-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صيف حار لخريف ساخر

عمار يزلي
  • 776
  • 1
صيف حار لخريف ساخر

التحولات التي بدأنا نشهدها ونلمسها ونقيسها اليوم، كلها مؤشرات لتحولات قادمة في القريب العاجل والمتوسط والبعيد.
وإذا كنا قد أشرنا أكثر من مرة إلى أن 2030 سيكون تاريخا مفصليا في التحولات، فإن الإرهاصات قد بدأت للتو، سبقتها تحضيرات طبيعية في طبيعة التحولات.
منذ سنوات وأنا أدرّس مقياس “التغير الاجتماعي” لطلبة علم الاجتماع وأقول لهم في نهاية البرنامج السنوي للمقياس، أن ابن خلدون كان قد استشرف المستقبل من الماضي انطلاقا من الحاضر، وأن نظرية الدولة وحتمية التطور والتغير ونظرية الأجيال والدورات الاجتماعية لا يمكن دحضها، وأن علينا التحضير لسنة 2030، تاريخ انتهاء الجيل الثاني من جيل الثورة الذي فجر الثورة ثم سيّر البلاد منذ 1950.
قضية الكوكاين، هي صاعق مفجر فقط، وعامل للتغير والتحول. قد يندهش البعض لما نقول أن البوشي قد لا يكون متواطئا، وأنه قد يكون ضحية لمؤامرة دولية مخابراتية إما لضرب سمعة المؤسسة العسكرية من أجل إضعافها مع كل ما يخطط للجزائر من ضرب لاستقرارها تمهيدا لتقسيم الغنائم، وإما لغسيل أموال بارونات أكبر من البوشي. ذلك أن قضية الكوكاين في الجزائر ليست وليدة اليوم، فهي حكاية وفضيحة قديمة منذ 2002 بوهران وبنفس الميناء الذي احتجزت فيه حاوية البوشي. فقد جرى وأن احتجزت حاوية بها 08.65 قنطار من الكاوكاين، ثم استخرجت الحاوية ليلا، بطريقة غير قانونية ومجهولة الجهة والوجهة، اتضح فيما بعد أن زنجبيل وعصابته هي من قامت بالعملية، ثم توالت بعد ذلك عمليات حجز القناطير من المخدرات، خاصة الكيف المعالج إلى أن تمت تصفية زنجبيل في سيارته بطريقة مجهولة التفاصيل أيضا. للتذكير أن قادة هزيل والوالي السابق بشير فريك قد دفعا ثمنا بالسجن في محاولة النبش في المسألة.
فالكوكايين والمخدرات ليست هي المشكلة، لأن عملية غسيل أموال المخدرات عندنا تقف وراءها عصابات دولية ووطنية بالتسهيل والتواطؤ. الجيش كان له الفضل في إحباط الشحنة، وعليه، سيأخذ زمام المبادرة في المضي قدما في تطهير البلاد من عصابات المخدرات والمال الوسخ والتواطؤ في الإدارة، والمصالح الأمنية والقضائية، وهو عنوان لتغير وتحضير لتحول نتمنى أن يكون فاتحة خير أمام دولة القانون.
الكثير من المحللين وقراء الفناجين عندنا وخاصة خارج البلاد، بما يملكون من معلومات قد تكون صحيحة أو نصف صحيحة أو مقدمة خصيصا لتوجيه الرأي العام أو “الاستعمال”، تصب في أن قضية الكوكايين، قد فتحت أبواب جهنم على بؤر الفساد الكبرى. هذا لا يعني أن الفساد قد تم كشف شبكاته وتدميره، خاصة شبكة وعقلية الفساد التي استشرت في البلاد وبين العباد، غير أنها البداية والنهاية ليست اليوم ولا غدا ولا حتى ما قبل 2019. هي بداية، نتمنى أن تنجح المؤسسة على كشف هذه الطغم التي أوصلت البلاد إلى ما عليه من احتقان شعبي وتذمر قد ينذر بعاقبة غير حميدة في العلاقة بين السلطة والشعب.
مؤسسة الجيش والمصالح الأمنية التابعة لها، وضعت يدها على الجرح، وقد تعرف التحولات تطورات أخرى سريعة، لكنها رزينة ومتعقلة وغير استفزازية متحكمة وحكيمة، لأنه من شأن الوضع الراهن الهش أن تنزلق الأمور نحو صدامات لا يريد أحد، خاصة المؤسسة العسكرية والأمنية أن نسقط فيها، خاصة في هذا الظرف الحساس، حيث تتربص بنا دوائر السوء في الداخل.. قبل الخارج..
“سلامتها.. أم حسن.. من العين والحسد”.. على رأي أحمد عدوية..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • bamour baaziz

    آه مضت أعوام الهزل و بدأت سنين الجد ، يقول المثل الشعبي ( أصحب الناس الكل و ماتصحبش جدارمي " الأجهزة الأمنية " ) أتمنى من الأعماق أن يكون تحليلك صائبا ونمر أو يمر أبناؤنا إلى بر الأمان ( حتى و لو كانت جزيرة )