الرأي

العدل أقوى جيش

محمد سليم قلالة
  • 4925
  • 9

لطالما أعجبني الإمام الماوردي في حِكَمه السياسية، ولطالما دعوت طلبتي إلى قراءة كتابه الشهير “أدب الدنيا والدين”، وكذا الأحكام السلطانية. لقد ذكر في معرض حديثه عن استقرار الدولة وأركانها، أنه بالنسبة للدولة لا يوجد أفضل من الأمن لتحقيق أهدإ عيش، ولا أفضل من العدل لتحقيق أقوى جيش: “الأمن أهدأ عيش والعدل أقوى جيش”…

أي أن قوة الجيش ليس في عدته وعتاده إنما في عدله وإنصافه، وقوة الاقتصاد ليس فيما يوفره من مواد وسلع وخدمات، إنما فيما يواكبه من أمن واستقرار.

  هل يفيد جيش قوى دولة غير عادلة؟ وهل تحتاج الدولة العادلة إلى جيش قوى لحماية نفسها من شعبها؟ وهل تفيد وفرة اقتصادية شعبا غير آمن؟ وهل تضر قلّة زاد وسلع وخدمات دولة يسودها الأمن والاستقرار”…

يبدو أن الإجابة عن هذه الأسئلة من السهولة بمكان: لا يمكن لأقوى جيش أن يوفر الاستقرار إذا ما استمر الظلم على شعب من الشعوب. ولا يمكن لأكبر وفرة اقتصادية أن تحل الطمأنينة لدى الناس إذا ما افتقدوا الأمن والأمان.

وهي المعضلة التي يبدو أن الجيش المصري ينبغي أن يحلّها اليوم:

ـ إذا ما استمر شعور جزء من الشعب المصري أنه مظلوم من قبله فلن تنفع معه الإمكانات مهما كانت متوفرة ولن تنفعه عدّته أو عتاده.

ـ وإذا ما استمر جزء من الشعب المصري غير آمن فلن تنفع المساعدات الاقتصادية لإحلال الطمأنينة في القلوب والراحة في النفوس.. أي لن تنفع ملايير الدولارات لتجاوز حالة اللاّ أمن… ولن تنفع الزيادة في قوة الجيش لتجاوز حالة الظلم.

“العدل” هو أقوى جيش بالنسبة للدولة حتى وإن شحّت الميزانية ونقص العتاد.

و”الأمن” هو أهنأ عيش بالنسبة للمواطن حتى وإن قلّ الغذاء وشحّت الموارد.

فهل من معتبر؟؟

مقالات ذات صلة