارا ” للمستقبل، فيدفعون الغالي والنفيس لتدريسهم، ولكن غلطات بسيطة يقومون بها، تجعل أبناءهم يرسبون في الدراسة.
بونقطة عدد أنواع الأولياء، فقال: “منهم غير المهتم أصلا، لا يسأل إطلاقا عن دراسة ولده، وهذه فئة قليلة جدا حاليا في مجتمعنا، ونوع يسجل ابنه في دروس الدعم بأموال باهظة ويشتري له كل ما يطلبه، ولكن لا يتابع دراسة طفله، بحجة أنه وفر له كل متطلبات النجاح. وفئة ثالثة، وهي التي باتت غالبة، التي تضغط على أبنائها، وتتوقع منهم سقف نتائج عاليا جدا، يفوق إمكانياتهم”.
فالأولياء عليهم أن يكونوا “واقعييّن” بخصوص الإمكانيات الحقيقية لأبنائهم، لأن التلميذ المتعود مثلا على معدل 10 طيلة الموسم الدراسي في الثانوية، لا نتوقع منه الحصول على البكالوريا بمعدّل 16 ولا حتى 13 أو أن يتحول إلى نابغة، “عليهم تقبل هذه القاعدة وعدم إمراض أنفسهم، ومتابعة أبنائهم بهدوء”.
وتلاميذ جيّدون في الدراسة، لكن ضغط العائلة الكبير عليهم، بحجة “ما نرخيش الحبل لوليدي” يجعل مستواهم يتراجع.

التلميذ الذكيّ بلا حفظ يبقى “ناقصا”
ظاهرة أخرى، بحسب المُختص، وهي وجود تلاميذ أذكياء ولكن لا يملكون موهبة “الحفظ”، ويقول عنهم أولياؤهم: “ابني ممتاز لو يزيد يحفظ قليلا سيتحصل على معدل مرتفع.. وهذا خطأ، لأن الحفظ موهبة وميزة، علينا ترغيب أبنائنا فيها بالحوار الهادئ والهدايا مثلا، لأن الطفل الذي لا يملك ميزة الحفظ يبقى “ناقصا”.
وأيضا، على الولي، تجنب فرض برنامج حفظ على ابنه “إذا رأيت ابنك جالسا يحفظ لا تقف على رأسه، اتركه لأنه أعلم بالإستراتيجية التي تناسبه، خاصة أن عملية الحفظ منهكة جدا”.
والعائلة التي تجبر ابنها على زيادة وتيرة الحفظ، للحصول على معدّل أعلى، “قد تدفعه إلى الانهيار العصبي والصدمات النفسية وحتى كره الدّراسة، أو تجعله يرى والديه وحوشا، بل على العائلة أن تطلب من التلميذ أخذ قسط راحة من الحفظ”.

مرافقة الأولياء للممتحنين سلوك سلبيّ
وشدد محدّثنا على الأولياء، بضرورة توفير جو دراسة هادئ لأبنائهم بالمنازل، والتقليل من استقبال الزائرين، والابتعاد عن استعمال الهاتف والإنترنت.
ونصح بونقطة التلاميذ المُقبلين على امتحان البكالوريا، بعدم التخوّف من ورقة أسئلة البكالوريا، وعدم قراءة ما بين السطور، وعد الوسوسة بوجود فخ في مواضيع الامتحان.. فهي أسئلة عادية جدا”.
بينما قال للأولياء: “مرافقتكم أبناءكم حتى باب مركز إجراء الامتحان وبقاؤكم متسمرين هنالك، ظاهرة جديدة على مجتمعنا.. اتركوا أبناءكم المراهقين يتحملون المسؤولية بمفردهم“.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!