إخراج المواد المدعمة يحدث طوارئ في الموانئ والمطارات

أقحمت المديرية العامة للجمارك المواد الاستهلاكية المدعمة ضمن السلع والمواد المحظورة عند السفر عبر الموانئ والمطارات، وشرعت في حجز كميات معتبرة منها، في حقائب وسيارات أفراد الجالية، خاصة خلال هذه المرحلة التي تشهد مرحلة الذروة في عودة المغتربين إلى ديارهم في الخارج، كما قلصت الجمارك من الكميات المسموح بها في نقل زيت الزيتون والعسل الطبيعي لوقف نزيف نقل هذه المواد المحلية إلى الخارج بطرقة عشوائية.

وفي هذا الإطار، أكد نواب الجالية في تصريح لـ”الشروق”، تلقيهم عددا كبيرا من الشكاوى هذه الأيام لحجز المواد المدعمة عبر المطارات والموانئ، ما شكل صدمة لدى المغتربين الذين لم يكونوا على علم بإدراج هذه المواد ضمن السلع المحظورة عند السفر، عكس السنوات الماضية التي كان يسمح فيها بنقل هذه المواد.

وأكد نائب الجالية عن فرنسا، توفيق خديم، أن إدارة الجمارك شددت الحصار هذه السنة على نقل المواد المدعمة، تماشيا والأزمة العالمية في ارتفاع أسعار القمح، ما جعل الجزائر تضاعف من دعمها للمواد المصنوعة من القمح الصلب واللين لصالح المواطنين.

وأضاف أن نقل هذه المواد من طرف أفراد الجالية لا يصح وأغلبهم لم يكونوا على علم بإدراج هذه المواد في خانة المواد المحظورة على غرار الزيت والسكر والدقيق والفرينة والعجائن والكسكسي…

وفي محاولة منه لتبرير سلوك فئة من أفراد الجالية، قال توفيق خديم “أعتقد أن هذا يعني أن ليس كل الجالية تعيش في رغد من العيش كما يتبادر لأذهان الكثير من الناس، مع ذلك يجتهدون، والعديد منهم يضحون بكل ما يملكون من أجل إبقاء الارتباط بالوطن، لاسيما لأبنائهم المولودين خارج الوطن، خصوصا مع الأسعار العالية للتذاكر مع ندرتها خلال فترة الإجازة، جزء من أبناء الجالية لم يكن على علم بأن أخذ مواد مدعمة مثل الزيت والسميد… ممنوع. ولعله حدث طارئ مقارنة بالسنوات الماضية لوجود أزمة عالمية..”

وانتقد المتحدث تشدد بعض أعوان الجمارك، قائلا “لا أتحدث عن الابتزاز مقابل تسهيلات حسب عديد الشكاوى التي تصلني من الجالية، لكن أتحدث عن منع الجالية من أخذ بعض المواد غير المدعمة مثل زيت الزيتون والعسل الطبيعي بكميات معقولة غير مؤهلة للتجارة”.

ومن جهته، اعتبر النائب عن الجالية في أوروبا، فارس رحماني، أن نقل المواد المدعمة عبر الموانئ والمطارات من طرف أبناء الجالية فيه ضرر بالاقتصاد الوطني، خاصة وأن العديد منهم يحملون كميات مبالغ فيها بحجة منحها للأقارب والأصدقاء بالمهجر.

وأوضح أن الشكاوى التي وصلته من طرف المغتربين تؤكد حجز أعوان الجمارك حتى للحلويات التقليدية المصنوعة من السميد والفرينة المدعمة، داعيا أعوان الجمارك لتطبيق روح القانون المقصود به منع الأشخاص الذين يتاجرون بهذه المواد “وهذا لا يعني أن أحدا أخذ معه كيلو رشتة يتعرض للحجز..”.