الجزائر… وُجهة الإيطاليّين

تحل رئيسة مجلس الوزراء الايطالي، جورجيا ميلوني هذا الأحد في زيارة عمل وصداقة تستمر يومين، في أول تنقل لمسؤولة قصر “كيجي” إلى الخارج، ما يعكس مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين وأيضا مكانة الجزائر لدى روما.

وتعتبر زيارة جورجيا ميلوني إلى الجزائر الثالثة من نوعها لمسؤول بهذا المستوى أي رئيس مجلس الوزراء، في أقل من عام، بعد تلك التي أجراها رئيسه السابق، ماريو دراغي في مناسبتين، الأولى في 11 أفريل 2022، والثانية في 18 جويلية 2022، بمناسبة انعقاد القمة الثنائية رفيعة المستوى الرابعة بين البلدين.

وحسب بيانات لوزارة الخارجية الايطالية، فإن المبادلات التجارية بين البلدين، فاقت مستوى 10 ملايير يورو في العام الماضي، منها أكثر من 8 ملايير يورو واردات ايطالية معظمها عبارة عن غاز طبيعي.

في هذا السياق، أفاد سفير الجزائر بإيطاليا عبد الكريم طواهرية في حوار مع صحيفة “إل ميساجيرو”، السبت، أن الجزائر وروما مقتنعتان أن العلاقات الثنائية في ظل هذه الحكومة الجديدة يمكنها التقدم خطوات أخرى إلى الأمام، مشيرا إلى أن هذه الزيارة كانت ثمرة اللقاء الذي جرى بين الرئيس تبون وميلوني في شرم الشيخ المصرية، في إشارة لقمة المناخ، خصوصا أن هذه الزيارة هي الأولى لميلوني إلى شمال إفريقيا.

19 مارس موعد الكشف عن طرازات سيارات فيات المصنعة بوهران

وتحدث السفير طواهرية عن الملفات التي سيتم التباحث بشأنها خلال زيارة ميلوني إلى الجزائر، وعلى رأسها الطاقة، لكن سيتم التطرق أيضا لقطاع السيارات والفلاحة والصناعات البحرية والمؤسسات الناشئة، إضافة للسياحة والصناعات الثقيلة، التي سيتم الحديث بشأنها خلال منتدى الأعمال الجزائري الايطالي المنتظر الأربعاء 25 جانفي بمدينة نابولي.

وكشف السفير طواهرية أنه سيتم الكشف في 19 مارس المقبل عن طرازات سيارات علامة فيات الايطالية التي ستخرج من مصنع وهران وسيتم تسويقها قبل نهاية العام الجاري، يضاف لها استثمار مجمع “أدلر” لقطاع غيار السيارات.

سفير الجزائر بروما: ايطاليا ستتحول إلى مركز أوربي للغاز الجزائري

وعن التعاون بين سوناطراك وإيني، أوضح الدبلوماسي الجزائري أن الشركتين تعملان على عدة مشاريع مستقبلية، على غرار بحث واستكشاف النفط والغاز بالجنوب الجزائري، لكن الجزائر تريد أن تصبح إيطاليا مركزا أوربيا لتسويق الغاز الجزائري ومنها إلى دول أوربية أخرى، مستبعدا أن تتأثر أسعار الغاز وفق العقود الموقعة بين إيني سوناطراك، بآثار التهاب هذه المادة في السوق الدولية، مشيرا إلى أن الاتفاقيات الموقعة هي ركيزة التعاون بين البلدين.

وفي رد على سؤال بشأن موقف حكومة ميلوني من روسيا التي تعتبرها منافسا، بينما موسكو هي حليف للجزائر التي قدمت طلبا للانضمام إلى مجموعة “بريكس”، وإمكانية أن يشكل ذلك عائقا، شدد طواهرية أن الجزائر لها علاقات ممتازة مع جميع دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وهي حسبه اختارت ايطاليا لتكون شريكها الطاقوي الأول ولذلك لا يوجد أي تناقض.

وبشأن الهجرة، أكد طواهرية على أن الجزائر عازمة على فرض رقابة أكثر على حدودها ووقف تدفق المهاجرين على جنوب ايطاليا، مشيرا إلى الاتفاق الموقع مع وزارة الداخلية الايطالية للتعاون بين شرطتي البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والاتجار غير المشروع بالمهاجرين، مشددا على أنه يجب أن يكون هناك تضامن أوربي في مجال الهجرة، ويجب أن تمنح الآمال للشباب الإفريقي في أوطانهم وليس في عرض البحر.

وعن ليبيا، جدد السفير الجزائري بروما موقف الجزائر الذي هو على نفس الخط مع ايطاليا، والذي أساسه أن الحل الوحيد هو انتخابات حرة وديمقراطية يقرر فيها الشعب الليبي، موضحا أن الجزائر يمكن أن تساعد إيطاليا في أن تكون لها مكانة أكبر في القارة الإفريقية، في إطار ما يعرف في إيطاليا بخطة “ماتاي”.

واعتبر طواهرية انه عكس فرنسا، فإن ايطاليا تحظى بالقبول لدى حكومات دول إفريقيا جنوب الصحراء، وهي تلعب دورا أساسيا في المنطقة، وعبر روما يمكن أن تمر نقطة التحول في العلاقات بين إفريقيا وأوروبا.

وبخصوص سؤال حول طلب الجزائر اقتناء 7 حوامات لدى شركة “ليوناردو” الايطالية، أكد طواهرية أن الجزائر تسعد جدا بهذا المشروع، والذي سيمضي قدما بسرعة بعد انقطاع عامين بسبب الجائحة، موضحا أن هناك اهتماما كبيرا للتعاون بين شركة “فين كانتييري” (للصناعات البحرية)، وقاعدة المرسى الكبير، لتنفيذ مشروع لبناء أطول بواخر للصيد لمساعدة الجزائر على صيد كميات كبيرة من سمك التونة الموجودة في بحارها.