-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رمضان والعيد والمدرسة..

ثلاثي يضع ميزانية الجزائريين في الميزان!

الشروق أونلاين
  • 15557
  • 3
ثلاثي يضع ميزانية الجزائريين في الميزان!

تعيش الأسر الجزائرية حالة من الأرق، نتيجة الضغط الذي تتعرض له الميزانية التي من المفروض أن توزع على ثلاث “جبهات”: ميزانية شهر رمضان الفضيل الذي بات يستضاف في فصل الصيف، وميزانية العطلة الصيفية، وميزانية الدخول المدرسي، لذا عليها أن تتكيف وتحاول تدبير وتسيير ميزانيتها حسب الإكراهات الأولى الثلاثة، والتي تشتعل المصاريف فيها مع حرارة الصيف. فهل ستتمكن الأسر الجزائرية من الاستغناء عن ميزانية مناسبة على حساب الأخرى؟

في كل سنة تستقبل الأسر مختلف المناسبات متفرقة عن بعضها البعض، ليتسنى لها تدبير ميزانية كل مناسبة على حدة، لكن في السنوات الأخيرة، أصبحت هذه الأسر تعيش تحت وطأة ثلاث مناسبات متوالية، وتبقى هذه السنة ذات طابع خاص ومغاير لسابقاتها، حيث توالت أهم المناسبات في فترات ملتصقة فيما بينها، ألا وهي: حلول شهر رمضان الفضيل، الذي يعرف بشهر الاستهلاك المتزايد، ما يجعل الأسر الجزائرية تصرف أضعاف ما كانت تصرفه في الأيام العادية، إضافة إلى العطلة الصيفية، التي من المفروض أن تشكل فترة لاسترجاع الأنفاس بعد عطاء وتعب طيلة السنة، لكنها تتطلب الشيء الكثير لسد مختلف نفقاتها. ويأتي الدخول المدرسي في ذيل هذه الإكراهات ليحسم الأمر لصالحه، والمعروف أن الدخول المدرسي يحتاج إلى الكثير من المال لتغطية حاجيات الأبناء، من خلال شراء مختلف اللوازم المدرسية، ما يجعل العائلات في حيرة من أمرها لإيجاد الصيغة الناجعة للخروج من هذه المعادلة الصعبة.

الإجازة الصيفية أو الدخول المدرسي

لم تكد العائلات الجزائرية تسترجع أنفاسها من ضيق مصاريف شهر كامل من الصيام والموائد المتنوعة وحلويات العيد والملابس حتى وجدت نفسها أمام أعباء جديدة، يتقدمها ترتيبا “العطلة الصيفية”، وهي الإجازة السنوية التي تأتي كمتنفس بعد عام من العمل والكد، لكن وقوعها بين الشهر الفضيل والدخول المدرسي دفع بالكثير من العائلات إلى التضحية بالعطلة الصيفية، التي شكلت عبءا ماديا إضافيا على جيوب العائلات الجزائرية، خاصة بالنسبة للذين يفضلون الاستجمام خارج الديار والتي ستكلفهم ميزانية معتبرة، ولأن مصاريف الشهر الكريم، لم تكن هينة، ثم ما لبث التحضير لعيد الفطر لتتهاوى الميزانية شيئا فشيئا ويتبخر مشروع العطلة الصيفية.

من المعروف عن العائلات الجزائرية عند قدوم فصل الصيف أنها تهيئ نفسها لاستغلال عطلها وتمضيتها في الشواطئ، هذا شيء عادي بالنسبة لها في الأعوام السابقة، فهي تضع ميزانية خاصة للاستمتاع بفصل الصيف، لكن هذه السنة أصبحت المناسبات المتراكمة تشكل ضغطا على ميزانيات العائلات  حتى ولو كانت مرتاحة ماديا مما أدى بالكثير منها للتخلي عن العطلة الصيفية نهائيا والتضحية بها مقابل الدخول المدرسي.

كنا نتمنى أن نذهب بالأولاد إلى ولاية “جيجل” ككل سنة، لكن يبدو أن كل المصاريف التي التهمها الشهر الفضيل وعيد الفطر المبارك حالت دون أن نتمتع بعطلة صيفية مريحة، كما تعودنا في الأعوام الفائتة. وهو الحال بالنسبة للسيدة “سكينة” التي ترى أن حلول شهر رمضان أولا استنزف ميزانية الأسرة ما جعل التفكير في قضاء عطلة صيفية خارج البلاد أمرا مستحيلا قائلة: “لا يخفى على أحد حجم المصاريف في شهر رمضان؟ لذا نحن في البيت لا نجرؤ على المطالبة بعطلة صيفية خارج البلاد. ربما سنأمل في أيام للاستجمام في أحد الشواطئ المحلية وانتهى الأمر”.. في حين تذهب السيدة “حورية” للقول أن الذي عنده أبناء لا يستطيع أن ينجح في التخطيط الجيد للمصاريف، أو أن يتخلى على أحد الأشياء، فمثلا هي لا تستطيع أن تتخلى عن عطلتها الصيفية، لأنها وعدت أبناءها إذا تحصلوا على نتائج جيدة أن تأخذهم إلى “الكومبينغ” أو رحلة.

