ضغط الشارع.. المباريات والنتائج وراء إقالة المدربين

هو لاعب عرفه الجمهور الجزائري في المدرسة العريقة لرائد القبة، ليسطع نجمه في فريق شباب بلوزداد، كان يلقب بـ”الزرقاوي”، بدا حزينا ومتحسّرا لما آل إليه نادي رائد القبة، هو خليل بوقجان كان لنا حوار معه.

أين هو خليل بوقجان اليوم بعد ابتعاده عن كرة القدم؟

الحمد لله نحن مع هذه الدنيا نحاول التأقلم مع الحياة بعيدا عن الكرة شيئا فشيئا، فبعد عام وثمانية أشهر منذ أن توقفت عن ممارسة كرة القدم، اقتحمت عالم المقاولات مع بعض الأصدقاء عبر محاولة تهيئة شقق وبيعها للناس. 

*توالي الإصابات فعلت فعلتها بخليل بوقجان وأدت إلى اعتزال كرة القدم.. كيف استطعتم تقبّل الأمر؟

بالفعل، فبعد تجاوزي سن الـ34 كنت أستطيع المواصلة لسنة أو سنتين فقط، لكن تلك الإصابة عجّلت باتخاذ قرار التوقف عن ممارسة الكرة وقدر الله وما شاء فعل، فأنا عرفت معنى الإصابة في 2005 في أوّل موسم لي مع شباب بلوزداد، كانت إصابة بليغة في الأربطة المتعاكسة فإصابة من هذا النوع تفقد أي لاعب من 40 إلى 50 بالمائة من إمكاناته، لكن بإرادتي عدت ولعبت 10 سنوات أخرى، لكن عاودتني الإصابة في نفس الرجل نصحني الطبيب بالابتعاد لأني لن أستطيع ممارسة كرة القدم، لذلك فكرت قليلا في النادي وأخبرتهم بضرورة فسخ العقد من أجل السماح للفريق بالتعاقد مع ظهير أيسر، وهو ما أنقذ الفريق من السقوط.

*لكن هناك من يقول إنكم أرغمتم على مغادرة الشباب بعد بعض المشاكل التي واجهتكم… ما تعليقكم؟

لا يوجد أي سبب آخر، وهذا الكلام لا أساس له من الصحة، فلم يواجهني أدنى مشكل طول مسيرتي مع الشباب من 2005 إلى 2014، والحمد لله مازال الاحترام بيننا.

*ما رأيكم في مشوار الشباب وتواجده في المراكز الأولى من البطولة، رغم أنّ بدايته كانت متذبذبة خاصة بعد تعرّضه لثلاث هزائم متتالية؟

أعرف جيدا أن شباب بلوزداد لما يقومون بموسم سيء، الموسم الذي يليه يكون أحسن، فالموسم الماضي كان صعبا على الفريق، لكن تم استخلاص الدروس ومع التدعيمات التي قاموا بها واستقرار الجهاز الفني نتائجها بدأت تظهر. أمّا بالنسبة للتعثرات فأي فريق في العالم يمر بمرحلة فراغ، والحمد لله لم تطل كثيرا ثلاث مباريات وعادوا إلى السكة.

*حصلت تغييرات كبيرة في الشباب وتوالى المدربين على الفريق.. هل ترون أنّ هذه الطريقة التي يتخذها العديد من رؤساء الأندية تأتي أكلها في فريق كبير كشباب بلوزداد؟

الاستقرار في أي فريق في العالم هو الأساس وخاصة بالنسبة للجهاز الفني، فأي لاعب في العالم يجب أن يعتاد على طريقة لعب المدرب لتعطي أكلها في الميدان، لكن هنا في الجزائر ضغط الشارع والمباريات والنتائج هو ما يُعجّل في إقالة المدربين، أنا لا ألوم المسيّرين لأن قواعد اللعبة هي هكذا في العالم أجمع.

*على العكس من ذلك مازال يعاني  فريقكم السابق رائد القبة في الأقسام السفلى؟

الشيء الذي لم أكن أتصوره أن ينزل رائد القبة إلى القسم الثالث ويبقى فيه ثلاث أو أربع سنوات، فنادٍ كبير مثل رائد القبة مدرسة أنجبت لاعبين كبار يتواجد في القسم الثالث، دليل على تواجد خلل في الفريق يجب إصلاحه لأنه لا يستحق التواجد في القسم الثالث.

*لم يتمكن اتحاد العاصمة من الظفر بالتاج القاري بعد خسارته ذهابا وإيابا.. ماذا كان ينقص الاتحاد لتتويج باللقب؟

فريق اتحاد العاصمة أقولها بكل صراحة فيه لاعبين كبار ويتمتع بإمكانيات كبيرة، شارك في أسهل نهائي شاهدته، فتي بي مازيمبي لم يكن قويا ولا في مستوى اتحاد العاصمة، فالاتحاد هو من صعّب المهمة على نفسه، واعتقد أنّ الطاقم الفني تنقصه الخبرة ولم يحسن التعامل مع النهائي، لكن الحمد لله شرّفونا وشرّفوا الكرة الجزائرية بالوصول للنهائي، نشكرهم على ذلك وأتمنى لهم إحراز كأس إفريقيا الموسم القادم.

*مؤخرا المنتخب الوطني واجهته انتقادات كثيرة بعد تذبذب نتائجه.. ما رأيكم؟

أسباب هذا التراجع الكل يعرفها بداية بتغيير المدرب واللاعبين الذين اعتزلوا وهذا يؤثر على النتائج، رغم أنه شيء عادي في كرة القدم فيجب منح وقت للمدرب واللاعبين الجدد للتأقلم مع الفريق الوطني والصبر عليهم، فباستطاعة هذا الجيل تقديم أحسن ما قدمناه في 2014 إذا تواجدنا في مونديال روسيا.

*كلمة أخيرة؟ 

أشكركم على الحوار وإن شاء الله لا تكون الأخيرة، وأتمنى لشباب بلوزداد أن يكونوا في المستوى من أجل لعب الأدوار الأولى، ورائد القبة الصعود للقسم الأعلى وأحيي المسيّرين وأنصارنا الذين مازلت على اتصال بهم.