-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

التستوفوبيا رهاب يقتل التلاميذ ويدفعهم إلى الجنون أو الانتحار

ليلى حفيظ
  • 1136
  • 0
التستوفوبيا رهاب يقتل التلاميذ ويدفعهم إلى الجنون أو الانتحار

مع اقتراب الامتحانات والاختبارات، وخاصة الرسمية منها، يزداد قلق وتوتر التلاميذ وتخوفهم من صعوبة المواضيع ومن توقع الفشل والرسوب. لكن تفاقم مثل تلك المشاعر، قد يكون عظيما لدى بعضهم، إلى الدرجة التي تجعلهم يسقطون في فخ التستوفوبيا، أو رهاب الاختبارات، الذي قد يدفع بصاحبه إلى الانتحار أو الجنون، أو في أحسن السيناريوهات قتامة، سيجعله يموت من تلقاء توتره.. فكيف تعرف إن كان ابنك يعاني من التستوفوبيا؟ وكيف تُنقذه من مغباتها؟

خوف شديد ومستمر من الامتحانات

التستوفوبيا Testophobia أو رهاب الامتحانات والاختبارات، كما تعرفه الأخصائية النفسانية، فاطمة الزهراء مروك، صاحبة عيادة الزهراء بعنابة: “هو خوف مفرط وغير مبرر ولاعقلاني من موقف “الامتحانات”، ويؤدي إلى تجنب الموقف وزيادة مستويات القلق لدى التلاميذ والطلاب. ويزداد سوءا إذا بقي المريض دون مساعدة أو توجيه مناسب.”

ومن أسباب التستوفوبيا، تضيف الدكتورة مروك: “الخوف من المواضيع الصعبة ومن الأداء السيئ خلال الامتحانات أو من التقييم والعقاب الجسدي. إضافة إلى عدم القدرة على التذكر أو التركيز، مع إعطاء أهمية للمستويات واستخدامها كدليل على تقدير الذات. إلخ”

غالبا ما يؤدي الرهاب من الامتحانات، تضيف محدثتنا، إلى ضعف الأداء الأكاديمي، ما يزيد من القلق والاكتئاب بين الطلاب والتلاميذ. كما يؤثر على صحتهم الجسدية والعقلية بشكل عام، ويؤدي إلى تدني تقدير الذات لديهم.

رهاب قاتل ومُفض إلى الجنون

تتباين وتختلف أجواء وأهداف الامتحانات من بلد إلى آخر. ففي الوقت الذي تكون الغاية منها في بعض الدول تقييم وقياس مستوى التلاميذ ومكتسباتهم، فإنها في دول أخرى، تُحدد مصير التلميذ، فيُكرم فيها أو يُهان ويتحطم مستقبله، مثلما هي الحال عندنا في الجزائر. الأمر الذي يزيد من تفاقم وتفشي ظاهرة التستوفوبيا بين التلاميذ والطلبة، خاصة المقبلين منهم على شهادة البكالوريا، ما ينعكس بالسلب على صحة هؤلاء النفسية والعضوية، ما قد يؤدي بهم إلى الوفاة، مثلما حدث لابنة صديقة لي من أيام الطفولة، انتهت بها أقدار الحياة إلى الانفصال عن زوجها، بعد إنجابهما ستة أطفال، جرّاء تطليقه لها ثلاث مرات متتالية. فبانت منه البينونة الكبرى. وكنت أظن أن ذلك كان آخر وأكبر أحزانها. لكن، في الصيف الماضي، صُدمت بشدة، حينما سألت عن أحوالها، فقيل لي إنها ثُكلت في ابنتها الوسطى أسماء، التي توفيت في أثناء تحضيراتها لشهادة البكالوريا. المرحومة، كانت تقطن ببلدية الرغاية بالعاصمة. وقبيل البكالوريا بأيام، ذهبت إلى بيت جدها ببومرداس، لتُراجع، بعيدا عن ضغط ظروفها الاجتماعية والعائلية الصعبة. وهناك، أصابتها فجأة نوبة من الاضطراب في ضربات القلب والهلع الشديد، فطلبت من خالها أن يأخذها فورا إلى بيتهم العائلي، الذي ما إن ولجتهُ حتى طلبت من والدتها أن تُعانقها بشدة، لأنها ستموت. ولكن الأم المسكينة هدّأت من روعها واصطحبتها إلى صيدلية قريبة لشراء أحد عقاقير تقوية الذاكرة وزيادة التركيز، الذي ما إن شربته حتى سقطت مغشيا عليها، لتتوفى بين أحضان والدتها، التي أدركت، متأخرة، أن ابنتها كانت تعاني من فوبيا البكالوريا، التي أدت في النهاية إلى موتها.

كما أنني أتذكر جيدا كيف أكدت لي الأخت الكبرى لفتاة كانت تتوهم أن جنيا عاشقا قد تلبسها، بأن بداية مشاكلها النفسية والعقلية بدأت من مخاوف شديدة انتابتها مع اقتراب اجتيازها شهادة البكالوريا، التي قضت تماما على صحتها النفسية، عندما رسبت وفشلت في نيل تلك الشهادة، رغم أنها كانت تلميذة مجتهدة ونجيبة.

هل يعاني ابنك من التستوفوبيا؟

تسوء وتتدهور حالات رهاب الامتحانات، إذا لم يتم اكتشافها من طرف الأهل وعلاجها، إذ يمكن، مع استمرار ضغط الدم وهبوط الدورة الدموية، أن يحدث الموت المفاجئ أو محاولات الانتحار أو ضعف المناعة، ما يعرض المريض للكثير من الأمراض، كفقدان الوزن والإسهال، فضلا عن المشاكل العصبية، كالصرع والهستيريا المتكررة. لهذا، من الضروري، أن ينتبه الأولياء إلى أبنائهم، ويعرفوا أعراض التستوفوبيا، إذا ظهرت عليهم، لاستدراك الأمر قبل حلول الكارثة، ومنها:

-شعور التلميذ بآلام في البطن أو الساق أو الظهر، أو بالصداع. وقد يصل الأمر إلى إصابته بالإغماء.

– الخوف والهلع الشديد، وتوتر يظهر على شكل تسارع في ضربات القلب وتعرق شديد.

-المزاج العصبي العنيف، وضيق التنفس أو الإصابة بنوبة قلبية.

10 نصائح مفيدة للتغلب على رهاب الامتحانات

وتؤكد الدكتورة مروك على حاجة التلاميذ والطلبة إلى الكثير من التوجيه والدعم العاطفي والتعزيز الإيجابي من الآباء والمعلمين بانتظام، كي يتغلبوا على خوفهم من الامتحانات، وخاصة أولئك المقبلين على الامتحانات الرسمية، أي البيام والبكالوريا. ولذلك، تقترح محدثتنا 10 نصائح لذلك:

1-المراجعة المبكرة.

2-اتباع جدول زمني محدد.

3-تجهيز خطة للمراجعة.

4-مزج المواضيع بمنح نفس القدر من الأهمية لجميع المواد.

5-إعداد الملاحظات.

6-أخذ فترات راحة.

7-النوم الجيد.

8-تحسين خط اليد. فالكتابة اليدوية الجيدة تعمل على تحسين فرصك في تسجيل علامات جيدة.

9-تجنب مقارنة نفسك بالآخرين.

10-قم بتوضيح العناوين الأساسية والعناوين الفرعية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!