الوفاة الغامضة للاعب أمل مروانة محمد خدة تعيد فتح ملف انتحار الرياضيين

مر أسبوع على وفاة اللاعب الأسبق لأمل مروانة، ونجم بوعقال محمد خدة، في ظروف تبدو غامضة في ظل عدم ورود أية مستجدات بخصوص التحقيقات الجارية من قبل الجهات الوصية، وهو ما يؤجل الحسم في الأسباب التي كانت وراء رحيله، وفي الوقت الذي أشار البعض إلى احتمال انتحاره، فإن العديد من العارفين للفقيد استبعدوا هذا الاحتمال من أساسه، معتبرين أنه تعرض بنسبة كبيرة إلى التصفية بعدما وجد مشنوقا ومعلقا بحبل على شجرة زيتون في الحي الغربي لمدينة مروانة، وإذا كانت الكرة الجزائرية قد فقدت العديد من الأسماء التي توفيت بسبب سكتة قلبية مثل بن ميلودي، قايد قصبة، لحمر أو إصابات خطيرة ناجمة عن احتكاك مباشر أو سقوط سيئ يتقدمهم لاعب المولودية سابقا عمروس، وهداف شبيبة القبائل ڤاسمي، فإن العديد من الرياضيين رحلوا عنّا بعد موجة الاغتيالات التي تعرضوا لها أثناء العشرية السوداء، أو ذهبوا ضحية تصفية حسابات في ظروف غامضة، في الوقت الذي فضّلت أسماء أخرى اللجوء إلى خيار الانتحار لأسباب نفسية أو ظروف اجتماعية صعبة.

عميور حرق نفسه وانتحر أمام الملأ والملاكم سلطاني رحل في ظروف غامضة

وتعتبر وفاة اللاعب عميور عبد الرؤوف، من الحالات التي هزّت الشارع الكروي القسنطيني والجزائري على حد سواء في مطلع شهر أوت من العام 2010، وكان عبد الرؤوف عميور، المهاجم السابق لنادي شباب قسنطينة، قام بإحضار قارورة بنزين وسكبها على جسمه وأشعل النيران فيه أمام الملأ في الشارع، وقبالة منزل عائلته حيث أصيب بحروق من الدرجة الثالثة، حيث نقل إلى المستشفى الجامعي لمدينة قسنطينة، وفشلت مساعي إنقاذ حياته وتوفي بقسم الطوارئ، مرجحا أن تكون لعملية الانتحار أسباب كروية أو ظروف نفسية واجتماعية، خصوصا وأن الذين يعرفونه عن قرب يؤكدون  تديّنه وأخلاقه العالية، علما أن عميور خاض تجربة مميزة مع عديد الأندية المعروفة على غرار شباب قسنطينة، ترجي مستغانم ومولودية بلدية قسنطينة، من جانب آخر اهتزت الأسرة الرياضية الجزائرية، لرحيل البطل لأولمبي في الملاكمة حسين سلطاني، الذي اغتيل في ظروف غامضة بفرنسا، بعدما تأكد فقدانه يوم الفاتح مارس 2002، بنواحي مرسيليا ولم يتم العثور على جثته إلا في شهر سبتمبر 2004، دون أن تتوصل الشرطة الفرنسية إلى الأسباب الحقيقية للجريمة.

حرايق، تحانوتي، ياماها وآخرون تعرضوا للتصفية في العشرية السوداء

وتعد العشرية السوداء من الفترات الصعبة التي مرت بها الجزائر، ولم تنج الكثير من الوجوه الرياضية من التصفية على غرار ما حدث لرئيس الاتحادية رشيد حرايق، الذي تعرض لاغتيال يوم 21 جوان 1995، حيث تولى هذا الأخير رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، من جويلية 1994 إلى جوان 1995، وهو من مواليد مدينة سطيف، وسبق أن شغل منصب المدير العام لشركة “السيارات الخاصة”(DVP)، وبحكم منصبه تولى رئاسة نادي شباب بلوزداد، و منه تحول الى قصر دالي إبراهيم، ويعتبر حرايق، أول رئيس للاتحادية ينظم جلسات كرة القدم سنة 1995، قبل أن تغتاله أيادي الغدر، كما تعرض رئيس شباب برج منايل، علي تحانوتي، إلى التصفية في ظروف غامضة في الوقت الذي حقق مسار ايجابيا على رأس النادي، مكّنه من التنافس على لقب البطولة في عدة مناسبات منها ما حدث عام 1994، حين انتهت البطولة بريادة ثلاثية قبل أن تعود الكلمة لاتحاد الشاوية بفارق الأهداف، كما تعرض رئيس شبيبة جيجل، إلى الاغتيال حين كان يقود سيارته نهاية التسعينيات.

في المقابل ذهب العديد من اللاعبين ضحية اعتداءات إرهابية أودت بحياتهم، مثلما حدث للاعب الأسبق لجمعية الخروب سنوات الثمانينيات بن موسى، وهو ابن مدينة قسنطينة اشتهر بمراوغاته البرازيلية، وكان يدعى جيارزينو واغتيل منتصف التسعينيات هو ومجموعة من جيرانه من طرف مجموعات إرهابية اختطفته من أمام منزله بـ”البراشما” في قسنطينة، ووجد مذبوحا هو وجيرانه في غابة البعراوية، كما اغتيل الحارس الأسبق لمولودية باتنة، بلخيري الملقب بـ”لاسوري” في ظروف غامضة في تلك الفترة هو الآخر، والكلام نفسه يقال على المعلّق الرياضي بالتلفزيون الجزائري، مخلوف بوخزر، الذي اغتيل بمسقط رأسه بمدينة قسنطينة، ولم يسلم المناصر المعروف “ياماها” هو الآخر من التصفية، اسمه الحقيقي حسين دهيمي، الفقيد اغتيل يوم 11 جوان 1995، كان مناصرا وفيا لشباب بلوزداد والمنتخب الوطني، في مونديال 1982 رافق المنتخب الوطني إلى إسبانيا لمساندة “الخضر”، كما سجل حضوره في عديد المباريات الرسمية التي نشطتها العناصر الوطنية في الجزائر، وفي ملعب 5 جويلية على الخصوص.