-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كيف انفصلت عن تلمسان والعاصمة

البلوزة الوهرانية  1000 سنة من التاريخ

فاروق كداش
  • 7328
  • 5
البلوزة الوهرانية  1000 سنة من التاريخ
ح.م

البلوزة الوهرانية، أو بلوزة سيدي بومدين، نسبة إلى الولي التلمساني، هي قطعة من روح وهران، عبرت الزمن بحروبه ومآسيه، ورسخت التقاليد والعادات بانتصاراتها وأفراحها.. هي رحلة في جبة صنعت لمدينة بأكملها هوية، وحكت لآلاف النساء  “ألف قصة وقصة..

الباحث عن تاريخ البلوزة يدرك أن أصلها من مدينة تلمسان العريقة، زارت وهران، فأصبحت قطعة منها، وتعدت شهرتها حتى وصلت “وجدة” المغربية.. أما المتمعن في تفاصيلها، فيدهشه الشبه الكبير بين البلوزة الوهرانية والفستان المفتوح، الذي اشتهرت به جوزفين، زوجة نابوليون بونابرت، وأضحى إرثا تلبسه كل امرأة ناضجة، أو متزوجة، هي طويلة وعادة ما تكون مصنوعة من قطعة واحدة أو قطعتين، ويخفي تحتها قماش قاتم، أو “دوبلور”، تطلق عليه الوهرانيات اسم الجلطيطة.

 عرفت البلوزة تطورا رهيبا، خاصة في التطريز الذي صار يعج باللآلئ والستراس والعدس والطرز التقليدي، لكنها حافظت على الشكل العام والطول والياقة المفتوحة.. أما ألوانها، فقد تحدت قوس قزح، فلا تستغربن إن وجدتن الألوان المعدنية واللامعة وقماشات فاخرة لم تكن تستعمل من قبل.

ليلة تحرر البلوزة

مر اللباس الوهراني النسوي بأحداث كثيرة ومثيرة، غيرت فيه، وأضافت إليه تفاصيل كثيرة. ورغم أنه ليس ضاربا في الحضارات السابقة التي احتلت الجزائر، إلا أن تاريخه بدأ في القرن العاشر الميلادي، وتعاقبت عليه حقب عدة، خاصة الإسلامية، منها الفاطمية والأندلسية والمرابطية والزيانية، لكن الحقبة الذهبية للباس الوهراني هي بلا شك حقبة الموحدين.. فبعد سقوط الدولة الموحدية أصبحت وهران قطبا اقتصاديا مهما في العهد الزياني، وعكس مدينة ندرومة، لم تكن وهران المنافس الشرس لتلمسان ثقافيا، بل استقلت بأزيائها الأقل بذخا، وابتعدت عن تأثير الموضة القادمة من العاصمة، واستبدلت الوهرانيات آنذاك القفطان المرصع بخيوط الذهب والبوليرو، الذي كان يطلق عليه اسم الفريملة، بجبة أكثر بساطة، وأدارت ظهرها للفخامة التلمسانية، التي تعتمد على إظهار الثراء الفاحش، بالتزين بقطع حلي ذهبية بسيطة..

رغم تداخل التواريخ والروايات، تمكنت البلوزة لوحدها من المزج بين ثقافة مدينتين، هما وهران وتلمسان، خاصة في نهاية القرن الثامن عشر، بسبب انتقال العديد من العائلات التلمسانية إلى مدينة سيدي الهواري، لتوفر فرص العمل والتجارة.

يهوديات في مدينة الأسود

بعد الاحتلال الفرنسي، تغير اسمها إلى  BLOUSE أي القميص الطويل، وحتى أكمامها المنتفخة استوحت تصميمها من الموديلات الأوروبية.. وهذا قد يرجع إلى كون وهران المدينة الأكثر ازدحاما بالأوروبيين في منتصف القرن التاسع عشر، فبعد احتلالها سنة 1831 من طرف الفرنسيين، لم تتبق سوى بعض العائلات الوهرانية فقط في المدينة.. وأمسكت العائلات اليهودية بزمام الأمور في ميدان الخياطة والأزياء والموسيقى، فأضافت وغيرت، وهناك من يرى أن التدخل اليهودي هو ما كان وراء فتح الياقة أو الديكولتي.

جبة عريقة باسم فرنسي

الكثير من المختصين في التاريخ واللباس التقليدي، يعارضون هذه الرواية، ويؤكدون أن البلوزة الوهرانية ليست من تلمسان، وأنها ولدت من وحي الضرورة التي فرضتها الظروف آنذاك، خاصة الاحتلال الفرنسي، والدليل، أن هذه الجبة ليست قطعة من الشدة التلمسانية، بل منفصلة تماما عنها، مع الحفاظ على اسمها الفرنسي وعنقها المفتوح الذي لا يتماشي مع الطابع المحافظ جدا للعائلات التلمسانية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • *

    البلوزة لباس كانت جداتنا وامهاتنا لا تستغنين عن لبسه بالبيت او الاعراس و كان قديما مستورا يخاط باحسن الاقمشة وهو عبارة عن قطعتين بلونين متشابهين او تكون غالبا القطعة الداخلية بيضاء.. لم يكن الصدر عاريا الا مؤخرا طرات تغييرات عليه للعرائس وفتحه بحيث اصبح يشبه المنصورية المعروفة ..
    اما الآن استغنت الكثيرات عن البلوزة بالبيت غير ان بعضهن كوالدتي و نظيراتها بالسن مازلن يلبسن البلوزة بالبيت وتكون عادية اما بالافراح فتكون اجمل ..كن يعتمدن على ما يخاط محليا اما الآن فهناك الخيار
    اما اليهود حسب ما سردت لي والدتي كانو مستاجرين بقلب وهرن يصنعون ماء الزهر لبيعه لاياكلون الخبز يوم السبت..قبل50 سنة

  • قناص

    احذروا أصحاب القشابية راهي الغيرة تعصر فيهم
    والله ماخلاو حاجة إلا و قالوا عليها موغربية ههههه
    يا سبحان الله أي شيء جزائري يسرقوه و يحرفونه و يجعلون له تاريخ عمره 5000 سنة ?حتى الغناء و المغنيين و ما سلكوش منهم ...

  • meriem

    البلوزة الوهرانية تلمسانية بامتياز ، فهي قطعة مهمة في طاقم الشدة التلمسانية التي تمتد جذورها الى الدولة الزيانية حيث تعتبر الشدة لباس ملكي للاميرات الزيانيات٠ الشدة ومعها البلورة والقفطان والملحفة والرداء و المجوهرات مصنفة كتراث جزائري عالمي في اليونسكو ٠ اما كون لبلوزة وجدية فهو افتراء مروكي ٠البلوزة دخلت المروك مع العائلات الجزائرية المهاجرة لوجدة خلال الحرب التحريرية ومع العرائس الجزائريات .. قبل الانترنات لم تلبس المروكيات سوى الجلابة الرجالية.المروك فقير التراث والابداع كل ما يملك من ثقافة وفن حياة يرجع للجزائر ادخله المريشال الليوطي ليظفي على بدائية المروك شيئا من الحضارية.

  • Djazairia

    Il faut protéger ce patrimoine des voleurs et pilleurs marocains
    Ce qui est Algérien restera Algérien.

  • أنا

    واقيلا نروح لوهران نتزوج !