-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قطرة من كأس العالم

الأزمة التي لم تلِد أية هِمّة

الأزمة التي لم تلِد أية هِمّة

يتابع الجزائريون بحرقة منافسة كأس العالم، بين متحسّر على غياب المنتخب الجزائري، وغاضب من المسؤولين على الرياضة وعلى بقية القطاعات في الجزائر، الذين لم تحرّكهم هاته المشاهد البهية التي تصلهم من بلاد روسيا، ليس في المنشأت الرياضية والسياحية الباهرة، وإنما في أخلاق الروس، الذين استقبلوا مناصرين من واحد وثلاثين دولة ومن الفضوليين من بلاد أخرى، بترحاب ولباقة أبانت بأن كل الأمم فهمت المواطنة الحقيقية والرسالة الأخلاقية، إلا…!
سنكون مخطئين لو حصرنا أسباب أزمتنا في سلطة عجزت عن بناء مرافق رياضية جميلة، وأماكن استقبال ومواصلات مريحة، ولم تسع لتنظيم منافسات عالمية بحجم كأس العالم، فالشعب أيضا لم يبرهن عن استعداده أو رغبته في أن يساير هاته الأمم التي تقدم نفسها في متحف الواقع على المباشر، وتسجل لنفسها ولبلدها نقاطا إيجابية تجعل من روسيا بلدا مرغوبا فيه سياحيا وحتى عيشا، من خلال أدائه الأخلاقي الذي يزداد تدهورا من حين إلى آخر.
تعترف فرنسا بأن سياحتها بلغت المرتبة الأولى عالميا بالاقتراب من رقم مئة مليون سائح منذ أن نجحت في تنظيم منافسة كأس العالم سنة 1998، وبلغ تعداد اليابانيين فقط الذين يزورون باريس دون بقية المدن مليون سائح في السنة، بالرغم من أن هاته البلاد لا تضع تحت تصرف الناظر ما تضعه الجزائر من صحراء وجبال وغابات وشواطئ، مازالت مهملة من دون زائر… عفوا عرضة للحرق والدمار.
أما آن للجزائر أن تسير على نهج جنوب إفريقيا والمغرب وتطلب تنظيم كأس العالم من أجل فك العقدة النفسية التي صار يشعر بها بعض الجزائريين اتجاه الآخر؟ أما آن للجزائر أن تعيد الجسر المقطوع بين قمتها وقاعدتها، ليعرفا سويا بأن المصير مشترك وأن الحل في كسب المعارك معا ودفن العقد والخلافات، فالذي يزور باريس هاته الأيام سيلمس فرحة أهلها باحتضان مدينتهم الألعاب الأولمبية بعد سنوات، فباشروا الإشهار لمدينة سمّوها ببلاد الملائكة والنور، بالرغم من أن الأنوار كلها هنا تحت شمس الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!