الطفل يستغل صراخ والدته لجعلها تفقد أعصابها

بما أن التعامل مع الطفل قصد تربيته ليس بالأمر الهين ولا بالأمر السهل، تجد الكثير من الأمهات أنفسهن في مجابهة”وحش”اللااستجابة لدى الأطفال ما يصيبهن بالإرهاق والوهن وحتى فقدان السيطرة على الأعصاب، واللجوء إلى الصراخ كحل أخير لتغيير الأوضاع غير المستحبة تماما، خاصة إذا عاند الطفل وأصرّ على القيام بما نهي عنه.

ولأنه من الضروري لأي أم ألا تدخل في مثل هذه الحالات، وأن تمسك بأعصابها ولا تجعل الصراخ حل لها، ولأن هذا الأخير سيزيد الأمور تعقيدا وسيصيب كل العائلة بالإحباط والرفض، قررنا دق باب أخصائية علم النفس لبحث أنجع سبل التعامل مع الطفل العنيد .

تقول الأخصائية النفسانية أن الطفل كائن ذكي جدا، فهو يتعلم ويتفاعل مع وسطه بكل ليونة وسرعة:”على الأم أن تفهم أنه عبر صراخها على الطفل فإنه سيستنتج أن بإمكانه أن يجعلها تفقد أعصابها، مع الوضع في الاعتبار أن الأم إذا بدأت في اللجوء للصراخ كوسيلة للتعامل مع السلوكيات السيئة لطفلها فإنها بذلك تمنحه الطريقة التي يمكنه من خلالها جعلها تفقد أعصابها، ومع الوقت فإن الطفل يتعلم أنه يستطيع أن يتحكم في الأمور عن طريق التلاعب بالقوة، ويتعلم أيضا كيف يبعد والدته عنه، مع تعويد نفسه على طريقة يتوقف بها عن الاستماع إليها أو التفاعل معها إذا كانت تصرخ في وجهه، وقد يرفض ما يسمعه أو قد يتجه هو أيضا للصراخ“.

وفيما يخص الحلول تقول:”يجب على الأم أن تفكر في الوقت الذي تشعر فيه أنها عادة ما تفقد أعصابها على الطفل، وهل هذا الوقت مثلا يكون في الصباح قبل أن تتناول إفطارها مثلا ويجب عليها أن تعي أحيانا إذا وجدت نفسها تلجأ للصراخ على طفلها طوال الوقت، فإن هذا الأمر قد يعني أنها تتوقع الكثير من طفلها، فمثلا عليها ألا ترهقه بالمشاوير الطويلة“.

– عندما تتحدث الأم لطفلها، فيجب أن تنظر في عينيه، ولا تصرخ عليه مثلا وهي في المطبخ، وإذا كانت تريد فعلا أن تتواصل مع طفلها فعليها أن تقوم بإطفاء التلفاز والتحدث معه وجها لوجه، ويجب أن تخبره أنه من الآن فصاعدا فإنهما ستتواصلان عن طريق التحدث معا. بعيدا عن الصراخ.

– إن التحدث مع الطفل يجب أن يكون بنبرة صوت هادئة، ولكن حازمة، مع الوضع في الإعتبار أن نبرة الصوت الناعمة الهادئة ستجبر الطفل على الاستماع، وسيكون للكلمات تأثير كبير عليه، وبتلك الطريقة فإنه سيستوعب التعليماتك بطريقة أسرع.

– قبل أن تفقد الأم أعصابها بسبب سوء سلوك طفلها عليها أن تبحث عن سبب سوء السلوك هذا، مع الوضع في الاعتبار أنه في كثير من الأحيان يسيء الطفل التصرف لأنه لا يعلم أي طريقة أخرى يمكنه التصرف بها أو التعبير بها عن مشاعره، ويجب على الأم أن تعلّم طفلها كيف يعبر عن نفسه ومشاعره. إذا قام مثلا بدفع صديق له فيجب أن تفهم منه سبب فعله لهذا الأمر، مع توضيح الطريقة المثلى للتصرف.

– إن الأم تثني على طفلها بسبب سلوكه الجيد، وتصرخ عليه بسبب أي سلوك سيء، مع الوضع في الاعتبار أن الصراخ على الطفل سيجعله يستمر في إساءة التصرف؛ لأنه بتلك الطريقة سيحصل على انتباهها حتى لو كان انتباها سلبيا، ولكنها إذا قامت بالثناء عليه بسبب سلوكه الجيد الإيجابي، فإن هذا الأمر سيجعله يبدأ في الاستماع إليها.

– لابد من تقوية العلاقة مع الطفل، وهو الأمر الذي سيزيد من احترامه لأمه، وسيجعله قليل التمرد عليها، يجب أن تعلم أنها عندما تقوم بالصراخ في وجهه فإنها تقوم بهز ثقته بنفسه.