-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مبادرة جديدة على طاولة الرئيس ماكرون

الفرنسيون يعيدون إحياء مصالحة الذاكرة مع الجزائر

محمد مسلم
  • 9285
  • 0
الفرنسيون يعيدون إحياء مصالحة الذاكرة مع الجزائر
أرشيف

تجاوبت مجموعة من الشباب الفرنسي، بينهم من أصول جزائرية، مع رغبة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في تهدئة حروب الذاكرة مع الجزائر، وقرروا رفع مجموعة من المطالب إليه، تتضمن مقترحات على هذا الصعيد، وذلك انطلاقا من التوصيات التي تضمنها التقرير الذي أعده المؤرخ الفرنسي، بنجامان ستورا.
وجاء في الوثيقة التي نشرها أصحاب المبادرة في صحيفة “لوموند” الفرنسية، أنه “انطلاقا من تقرير بنجامين ستورا، وبمساعدة سيسيل رينو، مدير المشروع بقصر الإليزيه والمسؤولين عن تنفيذ توصيات هذا التقرير، اجتمعنا اعتبارًا من يونيو 2021 للتفكير والمناقشة وتقديم رؤيتنا حول تهدئة أزمة الذاكرة الفرنسية الجزائرية، قررنا عرض عملنا في شكل رسائل موجهة إلى رئيس الجمهورية”.
والمبادرون هم مجموعة مكونة من خمسة عشر شابًا، تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا، طلاب ومن خلفيات مختلفة، يقولون إنهم “تربطهم صلة عائلية بهذه القصة. كان أجدادنا أو أجداد أجدادنا مقاتلين من أجل الاستقلال، أو مجندين، أو حركى، أو عائدين إلى فرنسا، أو أقدام سود، أو يهود من أصل جزائري، أو جنود فرنسيين، أو حتى أعضاء في المنظمة المسلحة السريّة (OAS)”.
وتأتي هذه المبادرة بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي بمجموعة من الشباب الفرنسي من أصول جزائرية، وهو اللقاء الذي شهد تصريحات غير مسؤولة من ماكرون، أوردتها صحيفة “لوموند” في وقت سابق، شكك من خلالها في وجود أمة جزائرية قبل 1830، وتسببت في أزمة دبلوماسية حادة بين الجزائر وباريس.
ووفق ما جاء في الوثيقة، فإن الهدف منها هو “العمل من أجل المصالحة وبناء مستقبل مشترك للأجيال الجديدة”، وذلك من خلال مشاركة وتقاسم بعض القيم، انطلاقا من خمسة موضوعات، كلها مرتبطة بتقرير بنيامين ستورا، تتمثل في “التعليم، إنشاء متحف أو معهد، الشهادات وأماكن الذاكرة والمبادلات بين الشباب وكذلك الشخصيات الرمزية والإيحاءات”.
ويقول أصحاب المبادرة إن العديد من الأجيال لم تتعلم عن الحرب الجزائرية، ولا سيما أولئك المولودين في الثمانينيات، وهؤلاء وفق ما جاء في الوثيقة، “لم يستفيدوا من دروس التاريخ خلال هذه الفترة من حياتهم المدرسية، حالهم حال الفرنسيين الذين ولدوا في التسعينيات والذين سينهون دراستهم دون أن يدرسوا هذه الحرب في المدرسة”.
ولذلك يطالب أصحاب المبادرة بـ”تدريس هذا التاريخ لجميع الشباب الفرنسي من خلال إدراجه في المناهج الدراسية بطريقة أساسية، وهي الخطوة التي من شأنها الاطلاع على تنوع الذاكرات، فضلا عن إنشاء موقع على الإنترنت يجمع بشكل فعال جميع الموارد المتاحة المتعلقة باستعمار الجزائر، من أرشيف وصور وروايات وأفلام، وأفلام وثائقية، وموارد المتاحف”.
الأكثر حساسية في المطالب التي رفعها أصحاب المبادرة للرئيس الفرنسي، هي ما تعلق بتنقل الأشخاص بين البلدين، لزيارة أماكن الذاكرة في كلا البلدين، بالتعاون مع حكومتي البلدين، وقد تم التركيز في هذه المسألة، على تسهيل زيارة الحركى والأقدام السوداء واليهود إلى الجزائر.
ويطرح أصحاب المبادرة جملة من الأسئلة تصب الإجابة عليها في خانة تهدئة الذاكرات، “هل نحتاج إلى معالجة المجتمع الفرنسي فقط، أو المجتمع الجزائري؟ أو نعالج كل من انقلب مصيرهم رأسًا على عقب بسبب الحرب الجزائرية؟”.
لكن أخطر سؤال طرح وهو لب كل الأزمات التي ظلت تسمم العلاقات الثنائية: “هل تتطلب التهدئة والمصالحة الاعتراف بأفعال فرنسا (في الجزائر)، تلك التي لم يتم الاعتذار عنها؟ في إشارة إلى الجرائم الفرنسية التي تطالب الجزائر بالاعتذار عنها. أصحاب المبادرة لم يقدموا جوابا شافيا، بل طالبوا بخطاب للرئيس الفرنسي حول هذه المسألة، يعكس كل الذاكرات، أي المتعلقة بالحركى والأقدام السوداء ويهود الجزائر والمجندين.
ويشددون: “نود كلمات لا تستند بالضرورة إلى أعذار.. ولكنها موجهة نحو المستقبل”، وهي الخلاصة التي يمكن أن تنسف هذه المبادرة من أساسها، لأن الجزائريين لا يريدون التنازل عن مطلب الاعتذار، الذي كان سببا في عدم تجاوب الطرف الجزائري مع تقرير بنجامان ستورا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!