-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحق‮.. ‬والقوة‮!‬

الشروق أونلاين
  • 1759
  • 0
الحق‮.. ‬والقوة‮!‬

الغضبة التي سجلتها مساجد العالم أمس، في وجه بابا الفاتيكان، تعبر بصدق عن المأزق الذي وضع فيه البابا أكثر من مليار و100 مليون مسيحي في العالم، إلى درجة أن خطباء غالبية مساجد العالم أمس، قد أفردوا دروسهم وخطبهم لتصريحات البابا ووضعوها في السياق الذي يسيئ للإسلام‮ ‬والمسيحية‮ ‬معا‮ ‬ويشوش‮ ‬على‭ ‬عقود‮ ‬من‮ ‬التعايش،‮ ‬بناه‮ ‬المسلمون‮ ‬والمسيحيون‮ ‬في‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬قطر‮ ‬إسلامي‮ ‬أو‮ ‬مسيحي‮..‬
محمد‮ ‬يعقوبي
لكن الغضبة الأكثر إيلاما للغرب وأمريكا وعموم الصليبيين المسرورين بتصريحات البابا، هي تلك التي سجلتها المقاومة الإسلامية اللبنانية أمس، في عيد النصر، حيث أطلّ سيد المقاومة على شعبه والعالم الحر بالكثير من الفخر والعزة والكبرياء وربما هو قصف أشد على إسرائيل وحلفائها‮ ‬من‮ ‬الكاتيوشا‮ ‬والرعد‮ ‬والخيبر‮ ‬التي‮ ‬قصفت‮ ‬بها‮ ‬حيفا‮ ‬والمدن‮ ‬الإسرائيلية‮.‬
إطلالة حسن نصر الله، بالرغم مما حملته من خطورة على شخصيته، إلا أنها أشعرت المسلمين شيعة وسنة عبر العالم ببقايا العزة التي لايزالون يملكونها، وأشعرتهم بمواقع القوة التي لايزالون يحتكمون عليها خارج سياقات التنديد والاستنكار التي تحترفها الأنظمة الحاكمة وترددها الشعوب الغاضبة في أكثر من شارع إسلامي.. حزب الله أعطى المثال قبل شهر عندما ضرب العمق الإسرائيلي وصمد ذلك الصمود الأسطوري ثم أعطى المثال أمس، عندما تجمع بين يدي سيد المقاومة قرابة 2 مليون حرّ ما بين شيعي، سني ومسيحي كلهم وجدوا في شخص نصر الله عزة الإنسان وكرامته، ولو أن نصر الله عقد اجتماعه ذلك في أي بلد آخر لتجمع بين يديه مثل ذلك العدد من الناس أو سيزيد، لا لشيء إلا لأن الحق لابد له من قوة تحميه، وحزب الله أدرك ذلك جيدا وشكّل جدارا من الصمود ستفكر أمريكا وإسرائيل آلاف المرات قبل محاولة اختراقه، لأن الغرب‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬يفهم‮ ‬إلا‮ ‬هذه‮ ‬المواقف،‮ ‬ومؤكد‮ ‬أن‮ ‬البابا‮ ‬وأمثاله‮ ‬من‮ ‬المستهترين‮ ‬بالإسلام‮ ‬لن‮ ‬يفهم‮ ‬إلا‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬المواقف‮ ‬التي‮ ‬تجعله‮ ‬يفكر‮ ‬آلاف‮ ‬المرات‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬يقول‮ ‬ما‮ ‬قاله‮ ‬في‮ ‬حق‮ ‬محمد‮ ‬صلى‭ ‬الله‮ ‬عليه‮ ‬وسلم‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!