  من جهتها تقول السيدة “مريم” تعاقب المناسبات استنزف ميزانية الأسرة، فأصبحنا اليوم نجري الكثير من الحسابات حتى لا نقع في العوز والاحتياج، وعمدنا إلى ترتيب الاحتياجات والتركيز على الأساسيات والتضحية بالكماليات.. والعطلة الصيفية بين شهر رمضان والدخول المدرسي هي شيء كمالي يمكن الاستغناء عنه.

أما “كمال” موظف بالبريد، يجد أن الأسرة مجبرة على تدبير أوضاعها وسد احتياجات مناسباتها بطريقة معقولة، لأن الميزانية الإجمالية لتغطية نفقة هذه المناسبات تفوق بكثير أجرة الموظف العادي، مما يخلق فجوة كبيرة بين المصاريف والمداخيل، وهذا ما يزيد من معاناة غالبية الأسر التي ضاقت بها الحياة، وأصبح الفقر يطرق أبوابها نتيجة الارتفاع المطرد لأسعار المواد الأساسية. ولذلك لا تستغرب حالة الاستياء السائدة بين المواطنين تجاه هذا الوضع.

بدوره “دحمان” موظف أكد أنه يجد دائما حلا حتى لا يخيب أحلام أطفاله الذين ينتظرون العطلة الصيفية في كل سنة، خاصة وأنهم يجارون أقرانهم في كل شيء وحتى لا يحسوا بالفرق يجب أن تضع الأسرة هذا في الحسبان بأن تتقشف على طول السنة حتى توفر بعض المال لعطلة صيفية مهما كان الثمن!

أما “غنية” استسلمت للوضع المعاش وقالت: أصبح من الصعب التفكير في الكماليات لأسرتنا، فمطالب المائدة والحقيبة المدرسية، إضافة إلى فاتورات الماء والكهرباء أنهكت قوانا وأصبحت العطلة الصيفية مطلبا بعيد المنال.

الأولوية للحقيبة المدرسية

تعاقب المناسبات أثر كثيرا على ميزانية الأولياء وجعلهم يشرعون في التحضيرات مبكرا للدخول المدرسي، نتيجة احتراسهم من الارتفاع المفاجئ للأسعار الذي أصبح ميزة هذه المناسبات، وهو ما عبرت عنه السيدة “لطيفة” بقولها: ما أن يقترب الدخول المدرسي حتى تشتعل الأسعار وتتضاعف، ولأن ذلك أصبح عادة لدى تجارنا، أفضل أن أقتني المستلزمات الدراسية ولباس الأطفال من الآن، فالأولوية الآن للحقيبة المدرسية.

وهو حال “نجاة” التي أوضحت أن حجم المصاريف كان كبيرا مؤخرا، ولأن الدخول المدرسي على الأبواب من وجهة نظرها أن الأولى التفكير في مصاريف التمدرس والدخول الاجتماعي القادم. ولا تخالفها “سعاد” الرأي بقولها: مصاريف التمدرس في السنوات الأخيرة أصبحت مكلفة جدا، من أدوات مدرسية وملابس ومصاريف التمدرس ناهيك عن الدروس الخصوصية التي أصبحت تنطلق قبل الدراسة الرسمية، كل هذا دفعنا لإلغاء العطلة الصيفية والتفكير في مصاريف المدرسة. من جهته أكد “محفوظ” أب لـ4 أطفال يتوزعون بين المستوى المتوسط والثانوي أنه يفضل أن يتجهز مبكرا للدخول المدرسي على الذهاب في عطلة صيفية تفرغ الجيوب: الأولوية لدراسة الأطفال. أما السيدة “نوال” التي يبدو أنها حسمت أمر العطلة الصيفية بقولها: مصاريف الدخول المدرسي لأبنائي أولى من العطلة الصيفية، فبعد الشهر الفضيل والعيد السعيد كان علينا أن نختار، ولقد اخترنا أن نوفر بعض المال للدخول المدرسي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • ابو تراب

    اي مزانية ياخي اذا تتحدث عن الموظفين اخرهم يمتلك فيلا وسيارة وسيارات الم تراء الشوارع فى الجزائر اصبحت السيارات اكثر من الشعب والبيوت الغلقة و الشقق المغلقة اكثر من عدد سكنات باريس
    المظلمين الحققين هم الذين بدون عمل واليتامى والمعاقين
    اما الموظف و اي موظف فانه يعيش معيشة الوزير لكن اذا قلنا حقيقة ما هي فائدة الذهاب للبحر اصلا اذا كنت فقيرلا
    الفقير لا يتحدث بل يقول حسبنا الله ونعم الوكيل

  • ث/shakira

    0---I
    ان القدرة الشرائية للشعب الجزائري اختلطت اوراقها في السوق السوداء و الخوصصة لانها توضع بطريقة عشوائية من دون مراقبة ما ادى الى خروج المرءة للعمل حتى توفق الميزانية الشرائية للعائلة و مطالبة برفع الاجور لان الغلاء و الخواص اكل جميع الاوراق فالواجب وضع الاسعار تحت المراقبة و اخضاعهم للضرائب لان الموازين قد بدءت تنقلب في الجزائر و لن يكفي اسكات جميع هته الافواه التي ستتحول جميعها الى البيع و السرقة 0---=

  • yacine

    C COMME CI LE TRIANGLE DE LA MORT AU SUD DES ETATS USNIS , EN ALGERIE LE RAMADAN , LAID ET LA RENTREE SOCIAL