بوش شاهد أول مباراة في حياته والإيرانيون صاموا في يوم المباراة

عندما تتجول في شوارع مدن جنوب إفريقيا تلاحظ كوكتيل من الشعوب والسواح القادمين من كل المعمورة لأجل متابعة مباريات كأس العالم .. وتلاحظ أن الجزائر تمثل فعلا الأمة الإسلامية وليس العرب فقط .. وقد شاهدنا أتراكا وإيرانيين تضاعف حماسهم من أجل تشجيع الجزائر بعد أن اتضح أنها ستواجه أمريكا في مقابلة قد تكون تاريخية بالنسبة للبلدين أمريكا والجزائر وأيضا بالنسبة لإنجلترا .. ومجرد ملاقاة أقوى دولة في العام في أي نوع من الرياضة هو حدث تاريخي خاصة بالنسبة لدول مثل الجزائر التي تعرف جيدا ما معنى الولايات المتحدة

وتعتبر مباراة أمريكا أمام إيران في مونديال فرنسا عام 1998 واحدة من أقوى المواجهات في تاريخ كأس العالم رغم أن إيران وأمريكا التقيا في ثالث مباراة من الدور الأول بينما كانا قد أقصيا من المنافسة، ومع ذلك شدت الأنظار لتلك المواجهة التي تابعها كل الأمريكيين وطبعا كل الإيرانيين وشاهدنا في تلك المباراة السياسية القوية جدا أعلام مختلف البلدان، حيث وقف الفرنسيون إلى جانب الحليف الأبدي الولايات المتحدة وانتقدت جريدة ليكيب حينها بعض المهاجرين الذين حملوا أعلام الجزائر والمغرب، وشجعوا منتخب إيران الذي قيل إنه كان يطبق طقوسا غريبة مثل حمل المصحف إلى الملعب وإجبار رفقاء علي دائي على طأطأة الرأس أمامه .. وما زال التلفزيون الإيراني لحد الآن ينقل تلك المباراة مسجلة رغم مرور أزيد عن 12 سنة عن تلك المباراة التي تابعها كل العالم، وكان الفوز فيها أو الخسارة سيان حيث خرج الفريقان بعد نهاية المباراة وودعا المونديال منذ الدور الأول، وتعتبر إيران الهدفين اللذين سجلتهما في مرمى الأمريكان الأغلى في تاريخ الرياضة الإيرانية وربما إيران بأكملها .. ويشهد التاريخ أن المباراة جعلت جورج بوش يقرّ في بيته لأول مرة ويتابع بكل جوارحه المباراة، وقالت الصحافة الإيرانية بعد الفوز بهدفين مقابل هدف واحد أن أمريكا شلت بها الحركة أثناء المواجهة ودخلت في حداد بعد الهزيمة .. بينما تابع الإيرانيون ورئيسهم المباراة وأعلنوا بعد الفوز أسبوع فرح واستقبلوا رفقاء علي دائي كالأبطال ولم يهمهم في إيران تضييعهم التأهل  إلى  كأس  العالم .وكانت إيران قد اعتبرت تلك المباراة سياسية بالدرجة الأولى لأن علاقاتها مقطوعة مع إيران منذ أول يوم من نجاح الثورة الإسلامية في فيفري 1979 .. وأقيمت قبيل المواجهة صلاة الدعاء بالنصر على الطريقة الشيعية، وصام الإيرانيون خلال المباراة وقرؤوا أدعية أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم مثل الحسين والباقر وجعفر الصادق رضوان الله عليهم واعتبروا الفوز بالمباراة هو نصر إلهي كما عنونت معظم الصحف الإيرانية .. والإيرانيون الذين لم يتمكنوا في المونديال الحالي من التأهل بسبب خسارتهم مباراة على أرضهم أمام السعودية بدوا غير مهتمين بالمونديال هذا العام ولكنه مع اقتراب موعد الأربعاء القادم عاد بهم الحنين لأجل أن تسقط أمريكا كرويا وسيكون سقوطا له معنى آخر لأن فوز الجزائر لن يتوقف عند النقاط الثلاث فقط كما حصل مع إيران ولكنه فوز وتأهل تاريخي