-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مدتها لأيام معدودات ولا توفر سوى معلومات سطحية على عائلات الأدوية

تكوينات مختصرة لـ”أشباه صيادلة” تهدّد صحة الجزائريين

نادية سليماني
  • 877
  • 0
تكوينات مختصرة لـ”أشباه صيادلة” تهدّد صحة الجزائريين
أرشيف

انتشرت عبر منصّات التواصل الاجتماعي مؤخرا، العديد من عروض التكوين وفي مختلف الاختصاصات. والمؤسف وجود مجالات تحتاج لمختصين ومع ذلك يتلقى الشخص تكوينا فيها لأيام معدودات، لينال شهادة محترف، ومنها اختصاص بائع صيدلي، وهو المجال الذي يتطلب خبرة كبيرة بحكم التعامل مع أدوية طبية ومرضى يبحثون عن علاج دون وصفات طبية.
كثيرا ما اشتكى مواطنون من تلقيهم أدوية غير مُطابقة لما هو مُدوّن في الوصفة الطبية، أو أنهم تلقوا تعليمات طبية خاطئة من البائع الصيدلي، والسبب أن الأخير لا يملك خبرة وكفاءة، بل هو شاب غير حاصل على البكالوريا غالبا، تلقّى تكوينا في المجال لمدة لا تزيد عن الأسبوع، وتخرّج بشهادة بائع صيدلي، وتوجه للتّعامل مُباشرة مع أدوية طبية.
والإشكال أن المريض لا يُفرّق بين البائع الصيدلي والصيدلي، لأن جميعهم يرتدون مآزر بيضاء، وغالبا يترك صاحب الصيدلية جميع أموره للبائع أو المُساعد.

تكوينات سطحية تهدّد مصداقية نشاط الصيدليات
والمتصفح لمختلف منصات التواصل الاجتماعي، يلاحظ انتشار الكثير من عروض التكوين في اختصاص بائع صيدلي، غالبيتها لا تزيد مدة التكوين فيها عن أسبوع، وبمبلغ لا يقل عن مليون سنتيم أو أكثر لليوم الواحد.
والأكثر غرابة أننا صادفنا إعلانا عبر منصة “الفايس بوك”، تعرض فيه مدرسة تكوين متواجدة غرب العاصمة، تكوينا في اختصاص مساعد وبائع لثلاثة أيام، ينتهي بالحصول على شهادة معتمدة من الدولة!
وعن الدروس التي تقدّمها مثل هذه المدارس التكوينية، التعرف على عائلات الأدوية والأسماء التجارية للأدوية، قراءة الوصفات الطبية، تطبيق بطاقة “الشفاء”.
كما يتعلم المقبلون على التكوين كيفية وضع الحقن، التعرف على الزمر الدموية، إسعافات أولية وقياس الضغط الدموي والسكري.
والإشكال في الموضوع، أن غالبية المرضى وعندما يقصدون الصيدلية لا يكتفون بشراء الأدوية فقط، بل يبحثون دوما عن نصائح وإرشادات تخص مرضهم والأدوية التي سيستعملونها، وهو ما يجعل من البائع البعيد عن مجال الصيدلة، غير مؤهل للإجابة على أسئلة طبية مهمة.

مشروع من وزارة الصحة لتكوين مساعدي الصيادلة
وفي هذا الشأن، وصف نائب رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، مراد شابونية، في اتصال مع “الشروق”، تكوينات بائع أو مساعد صيدلي والتي لا تتعدّى مدتها أسبوعا أو حتى شهرا، بأنها “عمليات احتيال على شباب باحثين عن فرص عمل”.
وأرجع سبب انتشار مثل هذه العروض التكوينية، إلى غياب مدارس متخصصة في تكوين مساعدي الصيادلة، عكس ما هو موجود في مجال شبه الطبي، بحيث توجد مدرسة لتكوين وتخريج الممرضين.
وقال شابونية: “غالبية البائعين في الصيدليات هم من خريجي الجامعات في اختصاصات البيولوجيا، ومع ذلك، نحن نطالب بمدارس لتكوينهم أكثر في الاختصاص”.

تكوينات جامعية في الصيدلة للطلبة الراغبين فيها
وكشف محدثنا، عن وجود مشروع لتكوين البائعين الصيادلة عن طريق وزارة الصحة، والجديد أيضا هو توظيف صيادلة مساعدين مستقبلا عبر الصيدليات، مع وجود نصوص قانونية هي قيد الإثراء، متعلقة بمنصب الصيدلي المساعد، الذي يجب أن يكون متخرجا من اختصاص الصيدلة.
وتحدّث شابونية، عن وجود تكوين جديد بالجامعة في اختصاص صيدلي، ويتعلق الأمر بكل طالب جامعي في أي اختصاص، يريد دخول مجال الصيدلة في منصب مساعد صيدلي، إذ بإمكانه التسجيل في تكوينات بهذا الاختصاص تقدّمها الجامعة. ومثل هذه الإجراءات وغيرها ستساهم، بحسب المتحدث، في “رفع مستوى مهنة الصيدلي في الجزائر، وإعطائها قيمتها الحقيقية في المجتمع، خاصة وأنها مهنة نبيلة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!