-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشجاعة والعدل.. هل يجتمعان؟

الشجاعة والعدل.. هل يجتمعان؟

الكل يعلم أننا نسير في الكثير من سياساتنا العامة السير الخطأ وبالأخص في ثلاثة مجالات: التعليم والسكن والشغل، المواطن والمسؤول في أي مستوى يعرفان ذلك، ويعرفان أن تصحيح الخطأ بإعادة النظر في سياسة التعليم كأن تتم مراجعة سياسة اختيار الأساتذة، أو أسلوب الانتقال إلى الأقسام العليا وبخاصة نحو الجامعة وفي الجامعة، وإعادة النظر في الكثير من الشعب المفتوحة حاليا بلا جدوى علمية أو عملية وإن اقتضى الأمر غلق بعضها، هو الطريق الأمثل للإصلاح في هذا المجال، إلا أنهم يدركون أيضا بأنهم قد يكونون الضحية الأولى لهذا الإصلاح وسيدفعون ثمن أخطاء لم يرتكبوها، إذا تم تغيير معايير اختيار الأساتذة تُطرح مسألة من قام بتكوينهم، وإذا طُرحت مسألة البكالوريا والانتقال في الجامعة تُطرح مسألة البرامج والآليات التي منعت التكوين من أن يكون في المستوى المطلوب، وإذا طُرحت مسألة تقليص عدد الطلبة في بعض الفروع وإعادة توجيههم تبعتها مسألة الفئة التي سيُضحى بها منهم ومن الأساتذة الذين تم توجيههم نحوها، وهكذا..

نفس الإشكاليات ستطرح في مجال السكن، إذا ما تمت مراجعة هذه السياسة الخاطئة أو تلك، سيتسبب ذلك في الشعور بالظلم لدى فئات عديدة من المواطنين، أولئك الذين يعرفون أن السياسة الحالية غير منصفة، ولكنهم لا يريدون أن يكونوا أول من يدفع الثمن لتصحيحها وسيشعرون بغبن كبير إن هي توقفت، وقد كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الهدف، مثل الذين سبقوهم ….

وفي مجال الشغل، يعرف الجميع أن سياسات تشغيل الشباب الحالية ضررها أكثر من نفعها، وقد تسببت في تدهور قيمة العمل المنتج، وشجعت السير على طريق البحث عن الربح السريع أو الأجر الزهيد مقابل اللاّعمل، ولكنهم أيضا لا يريدون المغامرة بحلول أخرى قد يكونوا أول من يُضَحى بهم عند تغييرها، ومن ثَم يفضلون بقاء الوضع القائم على المخاطرة بالتغيير.

ولعل هذا ما جعل الناس يخافون من المستقبل أكثر من الحاضر، وجعلني أقول إن مشكلتنا الحقيقية هي في عدم القدرة على تقديم تصور متكامل ومقنع وعادل بإمكانه إخراجنا من الحلقة المفرغة التي دخلناها منذ أكثر من عقد من الزمن ونحن ندرك حقيقتها، ولكننا لا نستطيع الإفلات من قبضتها للإنطلاق في مشروع جديد،

لذلك نحن اليوم بحق نحتاج إلى سياسات عامة تكون في ذات الوقت شجاعة لكسر هذه الحلقة المفرغة، ولكنها أيضا عادلة حتى لا نكافئ الذين سايروا الخطأ ونطلب من الذين ضحوا أن يستمروا في التضحية جيلا بعد جيل، فكيف نجمع بين الشجاعة والعدل؟ ينبغي أن نفعل ذلك، إنه البديل الأفضل بين كل البدائل المطروحة للخروج إلى المجال الآمن والفسيح مطلبنا جميعا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • MAJIDCHAIB

    نعم،الشجاعة يجب ان يتحلى بها الكل،من أخطاء يقولها بكل شجاعة أخطأت،لأن المصيبة في التمادي في الخطاء ،وليس العيب في الأعتراف بالخطاء،والجدير بنا هو الابتعاد عن الترقيع ،ومعالجة المشاكل من جدورها ،ولابأس أن نضحي مرة بفئة ولما تكون هاته التضحية من أجل الجميع ،يتفهمها الجميع ،لما يدركون انها بنيه صادقة ومن أجل الجميع،وكما قال السيد عبد الكريم ،والجميع يدرك هذا،الجزائري يريد سكن يأويه،ولقمة عيش كريمة،وأماله في تعليم أبنائه،هذا الأهم،أما المهم ،سيأتي شيئا فشيئا بالعمل الجاد وتظافر جهود الجميع.

