-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تراحموا.. لا تزاحموا !

جمال لعلامي
  • 382
  • 1
تراحموا.. لا تزاحموا !
ح.م

العودة إلى غلق المحلات مجددا، بعد نحو 10 أيام من فتح عدد من الأنشطة التجارية، قد يكون “ضربة للرأس” بالنسبة للتجار والزبائن معا، لكن مثلما قالوا قديما “خوذ راي ألّي يبكيك وما تاخذش راي ألّي أيضحكك”!

التجار الذين أغلقوا محلاتهم مضطرين، ومعهم الكثير من المواطنين، حمّلوا المسؤولية إلى مستهترين ومغامرين ومتلاعبين بصحتهم وصحة غيرهم، فقد أثبتت الفترة القصيرة التي تمّ خلالها إعادة فتح المحلات، بأن اللاوعي والاستهتار وعدم الالتزام بالتدابير الوقائية واللا انضباط، كانوا السبب الرئيسي وراء “تشجيع” الولاة أو تحريضهم على الغلق من جديد!

لقد قالها رئيس الجمهورية بوضوح: “إذا كانت التسهيلات المتخذة ستتسبب في هلاك المواطنين، سنغلق كلّ شيء، ونتخذ إجراءات أكثر صرامة”، وأكد في نفس السياق، بأن صحة المواطن قبل الاقتصاد، ولذلك، فإن قرار الغلق، حتى وإن كان موجعا لعدد من التجار، وأيضا للمواطنين أنفسهم، فإنه حتمي وضروري واضطراري، لتفادي الأسوأ!

لا داعي للهرطقة والخزعبلات، فالمسألة هي قضية حياة أو موت، وأحيانا فإن العلاج يتطلب الكيّ، ولعلّ “ارتفاع” عدد الإصابات خلال الأسبوع الأول من رمضان، تزامنا مع فتح بعض الأنشطة التجارية، أصبح مقرونا بشكل مباشر بتلك الطوابير والتدافع والتزاحم، الذي تناسى فيه جزائريون كورونا وتجاهلوا العدوى واستسهلوا سرعة انتشار الفيروس!

كان مفهوما ومبرّرا في بداية الأزمة الصحية، عبر العالم، وليس الجزائر فقط، الطوابير من أجل الخبز والسميد والمواد الغذائية ومواد التعقيم، وكلها “أسلحة” لمواجهة العدو غير المرئي، لكن أن ينساب الوضع بعد عدّة أسابيع من المقاومة والتصدّي، ويتحوّل إلى طوابير من أجل “الزلابية” وقلب اللوز والشاربات، و”تقاتل” من أجل الملابس والأحذية، و”حروب” من أجل الحلاقة، فهذا أمر مريب يستدعي فعلا إجراءات عاجلة لمنع الكارثة!

كاد الجزائريون أن يتجاوزوا المنعرج الأخير، في معركتهم المفتوحة والمشروعة ضد “كوفيد 19″، بفضل القرارات الاستباقية التي اتخذتها الدولة، ونتيجة حتمية للوعي واحترام الحجر الصحّي والمنزلي، وطبعا بفضل الاستعانة أولا وأخيرا بالعليّ القدير ليرفع عنا هذا الوباء والبلاء!

غير أن تراجع مواطنين عن “الأداء الحسن”، وتخلّيهم عن نصائح الأطباء وإرشادات المختصين وصوت العقل والحكمة، يهدّدهم بالعودة إلى نقطة الصفر، لا قدّر الله، وبالتالي هدر المزيد من الوقت، وتحمّل مزيد من الأعباء والتحدّيات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والمعيشية، وهو السيناريو الذي يرفضه الجميع، لكن لن يتمّ تفاديه إلاّ إذا صدقت النوايا ولم يغلق هؤلاء وأولئك آذانهم، والتزموا بالخطة الصحية والوقائية للانتصار في هذا الابتلاء!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزائري حر

    ما يقدروش فقد ألفوا التدافع والتزاحم لأن في التافع والتزاحم أسرار فأغلبية المتزاحمين تكلهم عواريهم والحل التزاحم.