-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قراءات مع الدكتور فاضل السامرّائي

الحلقة العشرون: المبني للمجهول (5)

الحلقة العشرون: المبني للمجهول (5)

انظر يا هداك الله! كيف ذكر في الواقعة التقريب، وهو يشمل إكرام الزيادة، وذكر السُّرر وزيادة وهي أنها موضونة، وذكر التقابل وزيادة وهو الاتكاء، وذكر الطّواف وزيادة وهي الولدان المخلّدون، وذكر الكأس وزيادة وهي الأكواب والأباريق، وذكر العين وزيادة وهي الحور، ونفى السّكْر وزيادة وهي عدم النفاد، وزاد نّفي اللّغو والتأثيم وإثبات السلام.. فيا تُرى أين تصلح كل من كلمتي (يُنزِفون) و(يُنزَفون) وأين تضعها أنت؟ وهل هذا كلام بَشر أو هو تنزيل ربّ العالمين؟

وأما الجواب عن السؤال الثاني فإن إسناد الطبع إلى الله أشد تمكنا في القلب من بنائه للمجهول. فما أسند إليه صراحة يكون أثبت وأقوى مما لم يُسند إليه. وعلى هذا فهو يُسند الطّبع إلى الله في مواطن المبالغة والتأكيد، ويبنيه للمجهول فيما هو أقل من ذلك. وذلك واضح في الآيتين المذكورتين وهما قوله: (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ)) (التوبة: 87)، وقوله: ((رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (التوبة: 93). بالنظر في السياقين يتضح ذلك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!