-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ما لا يقال

العربنة والأمركة والشيعنة

العربنة والأمركة والشيعنة

الأقطار العربية التي تواجه مشكلة استيعاب الثورة الشبانية هي تلك الأنظمة السياسية المبنية على الحزب الواحد والتوريث، وهي تجنح إلى تضليل الرأي العالم بالادعاء أنها مع “الحوار الوطني” واحترام الدستور والحرص على نقل السلطة إلى الآخر مع تمديد فترة المواجهة. فمن هي هذه الأقطار، وماذا تريد؟

  • الله والرئيس والوطن و”بس”!
  • من المفارقات العجيبة أن تشترك الأنظمة الملكية في شعارها الأبدي “الله، الملك، الموطن” مع الأنظمة الأخرى الجملكية في حملها شعار “الله، القذافي، ليبيا” و”الله، صالح، اليمن” أو “الله، بشار، سوريا” وما تضيفه إلى هذا الشعار هو كلمة “بس” المصرية التي تعني فقط. وكأن هناك “إلاهين وأرضا”.
  • إن هذا الإلغاء للشعب وربط الملك أو الرئيس أو الزعيم بالله عز وجل يخوّل لأصحابه العبث بمصير الأجيال القادمة.
  • إن من يبقى في السلطة أكثر من 10 أو 12 سنة إنما هو يريد وراءه السلطة فما بالك بمن يبقى 20 سنة أو 30 سنة أو أكثر من 42 سنة ويريد مواصلة الحكم.
  • أحمد الله أن الدستور الجزائري يجبر المترشح للرئاسيات أن يبلغ 40 سنة، وهذا يعني أن الحاكم في الجزائر لا يستطيع أن يرث الحكم أو يورثه، ولولا أحزاب الائتلاف الحكومي التي أرادت تمديد وجودها في الحكومة أكثر من عهدتين رئاسيتين لكانت الجزائر نموذجا للتداول على السلطة. لكن ما ذنب الجزائر إذا كانت فيها أحزاب بقيادات في عمر حالة الطوارئ السورية (48 سنة) وفي عمر التعددية الحزبية في الجزائر (21 سنة)، وتحمل شعار المطالبة بالتداول على السلطة أو التغيير. فهل يحق للسلطة والأحزاب الحديث عن “التغيير” أو “التداول على السلطة”.
  • الثورة لا تعني انتقال السلطة
  • تشترك الكثير من الأقطار العربية التي يتزعها من لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بأمريكا وإسرائيل في استخدام أبجديات السياسة الأمريكية مثل “الانتقال السلسل للسلطة” و”المزيد من الحرية وضمان حقوق الإنسان” و”الانتخابات المسبقة” و”التحول الديمقراطي” و”إلغاء حالة الطوارئ”. وهي تبرر عدم الرحيل بـ “الفوضى وأخذ البلاد نحو المجهول” و”الحرب الأهلية أو الطائفية”، وخطر القاعدة والإرهاب والإسلاميين، وتتهم خصومها بـ (العمالة) للخارج.
  • والحقيقة التي لا تريد الأنظمة استيعابها هي عبارة “ارحل” وصور الأحذية وهي ترشق صور الرئيس في القنوات العربية، أو صور الشباب وهو يسقط التماثيل المجسدة لرموز النظام القائم أو يمزق صور وشعارات الحكام.
  • هم يقولون إنهم مع إرادة الشعب في التغيير، وكأن مئات الآلاف من الشبان الذين نزلوا إلى الشوارع وهم يهتفون بـ (تغيير النظام) يمثلون معارضة للنظام تريد الاستيلاء على السلطة والانقلاب عليها. إن الثورة تعني التغيير، والتغيير لا يعني البحث عن آليات لانتقال السلطة وإنما إنهاؤها، والرئيس اليمني بقي 32 سنة في هرم السلطة وهو يريد نقل السلطة إلى “أياد آمنة” وليست أمينة. وكأن الشعب الذي صوت له ذات يوم ليس هو الشعب الذي يطالب برحيله.
  • إن القانون الأمريكي لا يعاقب الرؤساء إلا على الكذب، فالرئيس بيل كلينتون لم يتابع قضائيا بسبب علاقته الجنسية مع لوينسكي وإنما بسبب الكذب بنفي هذه العلاقة. ولو نرصد “التصريحات الكاذبة” للزعماء والرؤساء العرب الذين بدأت الثورة تقترب من إنهاء مهامهم سنكتشف حقائق مرعبة.
  • من كان يتصور أن الحكام العرب هم سبب الفتن والحروب الأهلية في الوطن العربي. ومن كان يعتقد أن نظامي بن علي وحسني مبارك يصبحان أمثلة للتغيير؟
  • النظام السوري يخيف شعبه بالطائفية الدينية (علوي، سنوي) والنظام البحريني يخيف مواطنيه بخطر الشيعة على الأقلية السنية، والكل يراهن على البقاء.
  • إن خطاب “العربنة” وهي المحافظة على الأصول العربية السنية أو الوهابية للحاكم نظرة خاطئة، فالمواطنة هي التي جعلت أوباما وهو من أصل إفريقي يصير رئيس دولة عظمى.
  • وخطاب الشيْعَنَة، وهو ادعاء المرجعيات الدينية بأنها أحق بقيادة الثورات باعتبار أن الخمينية هي الثورة الإسلامية الأولى، هو نظرة متخلفة في قراءة ثورات الشعوب، فثورة القرامطة في البحرين بقيادة حمدان قرمط لم تكن شيعية ولا سنية، وثورة الزنج والملح وغيرهما من الثورات العربية ليست طائفية.
  • إننا مع الثورة في البحرين ولسنا مع شعينتها، ونحن مع الثورة في اليمن لأنها توحد اليمنيين، في بلدها مواطنوها مسلحون ولكنهم فضلوا المسيرات السلمية على اللجوء إلى العشيرة والقبلية أو الاستقواء بالآخر.
  • ونحن ضد من يدعي أن شعار التغيير الذي جاد به أوباما هو وراء ما يجري في الوطن العربي، لأن مثل هذا الكلام هدفه التقليل من شأن الجيل الصاعد.
  • صحيح أن أحلام الشباب في تونس ومصر أكثر من إمكانيات البلاد، ولكن هناك بلدانا إمكانياتها أكثر من أحلام الشباب.
  • وعندما يحلم الشباب الليبي ببناء قاعة سينما أو مسرح أو أوبرا، وأن يصبح بلده مثل الإمارات العربية فهذا حقه، لأن 400 مليار دولار أمريكي الموجودة في البنوك الغربية هي مال الشعب الليبي، ومن حقه استرجاعها ليتمتع بها عوض “خطابات العقيد”.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • علي

