-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المدرب والحارس الدولي السابق لمين بوغرارة لـ"الشروق":

حمّلوني ظلما مسؤولية ثلاثية مصر وطلبت مسبقا إعفائي من المباراة

صالح سعودي
  • 4015
  • 0
حمّلوني ظلما مسؤولية ثلاثية مصر وطلبت مسبقا إعفائي من المباراة
الأرشيف
لمين بوغرارة

يشرح الحارس الدولي السابق لمين بوغرارة أسباب انسحابه من العارضة الفنية لدفاع تاجنانت قبل جولات قليلة من نهاية الموسم، ويقيم حصيلته مع هذا الفريق على مدار 4 مواسم، كما يسرد بوغرارة ابرز محطاته الكروية كحارس مرمى بألوان جمعية عين امليلة وشبيبة القبائل والمنتخب الوطني، وكذا أبرز محطاته مع التدريب وأبرز ذكرياته بإيجابياتها وسلبياتها مع شؤون الكرة والمستطيل الأخضر في هذا الحوار.

 كيف أحوالك منذ استقالتك من دفاع تاجنانت؟

أنا متتبع لأمور الكرة الوطنية أو العالمية، حيث أن وقت الراحة خصصته لأفراد العائلة بغية التقرب منهم أكثر، ومنح حيز من الوقت للمطالعة.

 ما هي أسباب رحيلك الاضطراري من دفاع تاجنانت؟

بعد أن درسنا الوضع لم نجد خللا من الناحية التقنية، لأن دفاع تاجنانت يقدم كرة جميلة، ويخلق فرصا كثيرة للتسجيل، ما جعلني أطلب من رئيس دفاع تاجنانت تغيير العارضة الفنية أملا في منح وثبة نفسية لتحسين وضعية الفريق في البطولة.

 هل أنت مرتاح لقرار المغادرة؟

أكيد، لأنني تركت الفريق في المرتبة الـ11، لأنه حسابيا أمامه فرص كثيرة للتدارك وضمان البقاء لو يفوز بالمباريات التي تلعب في تاجنانت.

 البعض أرجع سبب استقالتك إلى مشاكل مع اللاعبين، ما قولك؟

علاقتي جيدة مع اللاعبين، بل تفاجأوا لقرار استقالتي، لم يسبق وأن حدثت لي مشاكل مع اللاعبين، ممكن بعد النتائج السلبية يكون هناك جو حزين، ما يجعل البعض يعتقد بأن هناك مشاكل.

 ما هي أسباب رفضك عرض شباب باتنة؟

لم أكن جاهزا من الناحية الفكرية لتقديم أشياء أخرى، خاصة وأن “الكاب” كان في حاجة ماسة إلى نتائج مستعجلة، وهو الأمر الذي جعلني اعتذر لرئيس النادي فريد نزار.

 ما سر بقائك في دفاع تاجنانت طيلة 4 مواسم؟

هدفي من المسيرة الطويلة نسبيا مع دفاع تاجنانت هو تكريس سياسة استقرار المدربين في الجزائر، في كل مرة أتلقى عروضا كثيرة ومهمة، لكن كنت أمنح الأولوية لدفاع تاجنانت بغرض تكريس الاستقرار والاستمرارية.

 كيف تقيم مسيرتك مع دفاع تاجنانت على مدار 4 مواسم؟

كانت ايجابية على جميع الأصعدة، في الموسم الأول لم أكن مقتنعا بالعمل في قسم الهواة، لكن الإدارة وفرت كل شيء، واللاعبون كانوا في وضعية مريحة، ما جعلنا نحقق أول صعود إلى الرابطة المحترفة الثانية، وهو انجاز تاريخي في مسيرة النادي، وقد واصلت إستراتيجية العمل مع رئيس الفريق الذي وفر كل الأمور وظروف العمل التي طلبتها، وهو الأمر الذي سهّل مهمتي من الناحية التقنية والفنية، ما مكننا من تحقيق صعود ثان، لنرتقي إلى الرابطة المحترفة الأولى، وفي أول موسم في حظيرة الكبار حققنا مسيرة رائعة، قبل أن تضيع منا المرتبة الثالثة في آخر مباراة، ما حرمنا من فرصة تاريخية لتسجيل أول مشاركة افريقية في تاريخ النادي، وهذا الموسم أدينا مسارا ايجابيا، حيث قدمنا كرة جميلة ونتائج غير مخيبة، لكن الأخطاء التحكيمية الكثيرة أثرت فينا سلبا وحرمتنا من حوالي 12 نقطة كاملة.

