هنية في المغرب.. توبة عن التطبيع أم ابتزاز لواشنطن وتل أبيب؟
زار إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، الأربعاء، المغرب، بالتزامن مع مؤشرات قوية حول تراجع الإدارة الأمريكية الجديدة عن صفقة دونالد ترامب مع الملك محمد السادس حول التطبيع مقابل الاعتراف بسيطرته على الصحراء الغربية.
وجاءت زيارة وفد حماس للمغرب بدعوة من حزب العدالة والتنمية قائد الائتلاف الحكومي.
وقال رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني وأمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي عقب استقباله هنية إن الدعوة لحركة حماس “تأتي في سياق الموقف المغربي الثابت من دعم الشعب الفلسطيني ونضاله حتى ينال حقوقه.
https://twitter.com/Zaid_Alayoubi/status/1405262942333980674
وأضاف العثماني الذي قاد مراسم التوقيع على اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني أن المغرب يعتبر القضية الفلسطينية قضيته هو أيضا.
وبحسب حركة حماس تهدف الزيارات إلى “تحشيد الموقف العربي والإسلامي لخدمة القضية الفلسطينية، وحماية القدس والمسجد الأقصى من التهديدات الصهيونية المتواصلة”، دون تفاصيل أكثر.
23/08/2020#العثماني رئيس الوزراء المغربي أمام اجتماع لحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه “#المغرب يرفض أي تطبيع مع الكيان الصهيوني لأن ذلك يعزز موقفه في مواصلة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني”
22/12/2020العثماني يوقع بنفسه على اتفاق التطبيع مع الإحتلال
4 أشهر ثم السقوط المريع pic.twitter.com/Y0Io4ZKrRO— د. ابراهيم حمامي (@DrHamami) December 22, 2020
وأثارت هذه الزيارة جدلا واسعا، على الساحتين العربية والمغربية، حيث بدت متناقضة مع مواقف قريبة للنظام المغربي الذي وقع اتفاق تطبيع يعترف بموجبه باحتلال فلسطين كحق شرعي لاسرائيل، ووصلت الأمور حد التحضير لفتح سفارة في تل أبيب وزيارات متبادلة.
كما تزامنت هذه الزيارة مع اعلان حكومة جديدة لاسرائيل، وصف رئيسها نفتالي بنت المغرب بـ “الحليف الاستراتيجي”.
وتزامنت هذه الدعوة التي وجهت لحماس، مع مؤشرات قوية حول سقوط صفقة محمد السادس مع دونالد ترامب حول التطبيع مقابل شرعنة احتلال الصحراء الغربية في الماء.
وتراجعت إدارة جو بادين عن قرار ترامب دون اعلان ذلك صراحة من خلال عدة خطوات اتخذتها، في وقت ظهر أن كبرى الدول الغربية أيضا وأهمها اسبانيا وألمانيا وفرنسا، تجاهلت الخطوة الأمريكية السابقة.
والتقت عدة تحليلات لمراكز دراسات وخبراء، إن العدوان الأخير على غزة، وانتصار المقاومة فيه وموجة التعاطف العربي والاسلامي مع الفلسطينيين، كان بمثابة شهادة وفاة اتفاقيات التطبيع التي وقعتها دول عربية مع الكيان الصهيوني.
كما جاءت زيارة هنية، مع بداية العد التنازلي للانتخابات البرلمانية في المغرب، والتي يبدو أن كلا من القصر وحزب العدالة يريدان استثمارها سياسيا.
ويسعى العثماني لبعث الروح في حزبه الذي عاش حالة تململ غير مسبوقة، بسبب اتفاق التطبيع وتؤكد مؤشرات حول توجهه نحو صدمة انتخابية غير مسبوقة، لكنه أضحى يلعب مهمة “التيس المستعار” بالنسبة لنظام المخزن بعد أن استغله في اتفاق التطبيع يواصل استغلاله في حملة الابتزاز السياسي.
أما بالنسبة لمحمد السادس، فإنه يريد استغلال هذا الحزب الاسلامي في آخر أيامه الحكومية، لابتزاز الولايات المتحدة واللوبي الصهيوني بطريقة غير مباشرة، لدفعهم نحو الوفاء بـ”التزاماتهم” حول تجسيد تغريدة ترامب، بشأن الصحراء الغربية.
وكان دليل ذلك هو تزامن زيارة هنية، مع رسالة تهنئة من ملك المغرب لرئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد.
سعد الدين
العثماني رئيس الوزراء المغربي الذي بارك التطبيع مع الكيان الصهيوني يقول : دعوتنا لزيارة #هنية تأتي في سياق الموقف المغربي الثابت من دعم الشعب الفلسطيني ونضاله حتى ينال حقوقه.
هذا في الوقت الذي قام به ملكيه بتهئنة رئيس الوزراء الصهيوني الجديد بمنصبه. pic.twitter.com/6M7luoRCR7— أحمد عبد الجواد Ahmet Fatih (@abdgwad_ahmed) June 16, 2021
المغرب: مساعدات لأهالي غزة للملمة فضيحة التطبيع
أرسلت السلطات في المغربشخهر ماي الماضي، طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية المخصصة لقطاع غزة والأراضي الفلسطينية، وذلك وسط غضب داخلي ضد إقامة علاقات مع الاحتلال الاسرائيلي، في صفقة تطبيع تمت قبل أشهر.
و أعلنت السلطات المغربية ارسال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزّة تتألّف من أربعين طنّاً من المواد الغذائية والأدوية المخصّصة لعلاج الحالات الطارئة والأغطية.
وتزامن ذلك مع منع قوى الأمن مظاهرات مناصرة للقضية الفلسطينية، نددت بالعدوان على غزة والمسجد الأقصى.
واكتفت وزارة الخارجية المغربية في بيان سابق بوصف الاعتداءات والمجازر ضد الفلسطينيين في القدس وغزةبـ “العنف المرتكب في الأراضي الفلسطينية المحتلّة”، علما أن الملك محمد السادس هو رئيس لجنة القدس.
إن المملكة المغربية، التي تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، لا تزال مخلصة لالتزامها بتحقيق الحل القائم على الدولتين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، من خلال إنشاء دولة فلسطينية داخل حدود 4 يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية.
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) May 14, 2021
وقبل أيام هرول وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة إلى مؤتمر اللوبي الصهيوني بالولايات المتحدة الأمريكية (إيباك)، لعرض خدمات بلاده في مجال التطبيع.
ووصل الحد ببوريطة إلى التعهد بأن “المغرب مخلص حتى النهاية في مساعي التطبيع ومستعد إلى الوصول بها إلى أبعد حد ممكن”.