ظلموني وأرادوا تحطيمي… لكن حسبي الله ونعم الوكيل

يعتبرحيمودي جمال، أحسن حكم أنجبته الكرة الجزائرية، لقد دخل التاريخ باعتباره أول عربي وإفريقي أدار أربعة لقاءات في نهائيات كأس العالم، اختير مرات عديدة الأحسن عربيا وإفريقيا،لكنه أبعد عن المحيط الكروي الجزائري بطريقة لم يفهمها ولم يتقبلها،جعلته يبتعد عن الكرة مرغما… حيمودي تأثر كثيرا للأشخاص الذين عملوا كل ما في وسعهم من أجل تكسير مدرسة التحكيم التي أنشاها، وهو عازم على العودة بقوة عندما تسمح له الظروف… والتاريخ يبقى يحتفظ باسم حيمودي الذي رفعه يوما الحارس النيجيري فوق كتفه فرحا بفوزه بكأس إفريقيا.

* حنصال إنسان مخلص ومجيبة نجح في التكوين ولكارن تعلمت منه

بعد مشوار ثري ومشاركة تاريخية في كأس العالم بإدارة أربع مباريات،أنت غائب عن سلك التحكيم في الجزائر، لماذا يا ترى؟

حقا ما تقول، صحيح، فبعد مشوار طويل وحافل بالإنجازات كنت قادرا على العطاء ومنح تجربتي للحكام الشباب، خاصة في مجال التكوين، لأني وصلت إلى القمة بالمشاركة في كؤوس إفريقيا عديدة وكأس العالم بإدارتي لأربعة لقاءات، ولكن غيابي عن سلك التحكيم في الجزائر قرار ليس بيدي والكل يعرف كيف تم إبعادي وحرمان التحكيم الجزائري من كفاءة كان يستفيد منها هذا السلك الذي هو بحاجة إلى كل الكفاءات.

جمال حيمودي تعتبر الأحسن في إفريقيا وربما في العالم،هل ابتعادك أو إبعادك هروب من المسؤولية أم ماذا؟

لا، ليس هروبا من المسؤولية، لقد عانيت من مشاكل كبيرة أثناء مشواري التحكيمي،الله كان دائما يمدني بعونه،وساعدني أيضا الكثير من رجال الخفاء الذين يحبون الخير للوطن دون مقابل،لقد ساعدوني في مسيرتي، وصنعوا مني اسما شرّف  الجزائر في المحافل الدولية لمدة 15 سنة، أما عن العمل في الجزائر فلم يحن الوقت بعد، وسيأتي يوم تظهر فيه الحقيقة، حسبي الله ونعم الوكيل في من كل من ظلمني أو أراد تحطيمي.

تركت بصمة في التحكيم الجزائري، ألم تفكر مثلا في العمل محللا في إحدى القنوات، خاصة أن تجربتك تسمح لك بذلك؟

لقد عملت محللافي إحدى القنوات الخاصة، وكان ذلك مفيدا لي، لقد اكتسبت تجربة في ميدان السمعي البصري، وأعطيت كل ما أملك للمشاهد وللحكام الشباب، ولكن هناك حقيقة لا بد من ذكرها وهي أنهيصعب في الجزائر تقبل النقد  حتى ولو كان بناء، لقد تيقنت من أمر لا بد أن نذكره… المحيط الكروي الجزائري يفرض عليك أن “تحب ما يحبون وأن تكره ما يكرهون”، هذه الأمور ليست من صفاتي ولا من أخلاقي، هذه هي الحقيقة التي لا بد أن نتقبلها رغم مراراتها.

هل تحدثت مع رئيس الاتحاد الجزائري حول مستقبلك، وخدمة التحكيم الجزائري؟

لا، لم أتحدث أبدا مع رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، ولم تمنح لي الفرصة لذلك لأشرح له نظرتي إلى التحكيم وما أستطيع أن أقدمه لهذا السلك الكروي،وهناك حكام آخرون لاداعي لذكرهم تم الاستنجاد بهم واستقبالهم وإدماجهم في لجنة التحكيم، أما أنا لا أدري الأسباب الحقيقية التي جعلتهم لا يستنجدون بي.

