-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بناتنا عفيفات.. لا تشيعوا الفاحشة بينهن

بناتنا عفيفات.. لا تشيعوا الفاحشة بينهن

معالجة إحدى القنوات التلفزيونية لظاهرة الفساد الأخلاقي في الأحياء الجامعية جانبت الغاية التي كان من الممكن أن تتوخاها، وخدمت بطريقة أو بأخرى منطق اليأس بدل أن تصب باتجاه بعث الأمل في المجتمع.

الظاهرة في حد ذاتها ليست جديدة ومرتبطة ليس فقط بالمرأة إنما بالرجل أيضا، ولا تمس المتعلمين فقط، بل الجَهلة بنسبة أكبر، ومن الجنسين. كما أنها مرتبطة بالفساد المالي أكثر مما هي مرتبطة بنقص الوازع الأخلاقي، والمحرك الأساس لها هو المال الفاسد في يد الرجل الفاسد، وليست الفتاة الضعيفة المضطهدة والمستغلة من خلاله.

بدل مقاربة الموضوع من هذه الزاوية، تم شيطنة المرأة بكل الأساليب، وتم إظهارها في شكل الباحث عن الرذيلة، المحتسية للخمر، المغرية للرجل، الراشية له، المستعدة لفعل أي شيء من أجل الالتحاق بعالم الفساد. ولم يتم إبراز الجانب الآخر من الصورة، حيث التآمر والمكيدة والشيطنة الحقيقية…

لقد تم قلب الحقائق في هذا الجانب، وفي الجانب الآخر لا إشارة، ولو بالإيحاء، لتلك النسبة الهائلة من بناتنا العفيفات الطاهرات المتفوقات اللائي لا يفوتهن درس إلا وحضرنه، لا يسبقهن أحد إلى المقاعد الأمامية في المدرجات، ولا يفوتهن آخر للاطلاع على آخر المراجع، بل هن الغالبية في كل قاعة، وأغلبهن من المتفوقات في العلوم الإنسانية كما في الطب والهندسة وجميع فروع التعليم.. وآلاف منهن سيكونون غدا أستاذات لأبنائنا ومربيات لبناتنا، ونحن نفخر بهن وبتفوقهن في كل المجالات رغم الظروف الصعبة اللائي يعشنها في الغرف والأحياء بعيدا عن الأمهات والآباء.

ومن ناحية ثالثة، لم تتم الإشارة إطلاقا إلى ذلك الموقف الحازم للسلطات الأمنية منذ سنوات، حيث مَنعت أيا كان من الاقتراب من هذه الأحياء صيانة لعرض بناتنا، وطاردت أولئك الذين كانوا لا يغادرون محيط الجامعات بسياراتهم الفارهة وأموالهم الملوثة، ومنعتهم من الاقتراب من محيط إقامات بناتنا تحت أي عذر كان.

ومن ناحية رابعة، لماذا لم تتم الإشارة إلى ذلك الوجه الآخر العفيف لمُصليات طالباتنا داخل هذه الأحياء ولحرصهن الكبير على التزود بالثقافة الدينية إلى جانب تخصصاتهن العلمية المختلفة؟

ولماذا في الأخير لم يتم طرح السؤال الأهم: هل من يقمن بذلك السلوك الشاذ هن طالبات بالفعل، أم نزيلات غير شرعيات في هذه الأحياء؟ ومن أدخلهن؟ وكم عددهن؟

 

لا أظن بأننا في حاجة اليوم أو غدا إلى إشاعة ثقافة الفاحشة بين أبنائنا وبناتنا.. مجتمعنا اليوم في حاجة إلى تعزيز وضعه بشيء من الأمل ـ وما أكثره ـ وليس في حاجة إلى مزيد من التثبيط والإحباط والتيئيس، والقول بأن كل شيء قد انهار… حتى بناتنا المتعلمات.. لا، إنهن لم يسقطن في الانهيار كما تم تصوير ذلك، وينبغي عدم تشويههن بمثل هذه المقاربات الإعلامية الشاذة والبعيدة عن الموضوعية كل البعد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • بدون اسم

    لا تغطي الشمس بالغربال من فضلك يا أستاذنا
    انا رجل ودرست في الجامعة وشاهدت بام عيني ماتفعله الغالبية الساحقة منهن فلا داعي للتغطية بكل وضوح
    وشكرا لكم