-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد اكتساحها لألقاب القارة السمراء

الكرة الجزائرية مطالبة بالبقاء فترة طويلة في القمة

الشروق الرياضي
  • 1035
  • 2
الكرة الجزائرية مطالبة بالبقاء فترة طويلة في القمة
ح.م

لم يكن تتويج الجزائر في مصر، سهرة الثلاثاء، غير ثمار ما حققه المنتخب الجزائري في آخر بطولة إفريقية، أي ثمار عمل جمال بلماضي ولاعبيه في مصر بعدما فجروا واحدة من أجمل الملاحم الكروية في تاريخ الجزائر.

ففي مصر التي عاشت منها وفيها الجزائر قبل عشر سنوات الجحيم الإعلامي والفتنة بين الأشقاء قبل وخلال وبعد مباراة أم درمان الشهيرة في خريف 2009، عادت مصر لتعيش فيها الجزائر أروع صفحة كروية بانتزاع في الصائفة الماضية لقب القارة الإفريقية بطريقة بديعة اكتسح فيها رفقاء القائد رياض محرز منافسيهم من كبار إفريقيا، وتوجوا باللقب أمام اعتراف ودهشة العالم بأسره وليس المصريين والأفارقة فقط، بدليل أن بعض الأندية الكبيرة في العالم في صورة الميلان، خطفت إسماعيل بن ناصر ومونشنغلادباخ انتدبت رامي بن سبعيني، وعادت مصر لاستقبال حفل التتويجات الخاصة بالموسم الكروي الماضي، واقتطعت الجزائر الجزء الأكبر من الكعكة، حيث فازت بلقب أحسن منتخب وهو فعلا أحسن منتخب في إفريقيا، وأحسن مدرب وكان جمال بلماضي فعلا الأحسن في القارة السمراء بفارق كبير عن الجميع، وعاد يوسف بلايلي ليكمل رسم صورة اللاعب المتحدي الذي عاش منذ فترة ليست ببعيدة ولمدة زمنية ليست بالقصيرة الإقصاء، فتحدى نفسه وتحدى الجميع وحصل في ظرف زمني وجيز على لقبين لرابطة الأبطال مع الترجي التونسي ولقب أمم إفريقيا مع منتخب الجزائر وهو حاليا الأحسن في القارتين الإفريقية وحتى الآسيوية التي ينشط فيها حاليا في المملكة العربية السعودية، فضلا عن جائزة أحسن هدف لسنة 2019 والذي عاد لمحرز وهدف في مرمى نيجيريا بنصف نهائي “الكان”.

وتكمن حلاوة هذه التتويجات في أنها حصلت في مصر، وطوت بذلك خلافا كاد أن يقطع العلاقات الشعبية المتجذرة في التاريخ بين الجزائر ومصر، حيث نقلت الصحافة المصرية منذ سهرة أول أمس بالصور والتعاليق والترحاب، وأجمعت على أن فوز الجزائر بكل هذه الألقاب مستحق، بل إن بعضها تعاطف مع رياض محرز ورأى بأنه الأحق بلقب القارة السمراء كأحسن لاعب، ووضع المتوج السنغالي ماني وحتى محمد صلاح على الجانب.

زبدة التتويجات التي حصلت عليها الجزائر، كلها تابعة لـ”الخضر” ولم يصنع أي فريق جزائري الحدث، وتركت لبقية البلدان ألقابا غير مهمة، باستثناء ما حصل عليه نجم ليفربول ساديو ماني، ولكن قيمة ما حدث من ألقاب في مصر سيكون له معنى وتأثير لو تحقق الثبات في السنة الكروية الحالية التي ستبدأ المغامرة فيها في شهر مارس القادم عندما تنطلق التصفيات الإفريقية لكأس العالم، وبإمكان الجزائر أن تحقق مزيد من الألقاب، فمن المحتمل أن يدافع المنتخب الجزائري على مرتبته، بانتزاع أولا المركز الأول في ترتيب الفيفا إن تمكن من البقاء من دون خسارة في هذه السنة في المباريات الرسمية والوديات التي من المفروض أنه سيلعب بعضها مع منتخبات كبيرة جدا، وفي هذه الحالة سيبقى جمال بلماضي للسنة الثانية في القمة القارية كأحسن مدرب، أما تاج أحسن لاعب ينشط في القارة السمراء الذي فاز به بلايلي فهو مرشح للضياع، لأن بلايلي يلعب الآن خارج إفريقيا، إضافة إلى أن الأندية الجزائرية المشاركة في رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكنفدرالية تقلصت حظوظها في تجاوز دور المجموعات في صورة اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل، فما بالك الفوز باللقب الكبير للأندية وهو ما يعني تضييع لقب يوسف بلايلي، ويبقى الأمل في خطف رياض محرز لقب أحسن لاعب في إفريقيا، إذا تمكن مانشستر سيتي من الفوز بكأس رابطة أبطال أوروبا وكان هو صانع الفوز.

المشكلة في هذه التتويجات أنها مرتبطة فقط بالمنتخب الجزائري فلولا فوز أشبال بلماضي بالكأس الإفريقية، ما حصلت الجزائر على أي لقب في سهرة الغردقة في مصر، وربما ما ذٌكر اسمها نهائيا، والمشكلة الأخرى أن الكرة الجزائرية ليست في أحسن أحوالها محليا ولم تستفد لحد الآن من الدعم المعنوي الذي تلقته من الخضر، فالدوري الجزائري مازال متخلفا مقارنة بالدوري التونسي والمغربي والمصري، وبرمجة المباريات مازالت محفوفة بالفوضى، كما أن الملاعب الجزائرية مازالت في حالة سيئة وأحيانا غير موجودة وغير صالحة لممارسة لعبة كرة القدم، والجزائر مازالت بعيدة جدا عن تنظيم كأس أمم إفريقيا، أو حتى حفلة تتويجات كما كان الحال في مصر.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • حنفي محمود

    مبروك للمنتخب الجزائري الشقيق ومزيد من النجاح ونرحب بكم مجدد فى بلدكم الثاني مصر

  • خبير رياضي متشاءم

    هذه التتويجات القارية لم تكن ثمرة المجهودات للبطولة المحلية . 90 / 100 من اللاعبين للمنتخب الجزائري تكوين بطولات اجنبية . فاذا كان المنتخب الاول في القمة فكان من الاجدر ان تكون كل المنتخبات الوطنية و لكل الفيئات تتحصل علي مراتب متقدمة و حتي الفرق المحترفة التي تشارك في البطولة العربية و الافريقية .
    لكن ما عدا المنتخب الاول فان كل الفرق و المنتخبات لم تحقق 01/ 100 مما حققه المنتخب الاول .
    التكوين غائب لدي كل الفيئات الشبانية