 كيف تنظر إلى مستقبل دفاع تاجنانت مع بقية جولات الموسم؟

تغيير العارضة الفنية قد يفيد من الناحية النفسية، إيغيل مزيان مدرب محنك، لو يركز اللاعبون بشكل جيد فإنهم سيقدمون مباريات كبيرة، وخبرة إيغيل تسمح له بالتعامل الجيد في مثل المواضع.

ما شعورك وفريقك الأصلي جمعية عين امليلة يسير بخطى ثابتة نحو الصعود إلى المحترف الثاني؟

شيء جميل ما يقوم به فريق القلب والمدينة جمعية عين امليلة، خاصة أنه يتواجد في المرتبة الأولى، بفضل إدارة شابة، بقيادة الرئيس بن صيد شداد، وكذا الطاقم الفني بقيادة المدرب صحراوي، أعتقد بأن الخلطة الجيدة بين الإدارة والطاقم الفني واللاعبين مكنت الفريق من أداء مشوار مميز، دون أن ننسى الأجواء الخيالية التي يصنعها الأنصار في ملعب عين امليلة وخلال تنقلاتهم خارج القواعد.

لو نعد إلى مشوارك الكروي، كيف كانت مسيرتك مع جمعية عين امليلة؟

استفدت كثيرا من خبرة اللاعبين القدامى وبقية المدربين الذين أشرفوا علي، وكنت مسايرا لمشوار النادي الذي حقق الصعود إلى القسم الأول وحقق نتائج ايجابية في البطولة والكأس والمنافسة العربية، كما سجلت تواجدي في المنتخبات الوطنية من الأشبال وصولا إلى المنتخب العسكري والجامعي والمنتخب الوطني أكابر، لعبت في أكابر جمعية عين امليلة وعمري 18 سنة مع حراس كبار تعلمت منهم كثيرا مثل دمان وشاطر وبن دايرة.

 من هم ابرز المدربين الذين استفدت منهم في عين امليلة؟

هناك عدة مدريين لهم فضل كبير علي وعلى جيلي مثل أزروال عبد الحميد والروسي موكوف والبلغاري الكساندرو، إضافة إلى عبد الرزاق خياري ورشيد ملاح وغيرهم.

الكثير كان ينتقد الطريقة الدفاعية لجمعية عين امليلة في التسعينيات، ما قولك؟

كل فريق يلعب حسب إمكاناته البشرية لتحقيق أهدفه المسطرة، لو كانت جمعية عين امليلة تلعب بخطة دفاعية لما بقيت 18 سنة في القسم الأول، بدليل أن “لاصام” كانت صعبة المراس خارج الديار وبدفاع جيد وبروح قتالية، الفرق لما تجد صعوبة في اختراق دفاع عين امليلة تختلق الحجج والمبررات.

بماذا تفسر استقرار جمعية عين امليلة في الثمانينيات والتسعينيات تحت إشراف أزروال والرئيس زياد؟

عملنا لمدة طويلة مع رئيس الفريق علي زياد الذي عرف كيف يكرّس الاحتراف قبل دخول الاحتراف في الجزائر، حيث هيكل كالفريق، رواتب اللاعبين في الوقت ويتم تسلمها رفقة العلاوات من البنك، النقل، ولم يكن هناك إشكال من ناحية الإطعام والإيواء والنقل، ومن الناحية الفنية قدم المدرب الروحي أزروال إضافة نوعية، حيث عمل لمدة طويلة مع المدربين الروسي والبلغاري وكذا مع تبيب وغيرهم، وبعد ما تولى تدريب النادي بمفرده، حيث نجح في مهامه، خاصة انه ابن الفريق ويعرف محيطه جيدا، ناهيك عن مساره المميز كلاعب سابق للجمعية، كما أن اللاعبين كانوا لا يفكرون في المغادرة، ومنذ التخلي عن تلك التقاليد وجد الفريق صعوبات وتقهقر تدريجيا.

ما تعليقك على تضييعكم فرصة التتويج بالكأس عام 94؟

جيل التسعينيات كان قويا، وحقق مواسم رائعة في البطولة والكأس من 90 إلى 1995، تضييعنا للكأس كان بسبب خطأ تحكيمي، وبالضبط من حكم التماس الذي لم يرفع الراية خلال لقطة الهدف الذي سجلته شبيبة القبائل.

