-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تلتقي بقصيّ الصغير الذي يؤم الناس في التراويح بتبسة

“حلمي أن أصبح طبيبا جراحا وإماما لمسجد الجزائر الكبير”

بلقاسم دريد
  • 936
  • 0
“حلمي أن أصبح طبيبا جراحا وإماما لمسجد الجزائر الكبير”
ح.م

تحوّل مسجد أنس بن مالك بمدينة تبسة، إلى حديث العام والخاص، وأصبح قبلة لمئات المصلين القادمين من كل مكان، خلال صلاة التراويح، ليس لكبر مساحته، أو شكله المعماري المتميّز، ولكن لأجل الاستمتاع والصلاة وراء الصوت الملائكي، صاحب الحنجرة الذهبية، ابن الـ 13 ربيعا، التلميذ، أمير قصيّ بدري، المتمدرس بالسنة الثانية متوسط، المحتل المرتبة الأولى على الدوام في دراسته بمعدل يتراوح ما بين 18 و19 من 20.
البرعم قصيّ تحول إلى ظاهرة علمية تسرّ الناظرين والسامعين، برز بمدينة تبسة، وذاع صيته رغم صغر سنه، بصوته المتميز، بقراءة ورش عن نافع، وبالأحكام القرآنية، وفق علم التلاوة، والتجويد، التي تلقاها من مشايخه بأشهر مدرسة قرآنية بولاية تبسة، وهي مدرسة أنس بن مالك.
قصيّ تحدث لـ”الشروق”، بلغة الواثق من نفسه، المتمكن من العلوم التي ينهلها، عن مسيرته التعليمية والقرآنية، حيث أكد بداية على ضرورة تفوقه الدراسي منذ دخوله عالم الدراسة، بحيث كان معدله يقارب العشرة في الابتدائي، وكان متفوقا في كل المواد، وقد بدأت علاقته بالقرآن الكريم بتوجيه من والديه منذ أن بلغ سن الثالثة، وكما قال لـ”الشروق اليومي”: “حفظت جزء عم بالمنزل، ليتم تسجيلي بعدها بالمدرسة القرآنية، حيث كانت فرحتي كبيرة وأنا أرتدي جبة بيضاء، مثل المشايخ الكبار، وقد زاد شغفي بالقرآن لما أحسست بالاهتمام من طرف الأستاذة ثرية، والشيخ خليفة مناصرية، وكان لوالديّ دور كبير، في تعلقي بالمدرسة، من خلال المتابعة والمراقبة..
ويكمل البرعم قصيّ بكثير من البراءة سرد قصته مع كتاب الله: “في السنة الماضية، وخلال رمضان 2023، فاجأني الشيخ الزين قريب، وأدخلني خلال العشر الأواخر من رمضان إلى المحراب لنصلي بالناس بعض الركعات، فكان شعوري لا يوصف وإحساسا لا مثيل له، خاصة لما أحسست بارتياح المصلين لقراءتي، وشكرهم لي، وأكثر من ذلك، لما عدت إلى المنزل استقبلتني الوالدة- حفظها الله- بالعناق والقبلات ودموع الفرح، وكان والدي فرحا بإمامتي للناس وكان يكبّر ويهلل، وهنا أحسست بأن الدنيا تغيّرت بالنسبة إلي، لأنني أحمل شيئا عظيما وأختلف عن الأطفال الآخرين، الذين لا يحفظون القرآن العظيم وكلام الله”.
ويتوقف قصي قليلا ثم يواصل: “دور الشيخ كريم بوعكاز، لا يجب نسيانه، فقد ساعدني كثيرا سواء في التوجيه أو المراجعة، وهكذا حتى دخل شهر رمضان 2024 حيث ذكّرني شيوخي الأفاضل بضرورة المراجعة والمذاكرة، حتى نتمكن من إمامة المصلين خلال صلاة التراويح، ففي البداية تخوفت نوعا ما لأن الوقوف بالصفوف أصعب من الضرب بالسيوف، لكن ما إن أقرأ الفاتحة حتى يطمئن قلبي، وما إن أقرأ أول آية حتى أطوف حول الأرض وتغشاني راحة وطمأنينة، فالحمد لله الذي اصطفاني لهذا، وعليه، فإني أرجو من المولى- عز وجل- أن يجازي والديّ وشيوخي الأفاضل، وأساتذتي الكرام، وكل من كان له الفضل عليّ في حفظ كتاب الله وأن أعيش حياة السعداء بين أهل المسجد وعمّار بيت الله”.
وعن أحلامه ومشاريعه، قال ابن تبسة: “أن أكون إماما بأحد المساجد، مُدرّسا لكتاب الله، وهذا موازاة مع أمنيتي في أن أكون طبيبا جراحا، يراعي الله في مهنته، خادما لأبناء وطني، ولوطني الجزائر، وأتمنى أن يسهل لي الله التوجه الى المسجد الحرام، رفقة والدي حتى تتيسر لنا سبل الحياة والعيش السعيد”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!