-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تعرف على العادات القديمة التي يحييها الجزائريون في كل شتاء

سمية سعادة
  • 3389
  • 0
تعرف على العادات القديمة التي يحييها الجزائريون في كل شتاء
أرشيف
سكان القرى يوزعون القمح على رؤوس الجبال

لا يزال الجزائريون يحييون بعض العادات القديمة في فصل الشتاء تأسيا بالأجداد الذين عرفوا كيف يديرون حياتهم تحت الظروف الصعبة.

ولا تزال هذه العادات تجذب الكثيرين، خاصة بعدما تم الترويج عبر الشبكات على غرار نثر القمح للطيور على المرتفعات.

نثر القمح للطيور

من العالدات القديمة التي يحييها بعض الجزائريين كلما تساقطت الثلوج.

وذلك عملا بمقولة عمر بن عبد العزيز الذي أوصى بنثر القمح على رؤوس الجبال حتى لا تجوع الطيور.

تنتشر في المناطق التي يكثر فيها تساقط الثلوج مثل جبال جرجرة، حيث ينظم سكان القرى رحلات جماعية إلى المرتفعات المحيطة.

يصطحب الأشخاص معهم القمح وبعض الأدوات التي ينثرون عليها القمح، مثل موزعة العلف المخصصة للدجاج.

وأيضا قارورات بلاستيكية يربطونها إلى الأشجار.

كما يستعين سكان القرى بلوحات خشبية طويلة يوزعون عليها القمح حتى تكون ظاهرة ومكشوفة أمام الطيور.

وخلال هذه الأيام التي عرفت تساقطا كثيفا للثلوج، بادر إقليم الغابات الرواشد التابع لولاية ميلة، وجمعية فن الصيد إلى إحياء هذه العادة الحميدة.

في هذه المبادرة،ثم نثر القمح والخبز على قمم جبال بلدية الرواشد وكذا الغابات لكي تقتات عليها الطيور ومختلف الحيوانات البرية.

أكلات تقاوم البرد

“هذا نهار العيش” عبارة يرددها السطايفية كلما تناثرت زخات الثلج الأولى، حيث يتفقون على إعداد وجبة “العيش” أو” البركوكس” الحار.

ومن بين الأكلات التي تعمد العائلات الجزائرية إلى تحضيرها مع انخفاض درجات الحرارة، “المحجوبة”، “الشخشوخة”، “المقطعة”” وغيرها.

وتمنح هذه الوجبات التي تركز في تحضيرها على العجائن والفلفل الحار، دفئا للجسم وتمده بالطاقة التي يحتاجها في هذا الجو البارد.

” عولة السبيرات”

في الماضي، لم يكن يخلو بيت جزائري من المؤونة أو “العولة” التقليدية التي تعتمدعلى البُقول الجافة، والكسكسي، والقمح ومستلزمات اُخرى.

حتى إذا أقبل الشتاء بعواصفه الثلجية التي كانت تمتد إلى أكثر من شهر، وأمطاره الغزيرة، وجدت العائلات الجزائرية ما تأكله تحت هذه الظروف.

ويتميز نظام العمل بـ“العولة” بمنهجية زمنية دقيقة تتقيد بها ربات البيوت والفلاحون لتفادي أي طارئ قد يحصل مثل القحط أو الفيضانات والبرد.

غير أن مفهوم العولة في الوقت الحاضر تغيّر بتغير الظروف المعيشية، فلم تعد العائلات تخزّن الكسكسي ” المفتول إلا القلة القليلة.

كما أن الاحتفاظ بالقمح المطحون، عادة اندثرت منذ سنوات طويلة ولم يعد الامر يقتصر إلاعلى بعض العائلات التي تقطن في الأرياف والمناطق النائية.

أما “العولة” التي يعتمد عليها الجزائريون، خاصة الذين يقطنون في الأماكن النائية والأرياف، هي “عولة السبيرات” المتمثلة في مختلف المواد الغدائية.

وتلجأ هذه العائلات إلى تخزين هذه المواد الغذائية تحسبا لانقطاع الطرق بسبب تراكم الثلوج، أو ارتفاع أسعارها، واختفائها من رفوف المتاجر.

“القشابية ” في المقدمة

رغم توفر الأسواق على أنواع كثيرة من السترات الشتوية ذات الجودة العالية والأسعار التنافسية، إلا أن “القشابية” ظلت تتربع على عرش الملابس الشتوية.

ولأهميتها التاريخية، ارتفعت الدعوات لتصنيفها مع البرنوس ضمن التراث الثقافي غير المادي للبشرية.

ولكونها مصنوعة من الوبر والصوف، فإنها تعمل على مقاومة البرد وتوفر الدفء في الطقس شديد البرودة.

هذه الميزة جعلتها تحتفظ بمكانتها وسط مختلف الفئات الاجتماعية، فارضة نفسها كبديل لمختلف البدلات الشتوية، خاصة وأنها تعد رمزا للأصالة والرجولة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!