 لعبت دورا مهما في الوصول إلى نهائي 94 بفضل تصديك المتواصل لركلات الترجيح، كيف كان ذلك؟

هذا يعود إلى العمل الجاد الذي كنت أقوم به في التدريبات، وقد تأهلنا في عدة أدوار بفضل ركلات الترجيح، على غرار ما حدث في ملعب براكني بالبليدة أمام نادي اتحاد البرج من معسكر، وفي ربع النهائي أمام شبيبة تيارت بملعب 20 أوت حين تصديت لـ3 ركلات ترجيح، وفي نصف النهائي أمام مولودية وهران حين تصديت لركلتي تلمساني وسباح بن يعقوب اللتان مكنتنا من التأهل إلى النهائي أمام شبيبة القبائل.

 كيف تحولت إلى شبيبة القبائل؟

الموسم الرائع الذي ميّز وصول جمعية عين امليلة إلى نهائي 94 سمح بتنقل عدة لاعبين إلى اندية كبيرة، مثل خوني وبلغربي إلى اتحاد الجزائر، وأنا إلى شبيبة القبائل، حيث كنت في الخدمة الوطنية بالبليدة، وهو الأمر الذي سهل تنقلي إلى الشبيبة من أجل الألقاب والتألق في المنتخب الوطني، لأن بقائي في عين امليلة سيجعل المهمة صعبة في هذا الجانب.

كيف تقيم الإنجازات المحققة مع الشبيبة؟

لما تلعب مع شبيبة القبائل يجب أن تفكر في الألقاب، والحمد لله أننا أحرزنا 3 كؤوس افريقية متتالية في مرحلة صعبة مرت بها الجزائر خلال العشرية السوداء، كنا لا نمثل الشبيبة فقط، بل الجزائر، كما أن الشبيبة كانت مشكلة من لاعبين من جميع مناطق الوطن، كانت بمثابة المنتخب الوطني، الحضور في 5 جويلية كان منوعا بجماهير أنصار الفرق الجزائرية، وهو ما جعل تلك الكؤوس الإفريقية لها طابع جزائري خالص.

كيف فرضت نفسك مع الشبيبة؟

أول سؤال طرح علي من أحد الصحفيين “تنقلت إلى شبيبة القبائل، فهل أنت خائف؟”، فكان ردي “أنا في الجزائر، أنا هنا لتمثيل منطقة الشاوية في القبائل، مثلما ترك سرباح وعمارة وحمناد بصمتهم في شبيبة القبائل سيترك بوغرارة هو الآخر بصمته”. أنا فخور بالإنجازات المحققة، مثلما أنا فخور بعلاقتي الجيدة مع أسرة الشبيبة وجمهورها العريض الذي يستقبلني أحسن استقبال في الميدان وفي المدينة.

من هم المدربون الذين استفدت منهم في شبيبة القبائل؟

هناك الفرنسي جون إيف شاي، كان مدربا كفءا وإنسانيا، علاقته متميزة معي، يرى في بوغرارة الاحتراف، لأنني جاد وأقدس العمل ولا أتغيب عن الحصص التدريبية، في رمضان كان يصوم المدرب شاي شهرا كاملا رغم أنه غير مسلم، كان يقول للجميع أنا أصوم تضامنا مع اللاعبين، كما استفدت من المدرب كمال مواسة الذي فزنا معه بكأس إفريقيا، والمدرب القدير خالف محي الدين نلنا معه كأس إفريقيا أيضا، حيث اشرف بامتياز على اللقاء النهائي أمام نادي الاسماعيلي المصري بفضل بصمته التكتيكية التي مكنته من توقيف أقوى فريق في مصر في تلك الفترة.

كيف تقيّم تجربتك مع المنتخب الوطني؟

جيلنا عانى تذبذبا كبيرا، بسبب تغيير اللاعبين والمدربين، الظروف لم  تكن جيدة، حالة البلاد لم تكن مستقرة، الجزائر ضيعت جيلا ممتازا لو توفرت له الإمكانات، كان مرشحا للذهاب بعيدا، بدليل أننا في نهائيات كان 2000 تأهلنا إلى ربع النهائي، ولو اصطدامنا بالمنتخب الكاميروني القوي لذهبنا بعيدا، جيل دزيري وصايب وصايفي وتاسفاوت ضاع منه الكثير.. تواجدي في المنتخب الوطني دام عامين ونصفا، ولعبت حوالي 19 مباراة بين الوديات والرسميات، من ذلك التواجد في نهائيات “كان 2000”.

