-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المنتخب الوطني.. يوصل العائلات الجزائرية الى المستشفيات وأخرى الى المقابر!

الشروق أونلاين
  • 5042
  • 0
المنتخب الوطني.. يوصل العائلات الجزائرية الى المستشفيات وأخرى الى المقابر!

نتج عن تألق الفريق الوطني في السنوات الأخيرة شحنة زائدة عند الجزائيين من حيث الضغط والترقب، وصار الشغل الشاغل للشارع والحياة عامة في كل مكان، حتى خارج الوطن، وزاد من التفاف محبيه حتى وصل الأمر إلى مراحل متقدمة من التشجيع إلى التعصب، انعكس سلبا على صحة الكثير من الأفراد، وصار بالفعل داء يهدد الكثير منهم، خاصة في المناسبات الكبرى سواء القارية أو العالمية، وتحول في السنوات الأخيرة إلى رمز للوطنية أكثر من شيء آخر، بل الرابطة الوحيدة التي تجمع الجزائريين على قلب رجل واحد، لكن هذا العشق الزائد تحول إلى مآس للكثير من العائلات الجزائرية.

عائلات تكمل المباريات في أروقة المستشفيات

إن التعبئة الإعلامية التي تقوم بها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، قبيل كل مباريات الفريق الوطني، أدخلت الكثير من الأفراد في دوامة لا تنتهي، وصار هوس الفوز الشغل الشاغل للعديد من الأفراد وتحول عملهم اليومي إلى القيام بحسابات وخطط خاصة بالفريق الوطني بعيدا عن بلاتوهات الحصص الرياضية، تمر عليهم الأيام طويلة وهي قصيرة، في الترقب والتطلع إلى رؤية فريق المحاربين يجتاح كل منافس، ويرسم كل واحد منهم النتيجة التي يرضاها وكذا هدافي المباريات، فيزداد الضغط وتتشنج الأعصاب، ما ينتج عنه في الغالب تدهور صحة الكثير منهم، خاصة ذوي القلوب الضعيفة ومرضى السكري، وتتحول أفراح بعض العائلات في متابعة هذا الفريق إلى مآس تكتمل في أروقة المستشفيات، جراء الضغط للكثير من المشجعين من مختلف الأعمار، وهذا نتيجة للحرص الزائد والترقب الدائم للفريق الوطني، بل عدم قبول الخسارة أو اللعب المتواضع لبعض اللاعبين، هي الأيام التي تمر على المشجعين قبيل المباريات الرسمية وحتى الودية والتي تنتهي أثناء لعب الفريق إلى الاستعجالات الطبية وإتمام المقابلات أو بعد نهايتها في المستشفى تحت العناية المركزة، نتيجة التشجيع الزائد للفريق الوطني، الذي لم يبق فحسب وسيلة الفرح والفرجة، بل تحول إلى مرض وإدمان عند الكثير من الأفراد تسبب لهم في أمراض مزمنة أو قضى على حياتهم.

شباب يموتون في الطرقات من أجل مشاهدة الخضر

وصل الهوس بهذه الكرة أو بالأحرى حب الفريق الوطني إلى الخط الأحمر عند الكثير من الأفراد، خاصة الشباب منهم، فلا تنتهي العديد من المباريات للفريق الوطني إلا ويصرح في اليوم الموالي بالعديد من الضحايا ماتوا عبر الطرقات من أجل الوصول في الوقت المحدد لمشاهدة المباراة، يحدث هذا نتيجة السرعة القصوى التي يسير بها الكثير من الشباب لكي يصل إلى البيت أو إلى الملعب في الوقت المحدد دون تأخر، لكن ما لم ينتبه إليه الكثير منا أن الموت أقرب من حبل الوريد، فيتخطف الكثير منهم وهم عبر الطرقات يتلهفون لعشقهم الفريق الوطني فماتوا يحملون ألوانه والعلم الجزائري، فلم يتأخروا فحسب، بل فقدوا التواجد إلى الأبد في هذه الحياة من أجل مناصرة الفريق.

