-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تُروج للمخدرات والجريمة و"الحرقة" والانحلال..

الأغاني المبتذلة.. معول هدم لقيم المجتمع

نادية سليماني
  • 1871
  • 1
الأغاني المبتذلة.. معول هدم لقيم المجتمع
أرشيف

ثمّن جزائريون، تعليمة وزارة الثقافة والفنون، بمنع برمجة وبث الأغاني المبتذلة في كل الفعاليات الثّقافية. فالأغاني المبتذلة والمشجعة على الانحراف والمخدرات والهروب.. باتت الطاغية في المجتع، بعدما خرجت هذه الفئة من المغنين من الأبواب المغلقة للملاهي، مُتوجّهة نحو فضاء “السّوشل ميديا” المفتوح على جميع الفئات.
وبدأت موجة انتشار الأغاني “الهابطة” في المجتمع، خلال ظاهرة كورونا خصوصا، بعد إغلاق جميع الملاهي والعلب الليلية والمطاعم، التي كانت تسترزق منها هذه الفئة من المُغنّين، وهو ما جعلهم يتوجهون نحو مختلف منصات التواصل الاجتماعي لبث أغانيهم، خاصة على “اليوتيوب”. والظاهرة جعلت هذا الفن الهابط ينتشر في مجتمعنا، وزادته منصة “التيك توك” انتشارا.

انتشار رهيب للفن الهابط
وغالبية الأغاني التي انتشرت مؤخرا، وبات يردّدها الصغار قبل الكبار، أغان تدعو إلى نشر الابتذال والانحراف، وأخرى تشجع على العنف والجريمة في الشارع، وبعضها يشجع على الهروب من العائلة والمدرسة. أما أسوؤها فتلك المُشجّعة على تعاطي مختلف أنواع المخدرات والتشجيع على “الحرقة”.
وفي هذا الصّدد، يُؤكد “منير” والد طفلين، أن الفنّ الهابط انتشر في البلاد بصورة رهيبة جدا، إلى درجة صار الشباب يسيرون بلا عقل في الطرقات، واضعين سمّاعات الأذن غير مُبالين بما يدور خلفهم من أحداث.

أغان تروج لمختلف أنواع المخدرات
وقالت “سليمة” بأنّ أغاني “الكباريهات” انتشرت في المجتمع، “لدرجة تحول مُغنّوها إلى مشاهير وقدوة..!”. وأضافت بأن هذه النّوع من الأغاني كنا نسمعه في قاعات الأعراس فقط، والآن صار يدخل منازلنا بلا استئذان، مشيرة إلى أن بعض أسماء المُهلوسات، تعلّمها أولادنا من الأغاني المنتشرة.
ورأت المُختصّة في علم الاجتماع، ثريا بن سعدون، بأن انتشار الفنّ الهابط، هو انعكاس لغياب المهنيّة وروح المسؤولية لدى هذه الفئة من المغنين، وأيضا هي تمثل البيئة التي خرجت منها هذه الفئة، وقالت: “لا يعقل أن يخرج مغني ملاهي من منزل حفظة للقرآن”، فسلوك الفرد هو انعكاس لبيئته ومحيطه، إلاّ في حالة شاذّة جدا لا يُقاس عليها.

أغاني “كباريهات” على مواقع التواصل
وقالت ذات المختصة إن كل شيء محظور في المجتمع يصبح مبحوثا عنه، موضحة “أن الأغاني الهابطة كانت حكرا على العلب الليلية والملاهي فقط، ونادرا من نسمعها في أماكن أخرى. وبمجرد انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي، اكتشف الشباب هذا النوع من الغاني، الذي يركز على الإيحاءات الجريئة والكلمات الهابطة والعنيفة، فأدمنوها”.
وترى المتحدثة بأنّ كثيرا من العوامل ساهمت في انتشار هذه الموجة من الأغاني، وأهمها استعمال “الرّوبوتيك”. هذه التقنية التي تحسّن الأصوات، “فالروبوتيك يجعل صوت المعزة يشبه تغريدة الهدهد”، على حدّ تعبيرها، “ما جعل أي شخص يرغب في الشهرة ولا يملك صوتا فنيا، يكتب أغنية بكلمات سطحية وتافهة ثم يسجلها بتقنية الروبوتيك، ويطلقها في “السّوشل ميديا” مستعينا بمؤثرات الصوت والصورة والرّقص، لجلب المشاهدات”.
وأكدت أن “الأذن الذواقة والسلمية” لا يمكنها سماع مثل هذه الأغاني، وبالتالي، فهذا النوع من الأغاني له متذوقون من نوع خاص، وهم من يساهمون في انتشاره.
ودقّت محدثتنا ناقوس الخطر لظاهرة أكثر ضررا وخطورة بالمجتمع، التي ترافقت مع انتشار الأغاني الهابطة في مجتمعنا، وهي كثرة ظهور “المخنثين” أو المتشبهين بالنساء بلا خجل، سواء في اللباس أم استعمال الماكياج أم الحركات، وهو ما سيجعل هذه الظاهرة “مقبولة” في المجتمع، إذا لم نتصدّ لهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • خليفة

    قرار سليم و لو انه جاء متاخرا ،لان هذه الأغاني الهابطة شجعت كثيرا الشباب على فساد الاخلاق ،و انتشار الرذيلة و تعاطي المخدرات ،و بهذا القرار يمكن ان يعود الفن الاصيل و تعود الكلمات النقية و الهادفة الى الساحة الفنية.