السجون في الجزائر تحولت إلى فنادق لإيواء المنحرفين
يؤكد الكثير من المختصين أن السجون في الجزائر لم تعد وسيلة للردع والعقاب، بل تحولت إلى مركز راحة يتضمن العديد من المرافق التعليمية والرياضية والترفيهية لخدمة المجرمين والقتلة والمنحرفين، الذين يجدون في هذه الأماكن ما لا يجدونه في منازلهم، مما يجعلهم في الكثير من الأحيان يغامرون في ارتكاب جرائم سرقة وقتل وحتى اغتصاب، لأن السجن حسبهم لا يمثل لهم عقابا، لأنهم ألفوه، فهو بالنسبة لهم البيت الثاني.
-
تخوف وزير الداخلية السيد دحو ولد قابلية، والمدير العام للأمن الوطني اللواء الهامل من الانتشار المتزايد للعصابات التي تعمل على إرعاب المواطنين والاعتداء عليهم جهارا نهارا بالسيوف والخناجر، يحمل الكثير من التساؤلات حول آليات الردع والعقاب التي تنتهجها الدولة في محاربة الإجرام والمجرمين الذين باتوا أكثر عددا وانتشارا وإرعابا للمواطنين في المدن الكبرى، أين أصبح المواطن يخاف على نفسه وهو في بيته، فالمنحرفون تكتلوا وتحولوا الى عصابات منظمة، والسكاكين الصغيرة عوضتها السيوف والخناجر والاعتداءات البسيطة صارت جرائم قتل مروّعة والشجارات العابرة أصبحت معارك ضارية تستمر أياما بلياليها، والمواطن البسيط هو الذي يدفع فاتورة الانتشار العشوائي لهذه العصابات التي لم تعد تحسب حسابا لأحد، فالكثير من الجرائم حدث أمام المراكز الأمنية، وفي هذا الإطار سجلت مصالح الأمن الوطني خلال السداسي الأول من السنة الجارية أزيد من 50 ألف قضية تورط فيها 11 ألف شخص تم تقديمهم أمام الجهات القضائية، بينهم 310 امرأة و645 قاصر. فالهجوم على المواطنين والتجار والحافلات والمنازل بالسيوف والسواطير وحتى الأسلحة من طرف عصابات ملثمة بات حديث الصحف بشكل يومي، مما دفع مصالح الأمن الى الإعلان عن الإرتفاع غير المسبوق لجرائم المساس بالأشخاص والتي تصدرت قضايا الإجرام خلال السنة الجارية، وهذا ما دفع بالمختصين إلى اعادة النظر بآليات الردع والعقاب، خاصة فيما يتعلق بالسجون التي لم تعد أماكن يخاف منها المجرمون بقدر ما تحولت الى مراكز للراحة والترفيه.
-
-
المجرم في الجزائر لا يعتبر السجن مكانا للعقاب
-
أكد المحامي سليم نافتي أن الكثير من المجرمين في الجزائر لا يعتبرون السجن مكانا للعقاب، بدليل أن العديد منهم يدخلون السجن أكثر من ثلاث مرات في السنة، ولعل ما ساهم في ذلك هو العفو الرئاسي الذي يشمل آلاف المساجين في كل مناسبة، بالإضافة إلى أن واقع السجون التي باتت شبه فنادق 05 نجوم جعلت منها مكانا للراحة والترفيه، فأمام اشتداد انتقادات بعض المنظمات الحقوقية الدولية والنشطين غير الحكوميين، حول تدهور ظروف إقامة النزلاء داخل المؤسسات العقابية في فترة سابقة فضلت الجزائر من خلال وزارة العدل، الى وضع حد لهذه الانتقادات الدولية التي من شأنها التشويش على مسار الإصلاحات، وذلك عن طريق برمجة إنجاز الكثير من السجون الجديدة وبمواصفات عالمية وفقا للشعار الذي طالما ردده وزير العدل وحافظ الأختام الطيب بلعيز “النزيل الذي سلبت حريته لا يعني أنه جرد من كرامته”، ومن جهته عبّر فاروق قسنطيني عن إرادته في جعل السجون الجزائرية تشبه الأوروبية، حيث تعمد إلى تثقيف المساجين. السجون في الجزائر تمضي قدما إلى أن تصير فنادق خمس نجوم للذي يريد الراحة والاستجمام، لهذا لا يجب أن يتعجب الجزائري من الذين يمرون بأسلحتهم البيضاء بيننا بسلام ويقتلون الناس بسلام، حتى صار الجزائري لا يستطيع أن يحس بالأمان..
-
الله يرحم أيام بومدين أين كان السجين يقطف الحلفاء في الصحراء
-
في زمن الرئيس الراحل هواري بومدين كان السجين يحول إلى قطف “الحلفاء” في الصحراء، واليوم بات السجين يلعب ويمرح في السجون، وبعد فترة وجيزة يعفى عنه إثر عفو رئاسي، هذه الوضعية شجعت المجرمين على ارتكاب المزيد من الجرائم، لأنهم في بعض الأحيان يحنون إلى أصدقائهم في السجون، خاصة في فصل الشتاء، أين تتحول السجون إلى مراكز إيواء مجانية للمنحرفين توفر لهم الدفء والطعام، والعفو مضمون في 05 جويلية.