السجن لمطرودين من الدراسة زرعوا قنبلة في دورة المياه بمتوسطتهم

قضت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، الأربعاء، بإدانة ثلاثة متهمين بالشروع في محاولة تفجير متوسطة تقع بولاية بشار بقنبلة يدوية الصنع تم العثور عليها من طرف منظفة في الفترة التي كان يمتحن فيها تلاميذ المؤسسة، بـ10 سنوات سجنا.
تعود واقعة الحال إلى تاريخ 04-12-2016، بولاية بشار، عندما تلقت مصالح الأمن بلاغا من طرف مدير متوسطة مالك بن نبي عن وجود جسم غريب يشتبه في انه قنبلة داخل مرحاض مخصص للتلميذات، ليتم تنقل ذات المصالح على الفور إلى عين المكان، وبعد معاينتها تم التأكد من أن المكان كان بالفعل مفخخا بقنبلة حية تقليدية الصنع وجدت مزودة ببطارية وموصولة بأسلاك كهربائية وساعة وملفوفة بشريط لاصق، ليتم تفكيكها، وبعد فتح التحقيق وتكثيف التحريات بشأن الحادثة، تم التعرف على صاحبها، ويتعلق الأمر بالمدعو (هـ. ع)، وهو تلميذ سابق بالمتوسطة، ويعمل كهربائي سيارات، وبالرجوع إلى صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، تم العثور على صور له على الفايسبوك وباسمه الحقيقي، وهو ملثم بجانب نفس القنبلة التي تم ضبطها في مرحاض البنات، بالإضافة إلى قيامه بربط اتصالات مع أشخاص من سوريا والعراق وفلسطين بأسماء مستعارة، على غرار أسد المقدسي من بلاد الشام وأبو جهاد من فلسطين، كما اعترف أمام الضبطية القضائية بأن تلك القنبلة تخصه، وقد عثر عليها صدفة قبل نحو 10 سنوات خلت إلى جانب قنبلة ثانية في غار يقع بمنطقة تسمى عنق الجمل، البعيدة بحوالي 50 كيلومترا عن مقر إقامته، وعند التنقل إلى هذا المكان، تم بالفعل العثور على قنبلة مدفونة هناك غير تلك المفككة، والتي قال انه كان يحضر لتفجيرها هي الأخرى، ليتم التخلص منهما، حيث يشير تقرير الخبرة المرفق بملف قضية الحال، ان الجسم الغريب المبلغ عنه كان عبارة عن قارورة غاز معبأة بمواد متفجرة شديدة الخطورة، تمثلت في مادة التي أن تي، ونترات الألمنيوم، مثل ما كشف تفجير مصالح الأمن للقنبلة الحية، عن حجم القوة التدميرية الكبيرة لهذه الأخيرة، حيث جاء فيه انه خلف حفرة بعمق متر ونصف وبقطر 3 أمتار، إلى جانب انتشار شظايا الانفجار على امتداد 700 متر من مركزه، كما دل على هوية شريكيه، وهما المدعو (ب.ع.ن) و(م.ع)، هذا الأخير الذي قال أنه رافقه في مشوار شرائه للوازم التي كان يحتاجها لتركيب القنبلة، وأيضا ساعده في تثبيت البطارية على قارورة الغاز ووصلها بالأسلاك، قبل ان يقوم بتصويره في الفيديو الذي نشره على الفايسبوك، أما شريكه الآخر المدعو (ب.ع.ن)، فقد ورد اسمه في محاضر التحقيق على أنه هو من حمل عنه قارورة الغاز من المنطقة المسماة قاريطا إلى المتوسطة، وجاء هذا أيضا في اعتراف ذات المتهم عن نفسه، حيث صرح أمام الضبطية انه حمل الكيس الذي كان يحوي القنبلة اعتقادا منه ان فيه مخدرات، بحكم أن ثلاثتهم كانوا متعودين على استهلاك المخدرات والخمور بعيدا عن الملأ.

النيابة تلتمس الإعدام

وأثناء جلسة المحاكمة، تمسك المتهم الرئيسي بجل تصريحاته الأولى، لكنه برر فعلته انه كان تحت تأثير المخدرات، إلى جانب تركيز دفاعه على معاناة موكله من مرض عقلي استدعى خضوعه للعلاج بالمستشفى، وكذلك جاء في تصريحات شريكيه، اللذين كانا هما كذلك من تلاميذ المؤسسة التربوية، حيث حاولا أثناء الجلسة إنكار علمهما بحقيقة ما كان يخطط له أو يفعله المتهم الرئيسي، حيث صرح (م.ع) أنه كان يعتقد أن القنبلة التي صوره بقربها غير حقيقية، انه كان يفعل ذلك على سبيل التسلية والمزاح، مضيفا إلى جانب المدعو (ب.ع.ن) أن كل علاقتهما بالمدعو (هـ.ع) هو استهلاك المخدرات التي كان يجلبها إليهما، كما حاول الدفاع إبعاد القصد الجنائي ونية المتهمين لارتكاب فعل إرهابي واستعمال مواد متفجرة دون رخصة وزرع الرعب في أوساط السكان من خلال التأكيد على أن المتهمين كانوا تحت تأثير المخدرات، إلى جانب ملف الطب العقلي للمتهم الرئيسي وان لهم إخوة يدرسون في نفس تلك المتوسطة، لكن النيابة لم تقتنع بذلك، والتمست تسليط عقوبة الإعدام على كافة المتهمين، قبل النطق بالحكم المذكور.
خ. غ