خارطة صحية لتجنب السمنة في رمضان

رغم أن الصوم صحة ومن المفترض أن يفقد الصائم خلاله بعض الوزن بحكم امتناعه عن الأكل والشرب لساعات طويلة من النهار، إلا أنه للأسف كثيرا ما تأتي النتائج عكسية مع الكثير من الصائمين الذين يكتسبون وزنا إضافيا خلاله، أو يصابون بالسمنة. والخلل هنا أكيد يكمن في أسلوب حياة هؤلاء ونمط تغذيتهم. والسبيل لتفادي البدانة في الشهر الفضيل والصيام صياما صحيا وفق خارطة صحية يرشدنا إليه الكوتش سمير بن عيسى.

السمنة تؤثر على قدراتك الجنسية

منذ عام 2020، صار العالم يحتفل باليوم العالمي للسمنة في الرابع من شهر مارس، بعدما كان يُحتفل به في 11 أكتوبر، ليتم خلال هذا اليوم التنبيه والتوعية من أضرار هذا الوباء القاتل. فالبدانة، كما يؤكد المختص في علم التغذية والرياضة، الكوتش سمير بن عيسى: “مرض خفي يضر بصحة الإنسان على عدة أصعدة. فنفسيا، يمكن أن تؤدي لانعدام الثقة بالنفس، تدني احترام الذات، عدم الرضا عن شكل الجسد، ناهيك عن الأضرار والأمراض العضوية كالسكري، الضغط، المفاصل، القلب، الكبد، الكوليسترول إلخ. هذا، دون التغاضي عما قد تسببه من تراجع للقدرات الجنسية عند الرجل والمرأة، وانخفاض في الرغبة الجنسية بسبب تأثير الدهون الزائدة على مستويات هرمون الذكورة “التستستيرون”، أو بسبب الأمراض الناجمة عن البدانة كالسكري، التي قد تسبب العجز الجنسي، أو بسبب الخجل من شكل الجسد وفقدان الثقة بجاذبيته”.

أصوم ووزني يزداد.. ما السرّ في ذلك؟

بعد انقضاء الاحتفاء باليوم العالمي للسمنة بأيام لهذا العام، يستقبل المسلمون شهر رمضان المعظم. ويشرعون في الصيام الذي من المفترض أن يكون علاجا إلهيا فعالا للبدانة وزيادة الوزن ومختلف الأمراض الناجمة عن ذلك. لكن للأسف العكس هو الذي يحدث مع الكثير من الصائمين الذين يزداد وزنهم خلال الشهر الفضيل. وذلك كما يوضح الممارس في تسيير الوزن الكوتش سمير بن عيسى: “بسبب الكثير من العادات الخاطئة، كالتغذية غير المتوازنة خلال رمضان. فالشخص الذي اعتاد مثلا على استهلاك 2500 سعرة حرارية في مدة 24 ساعة قبل الشهر الفضيل، قد يستهلك خلاله 3000 أو 4000 سعرة حرارية يوميا. وهذا بسبب النهم والشراهة في الأكل وبسبب طبيعة الأطباق الرمضانية الغنية بالدسم والسكريات، كالقلب اللوز والزلابية والقطايف وغيرها، قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، النوم مباشرة بعد الأكل إلخ”.

تفادى البدانة بالأكل الواعي

حذّر الاتحاد العالمي للسمنة في تقرير له من أن أكثر من نصف سكان العالم (51 بالمئة) سيعانون من السمنة المفرطة بحلول عام 2035. ولكي لا نكون من هؤلاء ونتفادى اكتساب الوزن في رمضان، ينصح الإطار بوزارة الصحة والرياضة الكوتش سمير بن عيسى بما يلي:

-مراقبة كمية السعرات الحرارية التي تتناولها في رمضان. فقم مثلا بتحضير حصص صغيرة من كل أكلة للاستمتاع بتناول كل نوع لكن باعتدال.

-عدم الإكثار من تناول الحلويات أو الدهون والمواد الدسمة.

-الأكل بوعي. وهذا بالانتباه إلى كيف وأين تتناول إفطارك. بتجنب المشتتات كالتلفزيون أو الهاتف. والاستمتاع بما تتناوله وإدراك نوعية وكمية ما تتناوله.

-الأكل ببطء. فهذه التقنية تمنح الدماغ الوقت الكافي للتعرف إلى إشارات الشعور بالشبع.

-شرب الماء بكمية كافية ما بين السحور والفطور من شأنه أن يعزز معدلات عملية الأيض بالجسم. كما أنه يساهم في الشعور بالشبع والامتلاء ويقلل بالتالي من الرغبة في الأكل.

– الحرص على المشي بعد الإفطار بفترة. فهذا يساعد على الهضم وحرق السعرات الحرارية.

– تجنب النوم مباشرة بعد وجبة السحور. لأنه يقلل من معدلات الحرق مما يتسبب في زيادة الوزن.

-احذر العصائر والمشروبات الاصطناعية لأن محتواها من السكر كبير. واستبدلها بالفواكه ولكن باعتدال.