    الى رقم 5 حين قلت الدولة الايرانية الصفوية.ووو... باركت ثورة البحرين وهل لم تبارك بالثورات الاخرى كتونس و مصر . كن منصفا يا اخي و اترك عليك الفكر و الحقد الوهابي . العرب و المسلمين بعددهم مليار و300 مليون مسلم حين عجزوا عن تحرير قطعة ارض مغتصبة في فلسطين الان يتهياون و يتحركون لخلق عدو وهمي او افتراضي وهو ايران لكي يغطوا على فشلهم و دلهم و ارضاء اسايدهم الامريكان و اعمامهم اليهود . ثم اترك عليك كلمة الماجوس لانها من صنع الوهابية لان ايران كانت حقا مجوسية لكن الان مسلمة . راجع وتدبر ..

  • أبو صفاء الأثري

    إذا كنت تزعم أن ما سميته بـ: " ثورة " القرامطة في البحرين بقيادة حمدان قرمط لم تكن شيعية، و أنها ليست طائفية، فكيف تفسر حمل المتظاهرين في البحرين الرايات الإيرانية و صور السيستاني و خامنائي، لو كانت حقا ليست شيعية كما زعمت لما حدث هذا، و من جهة ثانية الدولة الإيرانية الفارسية الصفوية الرافضية المجوسية باركت هذه " الثورة " زعموا في حين هي تعارض المظاهرات التي تحدث في العراق، أين الإنصاف، أنا لا أطلب منك تغيير وجهة نظرك أنت حر في تصوراتك لكنني أطلب منك الإنصاف لا أكثر.

  • أمين سي أحمد

    كوبة الصغيرة تساوي كل ما يسمى بالأقطار العربية من حيث الكرامة وثبات المواقف.
    أما الفيتنام فلاداعي إلى أية مقارنة.
    أما دولة إسرائيل - أو الكيان الصهيوني إن شئتم-فقد فرضت منطقها على مايسمي بالأقطار العربية منذ 1948 .لماذا؟ الثقافة العربية بقيت سجينة النفاق والخيانة واستبداد الشعوب وفرض شرعية حالة الطوارئ و الدفتر العائلي عوض الاستحقاق واحترام إرادة الشعوب من خلال التداول على السلطة مثلما هو الأمر في إسرائيل منذ 1948.
    أين حرية الرأي والتعبير عنه في جريدة الشروق العربية؟ أعرف الجواب مسبقا.

  • karim

    أخي عبد العالي طرحك في محله لكن أردت أن أقول بأن التدخل الشيعي في القضايا العربيه ليس بريئا ولأن المد الشيعي الذي يهدد الأمه العربيه كما يهددهاالمتربصون بها في الغرب وفي الشرق ,والدليل على هذا هوإسقاط الرئيس صدام حسين رحمه الله لأنه كان سدا منيعا لزحفهم وهو أعرف بخباياهم ونواياهم. إن منطق الصراعات الذي يسود العالم باسم الديمقراطيه فهو بخلفيات عقائديه وعرقيه وإلا فكيف تفسر ما أقدم عليه هذا الساركوزي هذا الأسبوع؟ والأمثله كثيره
    نأمل أن تستيقض الأمه الإسلاميه ,إن الإسلام لا يعني العربيه.تبني؟

  • فاروق

    تعليق على تعليق الرجاء ان تشرحوا لنا ما هو نوع النظام عندنا اولا

  • رياض

    السؤال الدي يطرح نفسه في الجزائر هل نغير النظام هم نغيرفي النظام