-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التائبون في رمضان..

الرجوع إلى الطريق المستقيم بعد رحلة الضياع

الشروق أونلاين
  • 5168
  • 1
الرجوع إلى الطريق المستقيم بعد رحلة الضياع

كثير ممن جعلوا رمضان نقطة تحول في حياتهم، جعلوا منه باب دخول إلى حياة أخرى، التزم الكثير منهم الصدق في التوبة والعودة إلى جادة الصواب والعمل به قولا وفعلا، كانوا بالأمس السباقين إلى المجاهرة بالسوء والعمل السيء، وها هم اليوم من الأوائل في طرق أبواب الخير ظاهرها وباطنها، لقد منّ الله على الكثير منهم بالهدى وأصبحوا اليوم من دعاة الخير بعد ما كانوا أسوة السوء.

تسير اليوم  “إلهام” في الاتجاه المعاكس الذي سارت عليه لعدة سنوات، بعد موعظة من شاب مجهول، كانت بمثابة جرعة الاستيقاظ من الغفلة والملذات والمحرمات، وتحولت اليوم من تلك الفتاة التي  كانت تسري في الظلام إلى أماكن اللهو والترف، والخلوة والاختلاط، والرقص والمجون، إلى ما هي عليه اليوم من الاعتدال والاستقامة في عملها وقولها، ولا نزكي أحدا، ها هي اليوم تصبح تلك الفتاة التي اتخذت العفة همها والنصح والرشاد طريقها، بينما كان بالأمس العري والسفور مطلبها، والهروب إلى كل مكان يلاقي شرور الإنس وزينة الشيطان.

لم يكن من الصعب الوقوف على هذه العينة من عينات التوبة من المعاصي والعودة إلى رحاب الذكر والاستغفار، وكان رمضان نقطة التحول، فقد ارتبط اسم “إلهام” في الحي بكل ما هو قبيح وماجن، حتى ولو كانت تقوم به في الخفاء، لكن كشف الستر عن ما كانت تقوم به، لم يكن من الصعب البوح به من طرف من عرفها عن قرب وقص قصتها على العام والخاص، تتسارع اليوم خطواتها نحو المساجد وحلقات الذكر والاستغفار في كل مكان خص لهذا، بعد ما ملت من حياة المجون التي كانت عليها لعدة سنين، وانقلب حالها إلى ما هي عليه اليوم، فخلف اللباس الشرعي هيئة السفور والعري، وتحولت ألفاظها من سوء الكلام الفاحش إلى التلاوة والتسبيح في كل آن.

إن هذا القرار الشجاع، لم يكن وليد صدفة أو مجرد تجربة، بل عزم وإصرار عن ترك الحياة الأولى التي شبت عليها مند زمن بعيد، ترجع إلى أيام دراستها في الثانوية، حين بدأت تتناغم مع دعوات الفجور والسير إلى الهاوية وطريق الشر الذي زين للكثير منا في هذا السن من حياتنا، بمعية الكثيرات من صديقاتها اللواتي تحولن من فتيات عفيفات طاهرات إلى أخريات سافرات متبرجات بزينة، وها هي اليوم تقارب العقد الثالث من عمرها، تسير على طريق مختلف مما كانت عليه، بل ضده أو في اتجاهه المعاكس، عن قناعة تامة غير مرغمة أو مدفوعة إليه، بعد ما سارت في ظلمات الرذيلة وصخب الشهوات والدينا الزائلة التي أكلت من حياتها تقريبا عشرية كاملة، لم تستفد منها ماعدا لقب السوء التي خطته بأحرف غليظة مكتوبة على جبهة حياة المجون، يظهر للكثير ممن يعرفها حتى ولو كانت في سترة دائمة، غير أن الأعين القديمة التي كانت تستأنس برؤيتها وهي عارية سافرة مازالت تطاردها إلى اليوم.

“الله يهديك أختي إلى الطريق المستقيم”

هي الدعوة التي كانت بمثابة نصيحة، التي أخذتها “الهام”، وموعظة حسنة من طرف مجهول اتعظت به، وكأن السماء انفتحت لها بعد هذا الدعاء، فكانت بمثابة جرس أيقظ ما تبقى من خير فيها ولو قليل، بعد ما طمسته ليالي المجون والرذيلة من دون توقف، تروي أنها لم تحدثه كثيرا ولم تعبأ حتى بالنظر إليه، لكن كلماته كانت حارقة ومنجية، أحست أنها سحبتها من بحر كانت تغرق فيه كل يوم وبعد كل لقاء محرم، أحست حينها أن أحدا يجذبها إلى الخلف، ويكبح سيرها المتواصل من دون توقف، نحو كل منبوذ ومكروه ومحرم من شرب وتدخين وغيرها، فسبحان الله الذي قال في محكم تنزيله “إنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء”، شاءت “إلهام” وكتب الله لها الرجوع بعد كل ذلك الضياع.  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • اماني

    الله يهدينا ظهر الفساد في الارض كثيرا ربي يستر بتقدم التكنولوجيا تفنن البشر في الفساد ناسين ربهم او متناسين ربي يهدي ما خلق