-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بيع الأصوات .. وشراء الهمم

الشروق أونلاين
  • 4325
  • 1
بيع  الأصوات .. وشراء  الهمم

في بحر الأسبوع الماضي، اهتز الإتحاد الدولي “فيفا” على وقع فضيحة مدوية بعض ابطالها من المكتب التنفيذي، وهو ما يعادل مجلس الأمن في هيئة الأمم المتحدة. ولما نطقت لجنة الأخلاقيات بالحكم على المتهمين الستة، تبين بأن من تجاوزوا القانون واقتربوا من بيع أصواتهم أغلبهم أفارقة يتقدمهم المالي أمادو دياكيتي عضو لجنة التحكيم بالاتحاد الدولي.

  • والذراع الأيمن لعيسى حياتو رئيس الإتحاد الإفريقي، ولم يتخلف الثلاثة الآخرون عن المشاركة في الفضيحة وهم سليم علولو من تونس والنيجيري أموس أدامو والبوتسواني اسماعيل باهمجي، وهو معروف لدى لجنة الأخلاقيات لأنه باع تذاكر دخول الملعب في كأس العالم 2006 وعاقبه بلاتير  بطرده  من التراب  الألماني .
  • وإذا كانت مصداقية الكرة الإفريقية قد جرحت قبيل التصويت على البلدان المستضيفة للكأس العالم 2018 و2022، فإن اشتراك أعضاء من الكاف في واحدة من أكبر فضائح “الفيفا” ترك آثارا سلبية قد لا تمحى أبدا. لقد قال بلاتير في يوم من الأيام ردا على منتقديه أن 2010 هو عام الكرة الإفريقية بامتياز، وكلنا يعرف ما بذلتنه دولة جنوب إفريقيا من جهد وما دفعته من مال لاستضافة وإنجاح كأس العالم 2010 . وكانت الكرة الإفريقية قد تشرفت هذه السنة بالذات باحتضان كأس العالم للناشئين وبطولة الأواسط ونجحت نجاحا أسكت الكثير من المشككين، لكن قضية الرشاوى حطمت كل شيء. ولا بد من القول إن المتضرر الاول من هذا الفعل المشين، هو بدون شك القائد العجوز عيسى حياتو الذي بلغه صدى الفضيحة وهو يرقد في المستشفى، فشعر بالوهن والضعف حتى لا نقول بالخيانة، فماذا يعني تعليق عضوية أربعة أفارقة من أعظم هيئة كروية في  العالم بالنسبة  لرئيس  الكاف؟  هو  وحده  من  يعرف  الجواب  ويدرك  وقع  الصدمة .
  • ومهما  يكن  من  أمر،  فإن  مسألة  بيع  الأصوات  وشراء  الهمم  ليست  جديدة  إطلاقا، فهي  موجودة  في  ” الفيفا ”  والإتحاد  الإفريقي  والإتحاد  الأوروبي  وحتى  اللجنة الأولمبية  الدولية  والجميع  يعرف  هذا .
  • وحتى توضع هذه القضية في إطارها الصحيح، فلا بد من القول إن المتهمين فيها هم في الحقيقة وقود حرب خفية موجهة ضد الرئيس بلاتير الذي لم ينقطع بشأنه اللغط منذ خلافته للبرازيلي خواو هافلاتج عام 1998 . ولم يعد سرا أن الإنجليز لم يهضموا أبدا خسارتهم لرئاسة الإتحاد الدولي  بخروج  ستانلي  روس  عام 1974،  مع  العلم  أن  الإنجليز  والفرنسيين  هم  وحدهم  الذين  تداولوا  على  حكم ” الفيفا ”  لمدة  سبعين  سنة .
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • hicham

    نعم