نساء يشتكين العنف والإهمال من أزواجهن وأطفال يهجرون المدارس

لقد فتنت الكرة الشعب الجزائري بأسره، وصار الفريق الوطني حديث العام والخاص وكأننا لم نملك فريقا للكرة من قبل إلا مؤخرا، تصدعت الكثير من العلاقات الأسرية من أجل الحرص الزائد للكثير من الأزواج، وفيهم حتى من ضيع واجباته تجاه زوجته وكل عائلته نتيجة لقبوعه الدائم أمام التلفاز من أجل مراقبة هذا الفريق، بالإضافة إلى هذا  التشنج العصبي الذي يحصل لهم عند مشاهدة المقابلات، تنتهي بشجارات وعنف في بعض الأحيان سواء مع الأولاد أو الزوجة، وكأن حب الفريق الوطني تحول إلى جرعة مخدرة لا يعي الكثير من الأفراد ما يقومون به خلال مشاهدة مقابلاته، تصل إلى حد الكسر وإتلاف العديد من أجهزة البيت للنرفزة وعدم قبول الخسارة أو التحسر على فرص ضائعة، بل فيهم من لا يقبل أنها مجرد لعبة كرة قدم تنتهي في الأخير بفائز وآخر خاسر، وتنتهي في بعض الحالات إلى تكسير الأملاك العمومية والخاصة عبر الشوارع والأحياء السكنية.

 في المقابل، يشتكي الكثير من الآباء  ضياع أولادهم بين أرجل المناصرين، تركوا المدارس والدراسة، وحملوا الأعلام والألوان وانسحبوا من أماكن المراجعة والحرص على الاجتهاد، إلى أخرى تعتني بجديد الفريق الوطني من ملاعب ومقاه وغيرها، مستهم حمى التشجيع في السنوات الأولى من حياتهم وصاروا كمن أصابه مس من الجن لا يلتفتون إلا لما هو أخضر خضرة لباس الفريق الوطني، فوصل الحال بالكثير من الآباء إلى الدعاء من أجل إقصاء الفريق الوطني لكي يرجع أولاده إلى جادة صوابهم ويمارسون حياتهم العادية بعيدا عن ضوضاء الحديث عن فريق محاربي الصحراء.

أمواج الشباب عند أبواب الملاعب تحبس الأنفاس

إذا كان الكثير يشاهد مباريات الفريق الوطني أمام التلفاز فإن الأمر أعظم في الملاعب، أبواب مغلقة بالأجساد البشرية نتيجة للتدافع من أجل الوصول إلى داخل الملعب، شباب فقدوا حتى ما يرتدوه بعد الوصول إلى داخل الملعب فدخلوا مجردين من الملابس وهو لا يحدث إلا في الجزائر، إغماءات وجروح بليغة تسجل في كل مرة يلعب فيها الفريق الوطني داخل الديار، شباب جاءوا سالمين من كل أنحاء الجزائر وعادوا معصوبي الرؤوس أو مضمدي الأيادي والأفواه، كل هذا يحدث في كل مرة وتتكرر هذه الأشياء في كل مناسبة وتسجل حالات أخرى شبيهة، بل وأكثر منها من أجل التواجد عن قرب مع الفريق الوطني.

الفريق الوطني الشيء الوحيد الذي نحبه بعنف

لقد صار الفريق الوطني حبا عنيفا بالنسبة للكثير منا، ننزعج ونتعصب له، نتخاصم ونتجادل عليه، يعتدي بعضنا على البعض الآخر من أجل الاختلاف في الرأي، نعم نشجع ونرجو الفوز، لكن ليس على حساب بعضنا أو أنفسنا، غير أن هذا لا يوجد في قاموس المناصر والمشجع في الجزائر، بل نكسر للفوز وللخسارة في نفس الوقت، وهذا لا يحدث إلا مع مناصري الفريق الجزائري.    

