شاب يتنقل من وهران إلى تمنراست على متن دراجة

يقترب الرحالة المغامر، “غويلب محمد رضا”، من تحطيم رقم قياسي، بعد إصراره على مسح كل التراب الجزائري من الغرب إلى الجنوب، مرورا على الشرق والعودة من جديد إلى ناحية الغرب الجزائري، وقطع كل تلك المسافة الطويلة بواسطة دراجة هوائية، في خطوة جريئة لا نرى مثيلا لها إلاّ في كتاب غينيس للأرقام القياسية.

وانطلق الشاب “غويلب محمد رضا”، صاحب 35 ربيعا، أواخر شهر ديسمبر الماضي من ولاية وهران، ليشق طريقه نحو البيض، ثم أدرار، رقان، عين صالح، وأخيرا تمنراست، التي سيصلها بعد أيام، في تحد كبير للعوامل الطبيعية القاسية، ليكون أول شاب ينجح في إنجاز هذه المغامرة، ويفتح الطريق لتسجيل اسمه في كتاب غينيس للأرقام القياسية.

يوميات محمد رضا كانت ثرية، بين الاستمتاع بالمناظر الخلابة، ومقارعة المخاطر في كل ثانية، حيث يذكر أنه نجا في ثلاث مرات من موت محقق، بسبب شاحنات ضيقت عليه وأجبرته على الخروج عن الطريق المعبد نحو مسالك ترابية غير صالحة، فضلا عن محاصرته في إحدى الليالي الباردة من قبل ذئاب جائعة في صحراء تيميمون، وهو نائم داخل خيمته التي ترافقه في كل خرجاته السّياحية، حيث نجا بأعجوبة بعد إضرامه النيران، ما جعل الذئاب تفر وتتراجع، وهي كلها حوادث حصلت معه طيلة رحلته التي قد تدوم نحو شهرين.

العوامل الطبيعية أيضا فعلت فعلتها مع الشاب غويلب، الذي يعشق الاستكشاف والمغامرة، فكثيرا ما تصادفه الأمطار المفاجئة التي تعيق سيره، والأكثر من ذلك تبلل كل أغراضه التي ينام عليها، فيصعب عليه تجفيفها في وقت وجيز، مشيرا إلى روح التآخي والتضامن التي اكتشفها في الجزائريين، حيث كان يستقبل مثل الأبطال كلما حل بمنطقة، فمنهم من يبسط له موائد الغذاء أو العشاء، في حين هناك من فتح له سكنه للمبيت، عندما كانت أغراضه مبللة، وهي صفات ليست جديدة على شعب طيب الأعراق.

وأكد الرحالة أنّ أول أهدافه هو تشجيع السياحة المحلية، خاصة أن الجزائر تملك مناطق ساحرة اكتشفها لأول مرة، وثانيها هو نيته تحطيم رقم قياسي عالمي، بينما يبقى الهدف الثالث هو تكريم الدرّاج وإعادة الاعتبار له، خاصة في الطريق، أين يعاني الأمرين من السائقين، وكثيرا ما يتسببون في هلاكه، رغم أن الدراج أيضا يملك حقه في الطريق والسير عليها.

والملفت في الخرجة الجريئة للشاب رضا هو توثيقه رحلته عبر الفيديو، ونشر أجزاء منها عبر صفحته الفايسبوكية ليقاسم محبيه تفاصيل الرحلة الطويلة.