الشرطة تتدخل لتنظيم المتزاحمين في طوابير وكالات التشغيل
عرفت مكاتب التشغيل بأنواعها في الأيام الأخيرة هجوما كاسحا وشبه مظاهرة من طرف الشباب البطال وحتى بعض العمال الذين لم ترقهم وظيفتهم، ففضلوا البحث عن مهنة جديدة ..
-
وقد وجدت مصالح الأمن في اليومين الأخيرين نفسها مجبرة على التدخل لأجل تنظيم حركة الوافدين على المكاتب وأيضا من أجل تفادي انزلاقات كثيرة حدثت في بعض المناطق بسبب الازدحام.
-
وما لاحظنا هو أن الشباب البطال صار يتابع الصحف اليومية وخاصة “الشروق” بشكل دائم، حيث يتابعون كل ما ينشر حول الإجراءات الجديدة التي باشرتها الحكومة لأجل تشغيل الشباب ومنحهم فرص الاستثمار وإمكانية حصولهم على قروض من دون فوائد وعرفت مكاتب التشغيل نهار أمس الثلاثاء شبه مظاهرة، بعد أن أكدت مصادر أن مناصب شغل مهمة ومتنوعة قد تهاطلت على مختلف المكاتب، كما حافظت الوكالة الوطنية للتشغيل على تصاعد الإقبال عليها وأيضا الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، وكان من الصعب على المكاتب استقبال هذه الجيوش الشبابية وهو ما جعلها هي نفسها في حاجة إلى تشغيل مزيد من الشباب في مكاتبها ..
-
أحلام الشباب هذه المرة من الصعب كبحها لأن لكل واحد أمانيه والكل اعتبر ما تم نشره في الصحف آخر الفرص لتحقيق العزة والكرامة، خاصة أن بعض العروض كانت مغرية ومنها بالخصوص القروض من دون فوائد والمساعدات التي جعلت حتى النساء الماكثات في البيت يدخلن معادلة الأحلام ..
-
وتزامن هذا الهجوم مع هجوم مشابه على مصالح الحالة المدينة وهو ما جعل الملفات جاهزة والعمل شاق ومليء بالتشنجات، كما لاحظنا ذلك في معظم مكاتب ولايتي قسنطينة وميلة، أما في تبسة فلا تزال قضية القروض الشبانية تصنع الحدث، حيث أكد الشباب الذين تحدثنا إليهم بأن الوعود والتصريحات الرسمية غير مطابقة لما هو موجود على أرض الواقع خاصة حينما يتعلق الأمر بالوكالات البنكية التي لا يزال الكثير من مديريها حسب شكوى مقدمة للشروق اليومي لم يجسدوا ما وعد به رئيس الجمهورية والجهاز التنفيذي في منح الشباب القروض.
-
وفي هذا الإطار أبدى مجموعة من الشباب استغرابهم لحقيقة ما يجري بتبسة، فالكثير منهم استوفوا الشروط كاملة لأزيد من سنة وبقوا يعيشون لغة التسويف والتماطل غير المبرر من طرف بعض المديرين الذين رفضوا حتى استقبالهم وتقديم توضيحات حول ملفاتهم التي يرون فيها أنها مستوفية الشروط وتحقق آمالهم وآمال عشرات الشباب من خلال إتاحة فرص العمل لهم.
-
ولعل هذه الحقيقة التي وقفنا عليها من خلال ملفات بعض المعنيين بالشكوى الذين اصطدموا بواقع لم يتصوروه رغم أنهم من خريجي الجامعات وأكدوا أن قروضهم ستمنح فرصة لعشرات الشبان للعمل لكن كل هذه الامتيازات لم تشفع لملفاتهم للظفر بتموين القروض على غرار ما هو حاصل في الكثير من الولايات استجابة لبرنامج رئيس الجمهورية، وتشهد وكالات مكاتب التشغيل بولاية ڤالمة إقبالا كبيرا من طرف الشباب بمختلف مستوياتهم التعليمية والمهنية، الطامعين في الظفر بمنصب عمل أو على الأقل عقد عمل لفترة محددة وفق التزامات مجلس الحكومة.
-
وفي الوقت الذي تتشكل فيه مع صبيحة كل يوم طوابير طويلة للانتظار من طرف الشباب أمام مقر وكالة التشغيل بمدينة ڤالمة، والذي يتكفل يوميا باستقبال أكثر من 1000 شاب، من بينهم أكثر من 300 شاب من الراغبين في التسجيل ضمن قوائم البطالين، إضافة إلى نحو 150 شاب آخرين من الراغبين في الحصول على عقود التشغيل ضمن قطاع الوظيف العمومي ونحو 100 من خريجي الجامعات الراغبين في مناصب العمل في القطاع الإقتصادي، و100 شاب آخرين من الراغبين في تجديد عقود ما قبل التشغيل، ناهيك عن أولئك الشباب من خريجي مراكز التكوين المهني وعديمي المستوى التعليمي الذين يقصدون مكتب التشغيل طمعا في الحصول على منصب عمل وفق العروض المقترحة.