هكذا تحول الفريق الوطني إلى صانع للكثير من المآسي لعشاقه

 هي مجمل الأحداث التي وصل إليها الكثير من مشجعي الفريق الوطني، فتنتهم الكرة عن الحياة اليومية وواجباتهم، نشأت بينهم الكثير من العداءات والمشاحنات، عائلات تعيش جحيم تألق الفريق الوطني، وهدد استقرارها في الحياة اليومية، تحولت بين عشية وضحاها العديد من أفراح ونشوة الانتصار إلى مآس نتيجة للتدافع والترقب الزائد، أطفال في سنواتهم الأولى مهووسين بحب هذا الفريق وأصبح الشيء الوحيد الذي يرضيهم،فتيات يزاحمن الرجال في الشوارع من أجل عرض فرحة الفوز، شباب يضعون أيديهم على قلوبهم من حسرات النتائج الهزيلة، أو يجرون في الشوارع كالمجانين من أجل فوز الفريق، لقد صار المهرب الوحيد الذي ينسينا مشاغل وهموم الحياة، لكن للأسف فتح على الكثير من الأسر مآسي جديدة، مرض مزمن، أو فقدان حياة وتحطم ممتلكات، نتيجة للحرص الشديد من غير مراعاة لحياتنا، فقد صار حب الفريق الوطني داء العصر الذي يهدد حياة الكثير منا حتى وإن كان لا يظهر للعيان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • الاسم

    بكل صدق اشياء لا تشرف لان تلك الخرجات صارت تستغل من المنحرفين للفساد وحتى السرقات والاحتفالات لها حدودها فللا يعني الركوب فوق سيارة رمز للدول ....اذن لا بد من وضع كل شسيىء مكانه واتركونا من هذه التشجيعات السخيفة لافعال اكثر سخافة ا نشر لان من يحب يفرح ويحترم الضوابط وحريات الاخر ...للا سف صرنا نشهد حتى تشجيعات معنوية لبعض اشباه الصحفيين خصوصا دوي العقول المحدودة الذين وجدوا انفسهم يطلون على شاشات وحتى هناك من ينقل مقولات من الشرع لا معنى لها

  • موسى

    وما هي الفائدة التى تعود على البلاد من تألق الفريق الوطني؟؟؟

  • zaki

    الناس المتطورة تبحث عن العلم و التطور و انتوما موتو من اجل ماتش و جلد منفوخ. بالله عليكم كفاكم سبا للحاكمين في البلاد فانتم لستم اقل منهم في الفساد و تضياع الوقت

  • فريد من الجزائر

    انه التخلف بعينه وراسه ..فالتشجيع لا يكون هكذا والفرح لا يعبر عنه بالتهور والعنف والتسبب في حوادث قاتلة ..لقد اصبحنا مضحكة امام الامم وشعبنا يموت بحوادث تافهة فرحا بالتاهل الى الدور الثاني من قوطي افريقيا مثلا ....ايييه كم نحتاج من ثقافة ورقي فكري حتى نتحضر كغيرنا ...هذه هي الحقيقة ...حتى قديما لم نكن نحتفل بكل هذا الجنون الذي يطبع للاسف هذا الجيل الفاسد والتائه ...الريح اللي يجي يديه مع احتراماتي لكل جزائري رزين ومتحضر ومااكثرهم ..

  • Abdelmalek

    Ils ont mis le paquet pour éloigner la jeunesse de ses vraies préoccupations les études le travail les loisirs le logement Cette situation de foot ball musique danse festivité est prémédité calculé très bien étudiée Une conjoncture de voler détourné acheté des biens mobiliers et immobiliers éduquer leurs enfants dans les meilleurs écoles et universités Ils se sont fait le magot Au moment ou la jeunesse dansait elle est devant les sièges CNAC ANSEJ ANGEM D autres s entre tuent pour le Réal et le Barça Elle a réussi son coup la mafia Dans un pays de 10 millions d analphabètes tout est permis