عشرات العائلات تعلق ليلة كاملة على الطريق بتيزي وزو

عاش مستعملو الطريق الوطني رقم 12 بتيزي وزو، مساء السبت، أوقاتا عصيبة حين وجدوا أنفسهم عالقين في الطريق يتوسطون السيول والأوحال، إلى وقت متأخر من الليل، بعدما تحول الطريق إلى واد مفتوح وبقيت العائلات تصارع الموت بطريقتها الخاصة، ما دفع بشباب منطقة تادمايت لإعلان حالة طوارئ ومساعدة العائلات العالقة مع أطفالها.
لم تتمكن المصالح المعنية من إنقاذ مئات المركبات والعائلات التي علقت السبت، منذ الظهيرة وإلى غاية وقت متأخر من الليل، من وسط الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين تيزي وزو والعاصمة مرورا ببومرداس، حيث أثبتت السلطات المعنية مرة أخرى عجزها عن التعامل مع غضب الطبيعة، إذ تحول الطريق إلى واد جار يتوسط السيول الجارفة القادمة من أعالي جبال سيدي علي بوناب وغيرها، ما جعل حركة المرور مشلولة تماما ومئات المركبات متوقفة من حافلات، وسيارات الأجرة والمركبات النفعية التي كانت تقل عشرات العائلات، حيث وجدت هذه الأخيرة نفسها في مأزق كبير خصوصا من كانت تصطحب أطفالها، إذ بقي هؤلاء عرضة للجوع والبرد طيلة اليوم وإلى وقت متأخر من الليل، ما دفع بمجموعة من شباب المنطقة إلى إطلاق حملة لإغاثة هؤلاء وتقديم الأطعمة الساخنة للعالقين، في حين اكتفت السلطات بالتواجد لتنظيم حركة المرور التي كانت مشلولة، ولم تتحرك سوى بعد توقف الأمطار وانخفاض منسوب المياه في الطريق، وقال بعض من كانوا في الزحمة إن السلطات وفي كل مرة تثبت عجزها المستمر في التعامل مع الظروف المماثلة.
ومن جهة أخرى عاش سكان تيقزيرت شمال ولاية تيزي وزو، كابوسا حقيقيا حين التقت مياه البحر الهائج ومياه الأودية الفائضة، لتغرق أغلب أحياء وشوارع المدينة في مشهدلم تعرفه المنطقة منذ عقود، حيث جرفت السيول عددا من جدران المنازل، إلى جانب غلق الطرقات وانزلاق الأتربة على حوافها وكذا الانهيارات الصخرية.
أما في بوجيمع فقد تسببت السيول في انهيار بناية كاملة، في حين أجليت عائلة مكونة من 12 شخصا من منزل كاد ينهار على رؤوسهم لتواجده في مجرى واد فائض بقرية ايسوماثن في ازفون.
كما تسببت السيول في جرف عدد من الطرقات عبر إقليم الولاية وخسائر مادية معتبرة بعدما غمرت المحلات والمنازل في عدة مدن.