حان الوقت .. لنفكر بصفة مختلفة!
خلال أيام.. ستنتهي السنة الجديدة، وسنبدأ عاما جديدا بديكور قديم، وخطابات سياسية ورؤية أقدم من ذلك، فالأحزاب السياسية إما منكمشة أو متقوقعة على نفسها، أو ما زالت تبكي على الأطلال، فحتى بعضها من الأحزاب في حالة فرار عن الواقع، وبدأ على شكله وزارة المستقبل والاستشراف، يوهم نفسه أنه معادلة صعبة، ومتجذر في الواقع والمجتمع الجزائري، أحيانا بخطابات ديماغوجية للاستهلاك المحلي، أو لامتصاص الغضب، والآخر قفز على سنة 2012، وذهب بعيدا لسنة 2014، لعل سنة الانتخابات الرئاسية، أو الرقم يشفع له لتدارك التصحيحات والانشقاقات الغارق فيها.. والكل يخرف، ويحسب ويتوقع.. جعل الشعب أو المجتمع أو الفرد في خبر كان، منصوبا أو مرفوعاعلى المجهول؟!!
-
فالجزائر.. وخلال ما لمسناه سنة 2010، ما زالنا بعيدين كل البعد عن حياة ديمقراطية صحية، وثقافة تجدر لهذا السلوك، فالواجهة هي، والخطاب هو بل في حالة تراجع مقارنة بسنة 1988، والديكور يتلاشى مع مرور الزمن، ولكن سنّة الحياة أثبتت أن دوام الحال من المحال، والحمد لله أن ”أكفان” الموتى ليس لها جيوب!! في ظل تنامي الرزق غير المشروع عبر الفساد، والرشوة، وثقافة الشكارة!!
-
ألم نتساءل لماذا الهجرة غير الشرعية، أي الحراڤة، في تزايد مستمر؟! وفي المقابل نعاقب بؤس هؤلاء الأفراد بإجراءات قانونية قمعية بدلا من إعطاء إجابات صحيحة من خلال محاربة البطالة، والحڤرة، والزلط والتفرعين للعديد من المسؤولين.. فالحقوق الاجتماعية (الصحة، السكن، التعليم اللائق..) كلها هشة.. في جزائر متغيرة، إلى جانب ذلك، توجه ملفات أخرى خاصة بحقوق الإنسان، أو التي قد تؤثر سلبا على رقيها وتعزيزها بإجابات خاطئة، فمستوى “الفساد” و”الرشوة” بلغ مستويات جد مقلقة، رغم وجود هياكل وتشريع قمعي، إلا أن البعض أراد “تنويمية” إما باللامبالاة، أو جعل تلك القوانين على المزاج، مرتبطة بمساره، ومسار حاشيته، فحتى العديد من الوظائف تم “تأميمها” أو أصبحت “ملكية خاصة” لا تخرج عن دائرة معينة!! كما لا ننسى انه يوجد منسيون في مجال المعالجة الشاملة لحقوق الإنسان، وكل سنة نتمنى أن تكون هي الأحسن من قبلها في التكفل بمشاكلهم، وهم “مبعدو الصحراء” فمنذ سنة 2006، أي منذ ميثاق الصلح والمصالحة، نتمنى ..!!نرجو ..!!لهؤلاء الذين تم إبعادهم بإجراءات إدارية، بعيدا عن سياسة القانون والقضاء لمجرد الاشتباه فيهم، تم تصريحهم بدون تعويض مادي أو معنوي.. بل البعض إلى يومنا لم يلتحق بمنصب عمله، نتمنى أن تتم المعالجة الجذرية لملفاتهم سنة 2011 والمقدر عددهم في حدود 18000 ألف مبعد، ولكن لا الأحزاب السياسية، ولا المجتمع المدني، ولا الرسميون يجعلون هذا الانشغال من أولوياتهم ومذكرة نشاطهم خلال السنوات المتعاقبة!!.. فحال دار لقمان على ما هي عليه، كل سنة.. نسمع خطابات، تصريحات إما منافية للواقع، أو لا تنسجم مع الأفعال، أو حبيسة أدراج البيروقراطية، والتعامل الإداري، بعيدا عن النوايا “السياسية” فكل وزارة سنويا مثلا.. تتكلم عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن هؤلاء ما زالوا يعانون الأمرين، أمر التشريعات المتخلفة، وأمر الواقع المزري من هندسة المباني غير المنسجمة مع إعاقتهم، والنقل العمومي الذي يخالف طموحاتهم، ويجعلهم درجة ثانية، أو ثالثة.. ثم يعتزلون الاحتفال باليوم العالمي للمعوقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة، بخرجات فلكلورية مبرمجة للتلفزيون، والاستهلاك المحلي أكثر ما هي موجهة لهذه الشريحة، التي هي “أصلا” مغيبة لدى العديد، “فالاحتياجات الخاصة” لهذه الشريحة مهضومة، رغم وجود أزيد أو ما يقارب من مليوني جزائري ينتمون لهذه الفئة، إما بسبب الإرهاب أي الإرهاب المسلح أو إرهاب الطر وقات، كما انه في المقابل من العيب، في عصر العولمة، والتكنولوجيا، أن نتكلم عن نذرة الحليب، واللحوم الحمراء، ونخصص لها لجانا، ومجالس وزارية ..!
-
فالعالم ينتهي، والسنة مقبلة بعد ساعات، فنتمناها أن تكون بخير وعافية على الجزائر والجزائريين.. كما نتمناها أن تكون سنة حصاد، وإنجازات، فتمنى أن تكون سنة 2011 سنة المترو والترامواي، سنة العفو العام ورفع حالة الحصار.. سنة المصالحة مع الذات والشعب، والتاريخ ومقومات الأمة.. سنة الجزائر عاصمة الثقافة الإسلامية كما وكيفا.. وليس زردة أو تزويرا..
-
هذه الأمنيات.. ليست بمعجزات، بقدر ما هي سهلة التحقيق إذا ما اقترنت النية مع الإرادة، وكم يوجد أناس ذوي نوايا حسنة في الجزائر 2011، إلا أن الجنة ليست محفوفة بالنوايا، بقدر ما هي محفوفة بالمخاطر والمطبات، وتحتاج لإرادة صادقة، وعزم ..!
-
هذه الأمنيات.. والكلمات، قد يشاطرني فيها البعض منكم وقد يختلف معي الكثير، ولكن من حقي أن احلم وأتمنى.. فالحياة مبنية على الأمل فلنترجم آمالنا.. أمنياتنا.. لبرنامج عمل وواقع معاش.. فكل عمل ضخم قد يبدأ بحلم وأمنية.. ثم يتحقق بالصدق والمثابرة والعزيمة.. ورحم الله المتوكلين.