  • حنصالي

    وتعلمون دكتور ان التوجه الجديد العالمى خرج من نطاق القطرية الى العالمية وهو متسلح بتلك القيم والمبادئ التى لا يمكن ان نجزم ان كانت الشجاعة تلك ضالمة او عادلة ولهذا ما يربطنا مع ذالك الاجنبى الضالم ينطبق تماما على الجانب او الشقيق الضالم حتى لا نضلم انفسنا .. لم تعد المجابهة الكلاسيكية القديمة قائمة بتساع دائرة المصالح نتيجة الانفتاح العالمى والاحتماء والاستقواء او الولاء الطوعى

    وبهذا نحن حقيقة مع صنف هائل جبناء يفتقرون الى الدوافع والمكتسبات التى تقربهم من الهدف وبالتالى سيفعل اي ش

  • حنصالي

    اولا الشجاعة سلوك ليس بالضرورة -والعدل قضية- بكون عادل ولنا امثلة التاتار الرومان اليهود وغير من النوايا الضالمة

    لاكن ما تقصده يا دكتور الشجاعة كخلق هي حين تقترن بالقضية العادلة حينها الشجاع يصوب تفكيره نحو الهدف وسماته اغلبها القوة الارادة الفولاذية الصبر القدرة على التحمل المثابرة الاصرار التضحية انكار الذات المغامرة بدون تهور الجرئة وغيرها

    والشجاع عكس الجبان ..لا يميل للهدايا والالقاب التى يراها لا تمثل او تساوى ما خسره

    آلمتنى الكاتبة مستغانمى يبدوا انها ضحت الكثير

  • بدون اسم

    ... أدى الى تقوي المواطن ومطالبته بحصته من الكعك بعد أن وضع بدل السكن الذي استفاد منه في جيبه وسكن بيتا قصديريا، وبالطبع " اللي في كرشوا التبن يخاف من النار" ويسارع الى تلبية رغبات المحتجين حتى لا تهوي الشجرة التي تغطي الغابة.
    أما الشغل وتوزيع الأجور فهو قمة الظلم واللاعدل في توزيع الدخل الوطني: شخص يأخذ 30 مليون سنتيم وليس وزيرا وآخر يعيش وأسرته بـ5000 دج رغم أنه يعمل 8 ساعات يوميا،ولا يحق له المطالبة بحقه مثل الأساتذة والإداريين...الذين تسارع السلطة لتجنب سخطهم لأنهم يتخذون دروعا من فئات أخرى.

  • بدون اسم

    كاد وزير التربية أن يقوم بقرار شجاع بمنع من تورط في الغش من الإعادة لخمس سنوات لكنه استجاب للضغوط بسبب هاته الفترة التي عُلق عليها كل شيء الى حين. وبسبب هؤلاء الغشاشين أصبح قطاع التعليم في سقوط حر " أساتذة تايوان" وحتى المفتش الذي يقوم بترسيمهم يود أن يختزل زياراته في زيارة أو اثنين ويرسمه على أي حال حتى لو كانت نقائصه لا تعد ولا تحصى.
    قطاع السكن كان يجب منع المستفيدين من البيع أو التأجير أو التنازل لأن عدم حزم الإدارة والفساد الكبير الذي يحدث في هذا القطاع أدى الى تقوي المواطن ومطالبته بحصته

  • عبد الكريم

    شـكرا جزيـلا على التحليل ياأستاذ ، أنت دائما تفتح لنا باب الأمل بتحليلاتك الممتعة ، لكن أقول معقبا على موضوع اليوم أننا اذا قضينا على المشاكل الثلاثة نهائيا بنظرة استراتيجية بعيدة المدى فاءننا لم نجد مستقبلا من يترشح للانتخابات المحلية أو التشريعية أو ربما حتى الرئاسية ، لأن الجزائري لا يريد شيئا بعد الشغل و السكن وأولاده يتعلمون .

  • بدون اسم

    بالنسبة للتعليم : أولا التكوين الجيدأثناء الخدمة للأساتذة لتدارك النقص و يكون ذلك بتربصات و أيام دراسية و ندوات تربوية وفكرية و زيارات للمفتشين و عليه لتنجح العملية يجب أن يختار الأحسن لهذه المهنة.لكننا نرى ما نرى ..و بالنسبة للتلميذ فالتقويم التربوي الرسمي في الإمتحانات يجب أن لا يسيس و ضرورة اعتماد معايير علمية ثابتة تدعو التلميذ إلى العمل و هنا نختار الجيد منهم ليتحسن المستوى الجامعي..ضمان حق الإعادة مثل السابق لمن يريد مواصلة الدراسة و توجيه الآخرين لتكوين مهني مرتبط بعالم الوظيفة

  • قادة

    من صفات الشجاع العدل وان لم يكون عادلافلن يكون شجاعاابدا.حتى لاأذهب الى بعيد فاقول من يحكمنا اليوم ليس شجعان ولو لم يكونوا كذلك لمافقدوا صفةالعدل في حكمهم للجزائر والجزائريين.فهم يخافون الغير من هو اقوى منهم من ان يؤلب عليهم الشعب خاصة منهم فرنسا التي يحتمون بهابارتمائهم لها وتطبيق مشروعها التي احتلت الجزائرمن اجله.يخافون من بعضهم البعض لهذاتراهم لايقولون قول الحق و يغيبونه حتى في صراعتهم على الحكم. الادهى و الامرهو انتقال اغلبهم الى الرفيق الاعلى ومعهم اسراركثيرة كانت تقي الجزائرماهي عليه اليوم