ألا ترى بمغادرتك “الصفارة”، أنه سيضيع الحكام الشباب تجربة فريدة من نوعها أوصلت التحكيم الجزائري إلى القمة والمشاركة بجدارة في كأس العالم؟

 لا أريد أن ألوم أو أعاتب أحدا، لكن سيأتي اليوم الذي تعاد لي هيبتي وكرامتي في التحكيم، تعرفون أنه لا أحد دائم وخالد في منصبه، أين هم المسؤولون الكرويون الذين كانوا يتحكمون في الكرة والمعادلة الرياضية..هذه هي الحياة  دوام الحال من المحال؟

كنت على وشك الانضمام إلى لجنة التحكيم بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ماذا حدث؟

عندما يكتب لي أن أكون في اللجنة الإفريقية للتحكيم، فلا أحد بإمكانه أن يمنعني أو يحرمني من ذلك… لن أكون من أصحاب الولاء.

ألم تفكر في إنشاء مدرسة للتحكيم بالجزائر؟

لقد أنشأت مدرسة للتحكيم بمسقط ٍرأسي بولايةغليزان، وبدأت في إعطاء الثمار ببروز عدد كبير من الحكام، كان من المفروض أن يكونوا مستقبل التحكيم الجزائري، ولكن هناك من عمل كل ما في وسعه وكسروا هذه المدرسة لسبب واحد فقط.

ما هو؟

السبب الوحيد هو أن المدرسة التحكيمية تابعة لجمال حيمودي،مكون الجيل القادم للحكام، لا أريد الدخول في تفاصيل أكثر حتى لا أجرح البعض.

تبدو جد متأثر؟

نعم أنا جد متأثر من بعض الأشخاص، لقد قتلوا حلما كنت أود تحقيقه، سيأتي يوم تظهر كثير من الحقائق…

لقد حكّمت عددا كبيرا من اللاعبين الكبار، من هو الذي بقي راسخا في ذهنك؟

هناك عدد كبيرمناللاعبين ، أحتفظ بأسماء عمار عمور وبلال دزيري، لقد كانا مثالا في الأخلاق.

هل من كلمة أخيرة لمحبيك في الجزائر؟

أتمنى أن تصفى القلوب وتبقى الرياضة والكرة مجالا للإخاء والمحبة، لا للكراهية.

من تفضل لكارن أو الرئيس الحالي حمومة،ولماذا؟

لن أفضل أحدا على الآخر، لكن لكل واحد منهم تاريخه الرياضي وسياسته؟ فبلعيد لكارن معروف بخبرته الطويلة سواء في التحكيم أو التسيير والتاريخ هو الذي يحكم عليه.

 أما الدكتورحمومة الرئيس الحالي للجنة المركزية للتحكيم فرغم تجربته الطويلة ونجاحه في التسيير على مستوى الرابطة الولائية لكرة القدم، إلا أنالحكم عليه وهو على رأس التحكيم سابق لأوانه، والنتائج هي التيستتكلم عنه في المستقبل.

ماذا تعلمت من  الحكام السابقين على غرارحنصال ومجيبة ولكارن؟

حنصالإنسان مخلص، لم أعمل معه كثيرا، لكنه يبقى تاريخ التحكيم الجزائري، أما مجيبة  فقد نجح في التكوين، لكنه لم ينجح في التسيير، ويبقى واحدا ممن كتبوا تاريخ التحكيم الجزائري.أما لكارن فتعلمت منه الكثير وترك بصماته في مشواري التحكيمى، وأدين له بالكثير.

ما هي رسالتك للمسؤولين الكرويين؟

لقد عملنا واجتهدنا فنجحنا بفضل الله… لست من الحاقدين، لكن الله لا يحب الظالمين.

ما هو الموقف الطريف الذي حدث لك خلال مشوارك التحكيمي؟

أتذكر حادثة طريفة وقعت لي في نهائي كأس إفريقيا للأمم 2014 بين نيجيريا وبوركينا فاسو، فبمجرد أن صفرت نهاية المباراة بتتويج “النسور الخضراء” باللقب الإفريقي، انقضّ علي الحارس النيجيري  محاولاً حملي على كتفيه، فلم أهتم حينها بالحادثة، لكني عندما شاهدت اللقطة في التليفزيون ضحكت كثيرا.