-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يقصدونها للاستفسار في أمور الدين

“دار المفتي”.. قبلة العباسيين منذ القرن الـ19

م. مراد
  • 393
  • 0
“دار المفتي”.. قبلة العباسيين منذ القرن الـ19
أرشيف

ظلت “دار المفتي” بالمسجد الأعظم، الواقع بحي القرابة الشعبي بمدينة سيدي بلعباس، قبلة للمسلمين من مختلف ربوع المنطقة، الباحثين عن فتوى لمختلف المسائل، لاسيما منها المتعلقة بأحكام الصيام وزكاة الفطر، وغيرها من المسائل التي كان يصعب عليهم الفصل فيها في زمن الاستعمار الغاشم، الذي حاول جاهدا إبعاد أهالي المنطقة عن دينهم الإسلامي.
“دار المفتي”، كانت أول مرفق فكّر في تشييده من ناضلوا لأجل بناء أول مسجد بمدينة سيدي بلعباس إبان الاحتلال الفرنسي، للحفاظ على تعاليم الدين الإسلامي وسط سكان المنطقة في ظل المحاولات البائسة التي ظل ينتهجها المستعمر الفرنسي، منذ أن وطئت أقدامه أرض الوطن، لإبعاد الجزائريين عامة على دينهم، وكان رجال وعلماء منطقة سيدي بلعباس قد ناضلوا من أجل الحصول على رخصة بناء المسجد بحي القرابة الشعبي، بعدما ظل المجلس البلدي يرفض تسليم رخص بناء سكنات لأهالي المنطقة، آنذاك، وجاءت فكرة رفع الانشغال للكاتب العام عن طريق عريضة حملت توقيع 29 جزائريا، مطالبين بتأسيس مسجد بالمنطقة، وهي الفكرة التي كان المراد منها بناء المدينة العربية المسلمة من حوله في المستقبل، ونجحت المحاولة بعد الحصول على رخصة بناء أول مسجد بالمنطقة، بدأت أشغال تشييده سنة 1884، ودامت لقرابة ست سنوات، لتتأسس بعده من حوله المدينة العربية الإسلامية، وكان مرفق “دار المفتي” أول مرفق فتح أبوابه لاستقبال أهالي المنطقة، للاستفسار حول شؤون دينهم، وكان الإقبال كبيرا خلال شهر رمضان الكريم من مختلف مناطق الولاية والمناطق المجاورة، للاستفسار عن مختلف المسائل، لاسيما منها المتعلقة بأحكام وشروط الصيام وزكاة الفطر، وكل ما يتعلق بشؤون الدين، وأشرف على الإفتاء عدد من مشايخ المنطقة والفقهاء، الذين عملوا على نشر الوعي الإسلامي بالمنطقة، على غرار الشيخ أحمد البداوي بشير بويجرة مفتي الديار العباسية، الذي كان من بين المفتين بالقطر الجزائري مطلع القرن الماضي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!