-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ست سنوات مرت على الحادثة

عائلات ضحايا سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك تستحضر الفاجعة

زبيدة بودماغ
  • 588
  • 1
عائلات ضحايا سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك تستحضر الفاجعة
ح.م

تزامنت الذكرى السادسة لفاجعة الـ11 من شهر أفريل، هذه السنة، مع ثاني أيام عيد الفطر المبارك، ذكرى الحادثة التي اهتزت لها مشاعر كل جزائري وجزائرية، بعد سماعهم نبأ سقوط الطائرة العسكرية،التي كان على متنها 257 شخص، ما بين عسكريين ومدنيين ارتقوا شهداء الواجب الوطني. فقد كان يوم أربعاء من سنة 2018 يتذكره الجميع وخاصة أسر الشهداء، وكان من بين هؤلاء، خمسة عسكريين من ولاية سكيكدة، مازالوا على عهد أبنائهم أوفياء. عائلاتهم مازالت تتذكرهم، بالصدقة – على وجه الخصوص – على أرواحهم الطاهرة، خاصة في شهر رمضان وأيام عيد الفطر المبارك.
تلك العائلات أكدت للشروق بأن أبناءهم، في قلوبهم، وبالنسبة لهم مازالوا أحياء وذكراهم في قلوبهم ما بقوا على قيد الحياة.
تقول زوجة الرائد في صفوف الدرك الوطني، فؤاد شويط الذي لاقى ربه في الـ38 سنة من العمر، وهو من بلدية خناق مايون للشروق: “لا يمكنني نسيان زوجي وأيامه الأخيرة قبل رحيله للأبد، فأغلب كلامه كان عن الآخرة، كان يجتهد في العبادة في رمضان، ولا يترك فرضا من صلوات مفروضة وحتى النوافل، وكلما حلت ذكرى استشهاده إلا واحتفينا بها وكأنها ذكرى ميلاده بكعكة ممزوجة بالألم والأمل”، فبالنسبة للعائلة ،فؤاد في جنة النعيم يرزق، كما جاء في القرآن الكريم.
أما والدة الشهيد محمد الأمين بوسيس الذي ارتقى في ريعان الشباب 22 سنة، وهو رقيب بالجيش من بلدية بوالنغرة بأولاد عطية، فما زال ابنها معها في كل مكان، فهي تحضر الأطباق التي يحبها في رمضان كالشربة والبوراك باللحم والكسكسي، وعيناها تدمعان وقلبها يقطر أسى، برغم مرور ست سنوات عن الرحيل، مازالت تنتظره بين الحين والآخر، كما زينت صينية العيد بالحلويات التي يفضلها كالبقلاوة والمقروط… ثم تقف وتذرف دمعة حزن وتقول: “لا يمكنني سوى حمد الله فأنا أم الشهيد”.
أما والدة الشهيد أمين جغرود وهو جندي ارتقى في الـ20 من العمر، وهو من بلدية بني زيد فأكدت بأنها تكثر من الصدقة على روحه، خاصة في هذا الشهر، لقد كان الابن بارا بها وبإخوته، وقد وعدها بدفع تكاليف فريضة الحج، وصدق وعده، فبفضله زارت بيت الله الحرام كما قالت، في الوقت الذي قرر والده طباعة صورة ابنه الشهيد في أقمصة، وصار يرتديها حتى لا يغادره أبدا.
أفراد عائلة خالد بوقار 28 سنة رقيب أول بالجيش من قرية عين الطابيه في تمالوس، أكدوا بأن نسيان الشهيد مستحيل، خاصة في المناسبات الدينية، فقد كان خالد في رمضان يهوى الاسترخاء تحت شجرة الزيتون القريبة من منزل العائلة، وأحيانا ينام تحتها في الظل، وقبل أذان الإفطار يحضّر بنفسه البوراك على الطريقة العنابية، ولا يمكنه الاستغناء عن كسرة أمه، إلى أن أكرمه الله بأن يكون من زمرة الشهداء فمات عزيزا.
والدة خالد بولحناش الذي قضى في الخامسة والعشرين ربيعا وهو من بلدية صالح بوالشعور بولاية سكيكدة، تعتصر حزنا، لأن العيد حلّ مرة أخرى، ولكن من دون خالد، الخالد في جنة النعيم، فكلما يأتي شهر رمضان تتذكر أمه خفة دمه، ولعبه مع إخوته الصغار، الذين افتقدوه، وفي يوم العيد كان يرتدي القميص الأبيض الذي جلبته له أمه من مكة المكرمة، ويذهب لأداء صلاة العيد، كان خالد هو فرحتنا هكذا تقول الأم المحروقة القلب، والغريب وبعد كل هذه السنوات الست مازالت غرفته بأثاثها الجديد الذي اشتراه بنفسه، لأن زواجه كان يومها بعد شهر من رمضان 2018، ليأتي رمضان والعيد في ست مناسبات كاملة، ولكن من دون عريسنا الذي احتفل بجنته الخالدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبد الرحمان الجزائري

    اين وصلت التحقيقات في الحادثة