سوناطراك تجني 50 مليون يورو من سوق الغاز الإسبانية

حسان حويشة
ارتفعت أرباح الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك من نشاط بيع الغاز الطبيعي في السوق الداخلية الإسبانية، في ظل ارتفاع أسعار هذه المادة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، سواء من نشاط التصدير أو من عمليات التسويق عبر الشبكة الداخلية بحكم أن لها حصة في أسهم شركة “ناتورجي”.
في هذا السياق، أفادت صحيفة “لا إينفورماثيون” الإسبانية بأن شركة الطاقة “ناتورجي” وزعت الخميس الماضي 387 مليون يورو كأرباح على المساهمين فيها، بمعدل 0.4 يورو عن كل سهم، مشيرة إلى أن الشركة الإسبانية ستوزع ما مجموعه 1.163 مليون يورو على المساهمين كأرباح خلال السنة الجارية.
ولفت المصدر ذاته إلى أن سوناطراك الجزائرية، التي تحوز كما هو معلوم على أسهم في ناتورجي تقدر بـ4.1 بالمائة، ستحصل في الساعات القادمة على عائدات أرباح تقدر بـ15.9 مليون يورو.
وستبلغ أرباح سوناطراك لقاء أسهمها في ناتورجي بنهاية السنة الجارية نحو 48 مليون يورو، وفق نفس المصدر، وهي أرباح ناجمة فقط عن نشاط تسويق الغاز داخليا في إسبانيا فقط.
وكما هو معلوم، فإن سوناطراك دخلت في رأسمال شركة ناتورجي قبل أكثر من 10 سنوات، عقب فوزها في قضية تحكيم دولي تتعلق بأسعار الغاز الطبيعي، حيث قررت سوناطراك حينها أن تقبض نصف التعويض من الطرف الإسباني ناتورجي (غاز ناتورال فينوسا حينها)، وتستحوذ على حصة في أسهمها مقابل ما تبقى من تعويض.
ووفق هذه المعطيات الجديدة، فإن سوناطراك بصدد جني الأرباح بشكل مضاعف بالنظر إلى ارتفاع قيمتها جراء نشاط التسويق الداخلي للغاز في الشبكة الإسبانية، حيث ارتفعت أرباح ناتورجي بالنظر إلى التهاب أسعار الغاز عالميا، ومعها زادت أرباح سوناطراك هي الأخرى، وستبلغ نحو 48 مليون يورو بنهاية العام.
كما أن سوناطراك بصدد جني مداخيل إضافية للخزينة بعد رفع أسعار تصدير الغاز إلى إسبانيا وفق الاتفاق الموقع شهر أكتوبر الماضي مع ناتورجي، لجعل الأسعار تتوافق مع واقع السوق العالمية، وفق ما أكده حينها الرئيس المدير العامة للشركة توفيق حكار.
وحسب بيانات هيئة تسيير ومراقبة مخزونات الطاقة الإسبانية”Cores” ، فإن سوناطراك استعادت صدارة موردي الغاز إلى إسبانيا منذ عدة أشهر بعد تراجعها سابقا لصالح الغاز المسال الأمريكي.
وأظهر سجل المبادلات التجارية الجزائرية الإسبانية اختلالا تاريخيا وغير مسبوق لفائدة الجزائر، خلال الفترة التي أعقبت تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار في جوان الماضي، ميزه استمرار تدفق النفط والغاز الجزائري إلى البلد الأوروبي بأسعار مرتفعة، مقابل جمود شبه كلي في البضائع الإسبانية القادمة نحو الجزائر.