-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مرضى عقليا يتوقفون عن الدواء ويسببون مآسي في الحج والعمرة

جزائريون يقصدون البيت الحرام للشفاء من السحر والعين!

آدم. ح
  • 1256
  • 2
جزائريون يقصدون البيت الحرام للشفاء من السحر والعين!
أرشيف

تشهد الأمراض النفسية والعقلية و”الروحية” انتشارا متزايدا في مجتمعنا، بسبب ضغوط الحياة ونقص الوازع الديني وغياب المرافقة وسوء التشخيص، ما يجعل فئة من الجزائريين يقصدون بيت الله الحرام، آملين الشفاء من السحر والعين والحسد.. خاصة بعد تداول العديد من القصص لمرضى شفوا على أعتاب الكعبة، غير أن الظاهرة تسببت في مآسي، لمرضى توقفوا عن شرب الدواء وساءت حالتهم وتحولت زيارتهم للبقاع المقدسة إلى مشكلة صحية، بعدما تم اكتشاف إصابتهم بأمراض عقلية ونفسية يصعب التعامل معها، ووصل الأمر إلى تسجيل حالات اعتداء وقتل وسط الحجاج..

عندما يعجز الكثير من الناس عن إيجاد حلول لمشاكلهم المعقدة وأمراضهم المستعصية، يحجزون تذكرة سفر على أقرب طائرة متوجهة إلى البقاع المقدسة، حيث تحول الحج والعمرة إلى مزار للتداوي من مختلف الأسقام، وهي الظاهرة التي أدت بالعديد من العائلات إلى اصطحاب أبنائها المصابين بمختلف الأمراض العقلية والنفسية وحتى العضوية، لزيارة بيت الله الحرام، طمعا في الشفاء. والأخطر من ذلك، أن المريض يتوقف عن تناول الدواء، بمجرد ارتداء لباس الإحرام، وهو ما يجعل رحلة العلاج “الدينية” تتحول إلى مأساة صحية، قد تنتهي بما لا تحمد عقباه.
والغريب في الأمر، أن العديد من العائلات لا تصرح بمرض أفرادها عندما تسجل لأداء مناسك الحج أو العمرة، ومنها من تتلاعب بالشهادات الطبية، فلا تصرح للطبيب بطبيعة المرض النفسي أو العقلي الذي يعانيه المسجل لزيارة البقاع المقدسة، وهو الأمر الذي أكده لـ”الشروق”، رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، نذير بلحاج، الذي قال إنه اكتشف في العديد من رحلات الحج والعمرة وهو يؤطر عمل الوكالات السياحية أن هناك العديد من الحجاج مصابين بأمراض عقلية، أدت بهم إلى التيه والهروب والنوم على الأرصفة، والقيام بأعمال غريبة وخطيرة.. وأضاف أن الأمر يتسبب للبعثة بمشاكل عديدة تضطرها في العديد من الأحيان إلى تخصيص مرشد لكل مريض من أجل حراسته والتكفل به.

الظاهرة في تزايد ولابد من إجبارية الشهادة الطبية
وأضاف بلحاج أن ظاهرة اصطحاب المصابين بمختلف الأمراض لزيارة البقاع المقدسة من أجل الشفاء والتبرك بالكعبة المشرفة، تزداد انتشارا، حيث تسجل مختلف الوكالات السياحية ارتفاعا في عدد المعتمرين الذين تسوء حالتهم بمجرد الشروع في أداء مناسك الحج والعمرة، “لأن العديد منهم يتوقفون عن شرب الدواء وآخرين يعتقدون أنه بمجرد رؤية الكعبة تزول عنهم جميع الأمراض، فيجد المريض نفسه في حالة من التيه والمزاج السيئ ما يؤدي به إلى القيام بأفعال شاذة وغريبة، على غرار الهروب من الفندق أو النوم في صحن الكعبة، ومنهم من يدخلون في حالة من الهلوسة والهستريا والشجار والمشاحنات مع حجاج آخرين..”
ولمواجهة انتشار هذه الأفكار التي تشوش على قدسية شعائر الحج والعمرة، اقترح محدثنا فرض شهادة طبية على المعتمرين، تثبت سلامتهم من مختلف الأمراض العضوية والعقلية، وتفاديا لتسجيل حوادث من شأنها أن تعرقل عمل البعثة الجزائرية للحج وضمان مرافقة جيدة للحجاج، خاصة بعد تسجيل العديد من المصابين بمرض الزهايمر أين يخلطون في أداء المناسك ولا يدركون حقيقة ما يفعلون..

معتقدات خاطئة تفسد نية العبادة
ومن جهته، أكد رئيس النقابة الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، جلول حجيمي، في تصريح لـ”الشروق”، أن العديد من المعتقدات والمفاهيم الخاطئة التي سادت مؤخرا في المجتمع أفسدت نية العبادات والشعائر الدينية، مؤكدا أن مناسك الحج والعمرة جعلها الله لزيادة التقوى والتعبد والتطهر من الذنوب والمعاصي، “ولم يثبت في السنة أن الصحابة والتابعين كانوا يزورون البقاع المقدسة من أجل الشفاء من الحسد والعين والسحر، خاصة بعد انتشار هذه الآفات في مجتمعنا اليوم، فصار الكل يتحجج في تبرير سلوكه الخاطئ بإصابته بالسحر أو العين..”
وأضاف حجيمي أن الدعاء على أستار الكعبة بالشفاء أمر مستحب وجميل، ولكن أن يجعل المسلم الغاية من الحج أو العمرة هي الشفاء وحده، دون غيره، فهذا يطعن في نية هذه الشعيرة، لأن الكعبة بحسبه ليست مستشفى كبيرا للعلاج من مختلف الأمراض، بل هي مكان وضع للعبادة والتقرب إلى الله.
والخطير، بحسب رئيس نقابة الأئمة، أن الكثير من المواطنين المصابين بأمراض عضوية، على غرار السرطان ومختلف الأمراض المزمنة، يعتقدون أن زيارة البقاع المقدسة قد تشفيهم من هذه الأمراض، ويتوقفون بعدها عن الأدوية، مؤكدا أن الإسلام يحث على الأخذ بالأسباب والتداوي والعلاج، وبعدها الدعاء بعد القيام بجميع الأسباب.
وأضاف محدثنا تسجيل العديد من الحالات لمواطنين يصابون بالإغماء أو التوتر الشديد عند زيارتهم للكعبة، ومنهم من يشرع في موجة من البكاء ربما لإصابتهم بالسحر وتأثير هذا المكان على المسحور، لما له من قدسية.. وهذا ما يتطلب مرافقة هؤلاء الأشخاص، بسبب حالاتهم الخاصة التي تتطلب القيام بالتشخيص السليم والعلاج على أيدي الأطباء أو الرقاة الشرعيين، وإرسالهم إلى الكعبة دون مرافقة يضر بهم وبمن حولهم..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • محمد

    يقصدون الله في البيت الحرام

  • غي أنا

    الحج عبادة و ليس عيادة