ماذا تقول عن الخسارة التي منيتم بها في مصر عام 2001؟

المقابلة جرت في أجواء استثنائية لحساب تصفيات كأس العالم، بسبب تعادلنا في عنابة أمام المنتخب السنغالي القوي بقيادة حاج ضيوف، تنقلنا إلى مصر لتحقيق نتيجة ايجابية. يوم قبل المباراة أحسست بآلام في العضلة المقربة، طلبت من المدرب أن يعفيني من المباراة، لكن الطاقم الفني وكذا رئيس الاتحادية عمر كزال طلبا مني المشاركة باعتباري الحارس الأول.

كيف كان رد فعلك؟

حبّي للجزائر جعلني أضحي، لكن الآلام عاودتني أثناء عملية التسخين.

هل ترى بأن الآلام والإصابة هي السبب في تلقيك ثلاثية كاملة؟

تلقيت 3 أهداف، وتلقى زميلي بلهاني هدفين، لكن هناك الكثير حاول تغليط الرأس العام، من خلال تحميلي مسؤولية الثلاثية.

كيف ذلك؟

ربما هناك من يريد أن يسيء إلي بطريقة أو بأخرى، بدليل أن التحاليل التقنية لمدرين كبار أكدوا بأن بوغرارة لا يتحمل مسؤولية جميع الأهداف التي تلقاها.

وماذا تقول عن الخطأ المرتكب في نهائي بطولة موسم 98-99 أمام مولودية الجزائر؟

أنقذت الشبيبة من عدة أهداف محققة، أما عن الهدف الذي تلقيته في اللحظات الأخيرة، فقد قلت للجميع “لو تتكرر تلك اللقطة ألف مرة لما ارتكبت ذلك الخطأ”، كرة القدم تخبئ مفاجآت، والدليل أن الكرة ذهبت جهة المهاجم ولم تذهب جهة المدافع، وفي الكل الحالات فإن المرتبة الثانية التي احتليناها في نهائي بطولة 98-99 هي التي منحت الشبيبة والجزائر 3 كؤوس افريقية.

ما هي أبرز الطرائف التي تحتفظ بها؟

أتذكر حين أوقفني رجال الأمن في الطريق، وفي غمرة الحديث الطريف المتبادل، قلت لهم “أنا من عائلة ثورية، جدي شهيد وآخر مجاهد، والدي شارك في حرب 67 وأنا لعبت مع المنتخب الوطني”.

وما هي أسوأ الذكريات، أكيد هي حادثة وفاة قاسمي، أليس كذلك؟

فعلا، فاللاعب قاسمي رحمه الله كان زميلي في الغرفة، هناك أجواء سبقت وفاته، ففي أسبوع المباراة أمام عنابة طلب من حناشي تسبيقا لمستحقاته بنية تسوية ديون سابقة، وكان ينوي أن يذهب بأمه إلى البقاع المقدسة لأداء العمرة، وفي العادة كنا نقوم بقيلولة بعد الحصص التدريبية الصباحية، وكنت أفضل أن استمع إلى القرآن في الغرفة وقبل يوم أو يومين عن المباراة كان يستمع إلى القرآن الكريم ويبكي بحرقة، وفي مباراتنا أمام عنابة حان الأجل، حيث سجل هدفا دون أن يراه رحمه الله، قاسمي كان لاعبا طموحا ومتخلقا ويسعى دائما إلى بعث الفرحة في نفس والدته.

ما تعليقك على تعيين زطشي رئيسا للاتحادية؟

بعد خيبة كأس إفريقيا في كل مرة، كان من الضروري إحداث تغيير على هرم الاتحادية، وهذا بصرف النظر عن جهود روراوة، وكذا الوصول إلى الدور الثاني في المونديال. لو يتم الاهتمام بالتكوين في جميع الأندية الجزائرية سنشكل بمرور الوقت بطولة قوية ومنتخبا قويا وكبيرا.

ما رأيك في تعيين ألكاراز مدربا للمنتخب الوطني؟

الكرة الاسبانية في أحسن أحوالها عالميا، وهو الأمر الذي يجعل مدربيها محل اهتمام الأندية العالمية، أعتقد بأن الاختيار صائب، لأن الكرة الاسبانية تعتمد على التقنيات والفرديات والسرعة، والكرة الجزائرية منسجمة مع هذه المعطيات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!